قشمرة وثيقة “الشرف” !

قشمرة وثيقة “الشرف” !
آخر تحديث:

 بغداد/ شبكة أخبار العراق- متابعة ..غيُب زعيم القائمة العراقية التي تضم المكون السني في العراق أياد علاوي، ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك، عن المؤتمر الوطني الذي عقد ظهر الخميس بحضور حشد كبير من السياسيين والرئاسات الثلاث، كشف عن خلافات سياسية، رغم أن المؤتمر شهد توقيع ميثاقين للحد من الإرهاب والصراع بين الكتل.فيما سخر المواطنون من المؤتمر ولقاء الساسة، معتبرين تواقيعهم على وثيقتي “ميثاق الشرف” و “السلم الإجتماعي”، “ضحك على ذقون الشعب”، ومستبعدين حل الأزمات دامت الخلافات قائمة بين الكتل.وحضر المؤتمر رئيسا مجلس الوزراء نوري المالكي، والنواب أسامة النجيفي، وابراهيم الجعفري رئيس التحالف الوطني الشيعي، ومثل إقليم كردستان روز نوري شاويس نائب المالكي للشؤون الاقتصادية، وعدد كبير من السياسيين، والعشائر، كما كان للمرأة حضور أيضاً.وقال محمد العكيلي النائب عن الإئتلاف الحاكم في العراق  إن ” صالح المطلك، نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات، لم يحضر المؤتمر تحفظاً من زيارة “النجيفي” رئيس البرلمان إلى تركيا وإيران قبل أسبوع”. وأضاف العكيلي أن قائمة متحدون التي يتزعمها النجيفي، تصدت لمشروع المطلك خلال الإنتخابات الأخيرة التي جرت في البلاد، ما حال دون حضور الأخير للمؤتمر.وعن تغيب علاوي، زعيم العراقية التي تضم المكون السني، قال العكيلي “إن علاوي لديه مشاكل مع ذاته ونفسه وعليه لم يحضر المؤتمر”. وأشار إلى أن  الباب مفتوح للتوقيع على الوثيقتين، لكل من لم يحضر.وأثنى الكرد على جهود الخزاعي والمؤتمر، مرجحين توقيع كافة الكتل السياسية على ميثاق الشرف. وقال قاسم مشختي، النائب عن التحالف الكردستاني  “نحن نثني على أي جهود تقارب الكتل السياسية، خصوصاً وأن البلاد تواجه تحديات خطيرة جداً من تداعيات الأزمات السورية، والإيرانية، والتصعيد الإرهابي الذي يضرب العراق”.ويأمل مشختي أن يعيد المؤتمر الثقة المفقودة بين الكتل السياسية، مبيناً “إن استعادة القة يساعد على معالجة الأوضاع في البلاد من خلال وضع حلول جذرية لها”. ورجح مشختي  أن توقع الكتل السياسية التي تغيبت عن المؤتمر، على ميثاق الشرف ووثيقة السلم الإجتماعي لصالح البلاد.وعُقد المؤتمر تداركاً للأوضاع الأمنية المتردية في البلاد، التي وصلت للتهجير والقتل على الهوية إضافة إلى التفجيرات التي أتخذت شكلاً جديداً هذه الأيام فكل مكان تدس فيه مفخخوتين ما يجعل غنائمها من الأرواح أكثر فأكثر يومياً .فقد تعرضت بعض عشائر السنة للتهجير من المحافظات الجنوبية، كما حصل مع عشيرة آل السعدون من أكبر عشائر العراق التي تعرضت للتهجير القسري من محافظة ذي قار جنوب البلاد.ولم يكترث عدد من المواطنين للقاء الرئاسات والساسة، وللوثيقتين، إنشغالاً منهم بأخ أو أبن وأب دفن قبل يوم أثر أنفجار أو قتل.في حين أدان النائب المستقل حسن العلوي وثيقة الشرف التي وقعها عدد من السياسيين امس الخميس، واصفا إياها بأنها ” نوع من التضليل وخداع الناس ودعاية انتخابية مبكرة لصاحبها “.وقال “في مُزدحم الموت ومُشتجر الصراع الذي تعبر عنه الخروقات الأمنية اليومية من إبادة وتدمير وتهديم ما بقي من مؤسسات أهلية وأسواق شعبية وقتل كادحين في طريقهم الى العمل، في هذا الحال تأتي وثيقة الشرف لتوحي بأن الذين لم يحضروا لتوقيعها لم يحظوا بهذا الشرف “.وأضاف العلوي :” ان كلمة الشرف بحد ذاتها من مستخدمات العقود الحزبية (المتخشبة) والتي كانت لاترى العراقي شريفا ولا المرأة شريفة ما لم تكن في إطار هذا الحزب المناضل او ذاك الحزب المناضل، وقد جاءت وثيقة الشرف التي يتعارض اسمها تماما مع طبيعة الدستور الليبرالية ومع توجهات الدولة الليبرالية ومع واقع المكونات وكأنها ستأتي على حل هذه الإشكالات، ولم يمر أكثر من 20 ساعة على تفجير 12 سيارة مفخخة في بغداد أمس، فهل سيكون لهذه الوثيقة دوراً في إيقاف التفجيرات ووضع حد لتدمير العمران البغدادي الذي لم يبق منه الا قفص من العظام؟ وهل ستأتي هذه الوثيقة على بناء مؤسسة أمنية واستخبارية لحماية الناس؟ وهل ستقوم بمهمة ردم المستنقعات التي يلعب فيها أطفال الفلاحين الفقراء الجياع في جنوب العراق وغربه؟ “.وتابع :” اعتقد ان هذا الاجتماع هو نوع من التضليل والخداع وإشغال الناس عن أمنهم وحياتهم وعملهم، وكأننا كنا ننتظر هذا الجمع من الطبقة السياسية يصطف الواحد بعد الآخر ليقدموا هذه الوثيقة التي تخلو من الذوق عندما حملت اسم الشرف، وكأننا نحن الذين لم نوقع عليها ولانعرف ماذا يراد بها لاشرف لنا “.وبين :” ان الوثائق الوطنية التي لاتحتاج الى كلمة شرف، والوثيقة التي تعد على شكل ميثاق وطني توقع عليه القوى الوطنية بالإجماع في لحظة واحدة ويعلن عنه شخص ما ليكون له دور في الانتخابات القادمة ويحجز مكانه في السلطة العليا منذ الآن هي مجرد دعاية انتخابية مبكرة لصاحبها، وأنا أشفق على هذه الطريقة في التفكير “.وتساءل العلوي :” مادام الموقعون على هذه الوثيقة سيحصلون على الشرف المزعوم الذي لم يحصل عليه غير الموقّع، فماذا سيكون موقفهم اذا اشتعلت بغداد غدا أو بعد غد بالتفجيرات كما هي العادة ؟ وأين سنذهب بالشرف؟”. وأشار الى “ان كلمة الشرفاء التي تم إقحامها في قاموس السياسة العراقية خاصة والسياسة العربية عامة لاتصلح اساسا للخطاب، وهي من المصطلحات المعيبة أخلاقيا واجتماعيا، وهي تمس كرامة الإنسان وتجعل من هو خارج دائرة التوقيع كأنه خارج دائرة الشرف “.وتابع العلوي :” أنا أدين هذه الوثيقة وأعتبر الحاضرين فيها مجرد لاعبين اتفقوا في صفقة سياسية واحدة على كسب الوقت الذي يداهمهم، وهم يعلمون ان طبقة سياسية جديدة ستأتي بالانتخابات المقبلة وستذهب الطبقة السياسية الحالية الى الأبد، لكنها ستذهب مع اموال لاتنتهي الى الأبد، إنهم تأبدوا في المال والناس تأبدوا في موقع رفض هؤلاء الذين أراهم الآن على شاشة التلفاز يقرأون سورة الفاتحة ولا أدري على أرواح من يقرأوها، على أرواحهم أم على أرواح الشعب العراقي “..وتضمنت وثيقة الشرف الوطنية،11 فقرة، تركز على صيانة الوحدة الوطنية للشعب العراقي!، وتعزيز الثقة بين أطراف العملية السياسية! والمواطنين، وعدم استخدام الإعلام لبث الخلافات، والدعوة لحلها بالحوار، مع إلتزام بالدستور والقوانين، ومنع ارتهان الإرادة العراقية بإرادات واجندات خارجية واحتراك صداقات الدول بشكل مكافئ. هذا وذكرت حركة الوفاق الوطني بأن هذه الوثيقة عبارة عن “قشمرة” وضحك على ذقون الشعب ولن تنهي الخلافات بالتوقيع على هذه الوثيقة ،وتسائل عدد من المواطنين هل “للخونة ” شرف؟واحتوت وثيقة السلم الإجتماعي 15 خطوة، أبرزها تشكيل لجنة عليا برئاسة نائب الرئيس وعضوية عدد من قادة الكتل السياسية لبناء برنامج السلم الإجتماعي  في العراق واعتماد كل الآليات لتحقيقه وتفعيله، والتصدي للإرهاب والميليشيات بكل أبعاده والقضاء عليها بكل السبل.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *