مشكلات ثقافية

مشكلات ثقافية
آخر تحديث:

امجد ياسين

كثيرة جدا هي مشكلات الوسط الثقافي العراقي، وللحقيقة فان العديد منها لم يكن وليد التغيير بعد العام 2003. فالى متى يبقى تصدير المشكلات الى المسؤول المقبل او الادارة المقبلة؟  وكأن اي محاولة للتغيير جريمة لا تغتفر ونحن على هذا الحال منذ ثلاثة عشر سنة خلت؟ لا نقول اننا بحاجة الى وقفة او مراجعة للذات او الرجوع الى اخلاقيات العمل او التمسك بالموضوعية، فالمسؤولية اولا وقبل كل شيء ابداع واجراء، ومن يتصدر المسؤولية يجب ان يتمتع بهذه المواصفات، لا ان يتم اختياره بسبب قربه من هذه الجهة او الجماعة  دون غيرها فتتكدس  المشكلات دون حل. والا ما تفسير بقاء المشكلة نفسها طيلة هذه الفترة ونحن نتكلم عن ميزانيات انفجارية واخرى اقل انفجارا واخيرا ميزانية لا صوت لها. المشكلة في من يتصدى للمشكلات لا المشكلة نفسها او توابعها. ونتيجة كل هذه التراكمات تتعرض الهوية الثقافية العراقية للضياع ، فبعد ان كنا متميزين على مستوى المسرح والتشكيل والنحت والازياء والبالية، اصبحت هذه الفنون اليوم تواجه تحديات حقيقية تهدد كيانها وتحد من حضورها وتاثيرها في المجتمع، وبصراحة، المسؤولين هم السببب في ذلك، اقول: هل هو عدم معرفة بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، ام هي متبنياتهم الفكرية التي تجعلهم في صراع حقيقي مع الثقافة بكل صورها؟ اننا نشهد تراجعا ملفتا على مستوى المسرح وتجاربه عبر قلة العروض المسرحية بسبب ضعف الميزانيات المخصصة للعمل المسرحي بما يليق ومكانته ودوره المهم في النهوض بالوعي العام الى مصاف ما يتعرض له البلد من هجمات ارهابية مركبة تتخذ اشكالا عدة ومنها الثقافي، الذي يتطلب التحصين منها عبر نشر الثقافة كوعي وممارسة بمختلف مستوياتها. ان تراجع دور نقابة الفنانين وضياع حقوق المنتمين لها، وبقاء الحال كما هو منذ فترة طويلة، مرورا بمشكلات التمويل الذاتي لعدد من المؤسسات امر لا بد من الوقوف عنده والتفكير بحل له. مشكلات الكتاب العراقي وغيابه هو الاخر عن المعارض الكبيرة امر مهم، فكتابنا لا يحظى بهذا الحق، ولا يحضى برقم دولي خاص به اسوة بباقي كتب المعمورة لحفظ الحقوق، فضلا عن مشكلة التوزيع. لقد اخليت الساحة العراقية من الكثير من مظاهر الثقافة ، فقد غابت او انحسرت مدرسة البالية، كما غابت دار الازياء العراقية، اذ يبذل المصممين العراقيين جهدهم في ان تعرض تصاميمهم في قاعات لا تتمتع بمواصفات العرض، ولكنهم قبلوا بالمتوفر على مضض. اننا بحاجة الى اشاعة ثقافة الحل، والا لماذا نغير بين فترة واخرى المسؤولين. فجبل المشكلات هذا لا ينقص الا بمسؤول  يبحث عن الحلول، لانه مطالب بالنهوض بالعمل واستمرار النجاح في المؤسسات الناجحة اصلا، فما بالك بمن يستلم مؤسسة معطلة دون ان يفعل شيئا. ان مشكلاتنا مركبة كوضعنا. نحتاج الى من يحل هذه العقد بهدوء لا ان يسحب طرفي الحبل فيضيق الخناق على نفسه وغيره.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *