من اجل التغيير .. المشاركة في الانتخابات بقلم سعد الكناني

من اجل التغيير .. المشاركة في الانتخابات بقلم سعد الكناني
آخر تحديث:

 

سعد الكناني

ان العملية الانتخابية في بعدها السياسي تمثل معركة وطنية كبيرة تدور رحاها بين القوى الوطنية والتقدمية المناضلة من اجل الحرية والديمقراطية والتقدم الاجتماعي والحضاري للعراق وبين القوى الطائفية المتخلفة والإرهابية المتحالفة معها والساعية لإحباط العملية الانتخابية وإعادة العراق إلى القرون الوسطى.ومما يثير الاستياء حقا لجوء بعض القوى الدينية ممن تتستر بعباءة “الدين والمذهب”  إلى ممارسة الإرهاب الفكري والتخويف الديني وإصدار الفتاوى الدينية في محاولة لإيهام الناس وعدم مشاركتهم في الانتخابات ،وان هذا الأسلوب يتناقض تناقضا صارخا مع القواعد الأخلاقية والإنسانية والديمقراطية في المنافسة الشريفة.

ان الشعب العراقي بكافة مكوناته السياسية والقومية والدينية تواق لممارسة الديمقراطية وإجراء الانتخابات الحرة النزيهة باعتبارها احد استحقاقات المرحلة الجديدة وتأكيد لحقه في انتخاب برلمان وحكومة  قادرة على إطفاء بؤر الإرهاب والفساد وتحقيق الأمن والاستقرار.ان المشاركة الفاعلة في الانتخابات  البرلمانية القادمة يعني الفعل الجاد والمصوب اتجاه الخلاص والبدء بعمليات التغيير المطلوبة  فاذا كان الشعب العراقي طامح للخلاص من الواقع المظلم الفاسد  فعلية المشاركة  واختيار الأفضل لمن يمثله لتحقيق طموحاته التي طالب بها طيلة السنوات الماضية  . لأخيار أمامنا سوى صناديق الاقتراع  من اجل طي صفحة البؤس والظلام ومن المؤكد ان العراقيين سيحترمون النتائج التي ستتمخض عن العملية الانتخابية لأن ذلك الطريق المجرب والأضمن في عملية التداول  السلمي والديمقراطي للسلطة السياسية.ومن الطبيعي ان يواجه هذا النهج الحضاري من قبل القوى الهمجية المتطرفة التي تمارس فنون القتل والتخريب وترهيب المواطنين واغتيال المرشحين للقوائم الانتخابية بهدف منع إجراء الانتخابات وإفشالها وإبقاء العراق في دوامة العنف وإطالة عمر الظلام .

ولهذا تصبح المشاركة في الانتخابات مهمة وطنية لكل عراقي حريص على إحلال الأمن والاستقرار واستعادة السيادة  الحقيقية والاستقلال لبلاده ويصبح من الواجب الوطني التصويت للقائمة التي تعبر عن مصالح العراق الوطنية وعن حقوق المواطن السياسية والاقتصادية قولا وفعلا وليس تكتيكا,هذا فضلا عن كون الانتخابات ظاهرة حضارية وأسلوب متمدن لقيام حكومة ممثلة لإرادة العراقيين في القضاء النهائي على زمر الفساد والإرهاب التي تجاوزت خطوطها الحمراء بكثير وأصبحت قوة إجرامية منفلتة تعرقل المشاريع الوطنية  وتلحق الإضرار الكبيرة بعصب الحياة ,ولهذا كله تصبح الانتخابات ضرورة موضوعية ومطلبا ملحا يفترض إجرائها في موعدها المقرر دون إبطاء او تأخير.وعلى الناخب العراقي ان لايسمح  لبعض المتنفذين تزييف أرادة الناس وخداعهم وتضليلهم وشراء الذمم والأصوات وركوب حمار الطائفية  ويجعل منها وسيلته لتحقيق الفوز وان خالف الأعراف والقيم كلها.

على الشعب العراقي ان يدرك ان عزوفه عن الانتخابات يعني بقاء الفاسدين والظالمين جاثمين على جسد العراق وثرواته ،وعليه المشاركة النشيطة بالانتخابات وهو  يجد أمامه طريقا سالكا، نحو  الخلاص والتغيير والإصلاح. وهو طريق المشاركة البناءة في الانتخابات، واختيار المرشحين الأكفأ والأصلح من الذين يستحقون ثقته وصوته

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *