معذرة معالي دولة الرئيس .. لقد وصل السيل الزبى…! بقلم مام اراس

معذرة معالي دولة الرئيس .. لقد وصل السيل الزبى…! بقلم  مام اراس
آخر تحديث:

لقد كتبنا كثيرا عن الصراع الشيعي والسني  ، وكيف زادت من حدته في فترة رئاستكم لمجلس الوزراء  ، وكشفنا من باب الحرص على بلادنا من التمزيق والتفكك في نسيجنا الاجتماعي ، واكدنا ان الايادي الخفية  التي تعمل بالقرب منكم  على هذا الاتجاه لا يدخرون النوايا ، بل يستعجلون في تمريرها في كل زمان ومكان  لضمان ديمومة الازمات واتساع رقعتها  التي تلبي رغباتهم المقززة …معالي الرئيس … الكتابة على وجه الخصوص لسيادتكم يحتمها الاخلاق والحرص على اختيار المواضيع التي ربما تكون غافية عنكم بسبب انشغالكم  بالأمور السياسية  التي تمر بها البلاد ، و قطعت سبل التفكير عنكم  بالمشاكل الأخرى التي يعانيها المواطن العراقي منها ما يتعلق بمستواه المعيشي  والخدمي ، ومنها ما يتعلق بطبيعة الظروف الحرجة التي يمر بها العراق من الناحية الامنية ، والتردي الحاصل لأسباب كثيرة ، وانتم تقفون على تفاصيلها تماما ولا تجدون لها حلا ولو مؤقتا لحين ايجاد معالجة جذرية لها على اسس المصلحة  الوطنية ….اذن اعتقد ان الدخول في تفاصيل تلك المشاكل والتعقيدات وطرحها ليست بعملية سهلة بالاستناد الى انواعها وحجمها التي اثرت سلبا على المواطن ، وانقطعت سبل تجاوزها بل تفاقمت رقعة آثارها النفسية حتى غدا المواطن في حيرة من  أمر حكومته  التي   لا تعيش الا على الازمات   ولم تقدر ان تقف على قدميها لمواجهة  التحديات التي خلفتها سوء ادارتها  لتلك الملفات وعدم امكانية  احتواءها وفق منظور سياسي سليم يبعد شبح التوترات الدائمة وتأثيراتها على الشارع العراقي..الغريب في نهجكم السياسي معالي دولة الرئيس .. انكم ترفضون باستمرار الحديث عن اقامة اقاليم فدرالية للمحافظات وتفسرونها على انها تمزيق لوحدة العراق ارضا وشعبا ، بل ولا تمنحون اية فرصة للحديث بهذا الشأن لأصحاب تلك المطالب ، ولا انتم قادورن على حماية المواطن من شر الارهاب والقتل اليومي المنظم و الدائم ، بمعنى  لا ترحمون المواطن حتى  يخرج بجلده سالما ، ولا تسمحون له ان يطالبكم بجزء بسيط من حقه الوطني والانساني ، في حين  لو تنظرون اليها من الناحية الانسانية  نجدها  أفضل الحلول لكي تحافظون لأبنائنا وأخوتنا  دماءهم الزكية ،  اذن ما هو الحل في ظل تفاقم الاوضاع والتحديات الكبيرة والكثيرة التي اكدتموها اخيرا خلال كلمتكم الاسبوعية..؟؟ وهل  من الانصاف ان تستمر الاوضاع المتردية على هذه الشاكلة ، وانتم تفسرون المظاهرات الرافضة لطبيعة اداء حكومتكم بالتحديات الداخلية الممولة من ((الخارج)) لإضعاف دور حكومتكم ..؟؟ ثم من هم هؤلاء ..؟؟ وما هو السر من عدم الكشف عنهم ..؟؟  لا أريد ان اضع نفسي كمرشد لكي اتلو لكم الفتاوى  ، أو احاول ان أصحح لكم مساركم السياسي الذي وضعتم بها البلاد والعباد في حالة الترقب للمجهول  ، مخاوفكم من نتائج الصراع في سوريا  لا مبرر لها لان الصراع السني الشيعي ليس بوليدة الايام  ، لها امتداداتها التاريخية  ، وان هذا الصراع مخطط له منذ امد بعيد ، والحقائق تثبت بشكل قطعي بانه لا غالب ولا مغلوب في هذا الصراع ما دامت اطراف دولية واقليمية تسعى جاهدة ان يكون شغلها الشاغل الذي يبعد الضرر بمصالحها  أو المساس بخططها  الاستراتيجية الهادفة لإخضاع المنطقة  برمتها لسياساتها الخاصة  ، ولهذا نجد ان تأجيل حسم الملف السوري قد اوقف بعض الشيء من حدة الصراع هناك ، وباتت الانظار كلها متجهة صوب التقارب الامريكي والايراني وآثاره المستقبلية على المنطقة ، وهذا يعني ان التوافق الامريكي الايراني ان وجدت فانه يقلل من شدة تأثيرات الازمة السورية على العراق  خصوصا بعد أن ادركت الولايات المتحدة الامريكية ان المجريات هناك تجري بالعكس من المصلحة الامريكية وأمنها القومي في المنطقة …معالي الرئيس .. موجة الاغتيالات التي طالت رجال الدين ، والتي سببت في اغلاق المساجد والجوامع ليست بالأمر الهين ، وهي كارثة لم يسبق لها في العراق مثيلا ، وهي بحد ذاتها خلقت انطباعا لدى المواطن العراقي بان أجهزتكم الامنية فقدت القدرة تماما على الوقوف بوجه الميليشيات التي تسرح وتمرح في بغداد ، في وقت وتلك الميليشيات تمارس دورا مخيفا وسط مناطق ما يسمى بحزام بغداد ، وتستعرض عضلاتها  متى ما شاءت بأقنعتهم السوداء  ، وترتكب جرائم الاختطاف و القتل بالجملة  كالتي حدثت في منطقة الطارمية ببغداد  ، والبصرة وبابل وديالى ، ناهيك عن موجة خطف النساء   وقتلهن بأسلحة كاتمة للصوت ، والتي توحي بان تلك العصابات وجرائمها بدأت تسلك منحنى خطيرا في ظل غياب لغة القانون  ، وعجز دولتكم في انقاذ المواطنين الابرياء من بطشهم اللامحدود…شركائكم السياسيين قطعت بهم السبل ، بعد ان ادركوا تماما ان دورهم    لا يتعدى حدود الصحافة والاعلام ، بعد ان أحكمتم السيطرة المطلقة ، التحالفات اصبحت في مهب الريح ولا وجود لمبدأ تبادل المشورة وطرح الآراء والافكار لتجاوز الازمات ، وهم مستاؤون من طبيعة ادارتكم للدولة ، ولهذا نجدهم جميعا يدورون في فلك الاسئلة المتكررة التي لا اجابات لها … معالي الرئيس ..زيارتكم للولايات المتحدة الامريكية  اثبتت تماما ان هذه الدولة غير راضية من أدائكم السياسي بدليل الاخبار المسربة عن طبيعة لقاءاتكم بالمسؤولين في الادارة الامريكية  ، ولم تكشفوا عن اسباب تلك الزيارة ونتائجها وما اثمرت عنها من فشل أو نجاح ، بمعنى آخر ما تقومون به من نشاطات لا تخرج من اطار السرية الكاملة التي لا تقف عليها الا المقربون منكم حصرا ، وشركائكم يتلقفون أخباركم عن طريق الاعلام مما يدل على حجم الهوة بينكم وبين شركائكم في العملية السياسية ، وبذلك نستطيع القول ان الفترة المتبقية من رئاستكم لمجلس الوزراء لا تعني شيئا بالنسبة للعراقيين عموما لأنها ليست بكافية لإيجاد مخرج من هذا النفق المظلم الذي تركتم   فيه مصير البلاد والعباد ….كل ذلك غيض من فيض معاناة العراق الكبيرة  والكثيرة التي تراكمت عام بعد عام  ، لنتحول في عيون من كانوا يعيشون على فتات موائدنا الى أضحوكة يتسامرون بمآسيه وما يعانيه من حزن والم ، في وقت ضاقت به سبل الخلاص من مفرداته اليومية من قتل وتدمير لأسس الحياة العصرية الذي وصل فيه السيل الزبى ، وانتم تتخذون من منطقة الخضراء جدارا يفصلكم عن الشعب الذي تعاهدتم ان تكونوا منقذا لعذاباته الطويلة التي اضافت لها عملية تحريره من طاغوته المستبد عشر سنوات اخرى من الموت على الهوية  ، ولم تحرروه من خوفه على مستقبله الآتي الذي لم يتضح منذ عشر سنوات ملامحه الحقيقية …!

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *