من أجل مصلحة بلدان المنطقة

من أجل مصلحة بلدان المنطقة
آخر تحديث:

 بقلم: محمد حسين المياحي

منذ تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، فقد عمل على تسويق وترويج الکثير من أفکاره المشبوهة الى جانب فرض حالات وأوضاع شاذة تصب في صالحه تماما، ولعل من أهمها وأخطرها جعل تدخلاته في بلدان المنطقة والعبث بأمنها وإستقرارها من خلال تأسيس أحزاب وميليشيات تابعة لها مباحا، فيما محرم والى أبعد حد على بلدان المنطقة التعاون والتنسيق مع المعارضة الايرانية النشيطة المتواجدة في الساحة والمتجسدة في المقاومة الايرانية.

تلك الاحزاب والميليشات التي قام بتأسيسها هذا النظام في بلدان المنطقة والتي کانت ولاتزال تشکل طابورا عدوانيا خامسا فيها، فإن أي تعرض لها من جانب بلدان المنطقة والذي هو حق من حقوقها الاساسية ولاسيما من الناحية الامنية والوطنية، فإن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يثير ضجة کبيرة وکأن هذه البلدان ترتکب جريمة غير مسبوقة، لکن في بلدان أخرى مثل العراق و سوريا و اليمن ولبنان، فإن الميليشيات التابعة لهذا النظام تمسك بزمام الامور وتتصرف وکإنها صاحبة الامر، ويکفي أن نشير کيف إن الميليشيات الشيعية تقوم بإقتحام السجون ومراکز الشرطة وتطلق سراح المسجونين والموقوفين منها وتقوم بإغتيالهم عنوة، ناهيك عن قيامها بعمليات الخطف والتغيير الديموغرافي وغيرها من الجرائم والانتهاکات الاخرى.

إستخدام نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية للأحزاب والميليشيات من داخل دول المنطقة وضد أمن وإستقرار هذه الدول، هي سابقة فريدة من نوعها کما أسلفنا ومن الغريب أن تبقى هذه الظاهرة بهذه الصورة لصالح إيران وعدم تحرك دول المنطقة لحد الان بالاسلوب والطريقة التي تضع حدا لهذا الاخلال والعبث المرفوض والصارخ بالامن القومي لدول المنطقة، وإننا نرى ضرورة العمل بالمثل من أجل وضع حد لهذا الامر من خلال إشراك العنصر الايراني في هذه الحالة السلبية الجارية وتعديلها بما يخدم الامن القومي للدول.

نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي تحرك وأسس أحزاب وميليشيات عميلة تابعة له في بلدان المنطقة، فإننا لاندعو بالضرورة لإنشاء أحزاب وجماعات عميلة في داخل إيران إطلاقا، ذلك إن العنصر الايراني المطلوب موجود فعلا وبإمکانه أن يخدم معادلة الصراع ضد نفوذ النظام الايراني في المنطقة ويرد الکيد الى نحره، ونقصد بذلك منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة التي تشکل صداعا مزمنا لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وتعتبر الخطر والتهديد الفکري ـ السياسي الاکبر بوجه هذا النظام، والخطوة الاولى التي يجب إتخاذها هنا هي الاعتراف الرسمي بهذه المنظمة من جانب الدول المنطقة وفتح مکاتب لها.

عندما ندعو لإشراك”منظمة مجاهدي خلق”الايرانية المعارضة في المواجهة ضد النفوذ الايراني، فإننا نعلم ماتمثله هذه المنظمة لطهران وکيف إنها تعتبر قوة ضغط سياسية على النظام، والمهم هنا هو إن لهذه المنظمة تأثير وتواجد مٶثر داخل إيران وفي حالة الاعتراف الرسمي بها من جانب دول المنطقة ودعمها وإسنادها بالصورة المطلوبة فإننا على ثقة کاملة بإن الصورة ستتغير کاملا ولن تبقى الحالة السلبية التي نشهدها الان على صعيد المنطقة مستقبلا.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *