من الطائفي المالكي ام العراق؟ بقلم الدكتور احمد العامري

من الطائفي المالكي ام العراق؟ بقلم الدكتور احمد العامري
آخر تحديث:

ربما هذا السؤول يبدو للوهلة الاولى فيه نوع من الغرابة وخاصة من ناحية مقارنة شخص عادي ليس له اي عمق تاريخي مع العراق صاحب الحضارة التي تمتد لاكثر من سبعة الاف سنة قبل ميلاد سيدنا المسيح((ع)) واوجه المقارنة التي رغبت بأن اسوقها لايمكن ان تلمع وجه وصورة المالكي الشخص مع العراق البلد والوطن والتاريخ والحضارة لانه ببساطه ليس بين الحالتين اي وجه للتشابه او المقارنه لان الاختلاف كما بين الثرى والثريا. ان الذي دفعني للكتابه حول هذا الموضوع ما داب على الكلام به رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بمناسبة ومن دون مناسبة عن الطائفية والجهات التي تحاول اثارتها في العراق وكأن الرجل حمل وديع وصاحب رسالة انسانية وواعظ كل مايقوم به يصب في خدمة الانسانية والقيم الروحية والسماوية وليس رجلا يوغل في ذبح شعب باكمله هو وحزبه الدعوة الذي سرق كلمة شريفة ولصقها بنفسه ونقصد هنا عبارة(( الاسلامية))  بحيث اصبح اسمه حزب الدعوة الاسلامية وهو ابعد ما يكون عن الاسلام ومبادئه الخلاقة والمتسامحة والذي لايربطه اي رابط حتى وان كان غير مرئي مع هذا الحزب الدموي والطائفي والعنصري. لقد حاول المالكي وحزبه التستر بالدين من اجل تحقيق مصالح حزبية وسياسية كان يعتقد ان الصفة الاسلامية التي تداعب عقول الملايين من العراقيين البسطاء الذي يحبون ال البيت ومستعدون للتضحية بكل شيء حتى تبقى شعلة الحسن والحسين والعباس عليهم السلام متقدة وتنير الطريق والدرب في الحياة اليومية وتعطي الزخم من الايمان والاستقرار النفسي والروحي وسط الاضطراب الحياتي المتفاقم الذي بلغ اوجه خلال حكم المالكي الذي دمر كل شيء ووصل بالعراق والمواطن الى حد الانهيار والتياهان في  علم لم يالفه من قبل ووجد نفسه فيه غريبا لا بل وخائفا ومستسلما لقدره ولامباليا بما يمكن ان يحدث له. ان المالكي ووفقا لكل المعطيات هو رجل مهووس بالطائفية وجنون المذهب والطائفة الى حد الذي فقد فيه البصر والبصيرة التي يحتاجها اي انسان عاقل من اجل التميز بين الاشياء ووضع التقديرات المناسبة لكل حالة من حالات الحياة اليومية فكيف اذا كان الموضوع يتعلق بمسائل غاية في الحساسية والدقة من امثال المسائل الدينية في بلد مثل العراق حباه الله بتنوع ديني وقومي لامثيل له في مايجاوره من بلدان كان يعتبر من علامات القوة والاقتدار والمنعة وليس كما هو اليوم بعد ست سنوات من تسلط المالكي الذي فجر فيه كل انواع الحقد والراهية بين اطياف الشعب المختلفة حتى بات العراقي من المذهب السني يخاف ان يذكر اسمه لانه يمكن ان يقتل على هذا الاسم وكذلك الحال من القوميات التي عاشت متاخية على امتداد الاف السنين وما اثاره المالكي ضد الاكراد اكبر مثل على جهده في اذكاء النزاع العرقي مع الشعب الكردي الذي يعتبر جزءا حيويا واصيلا من التكوين العراقي. ان الشيء الذي بات واضحا ان المالكي ليس عفويا في تصرفاته الطائفية وانما هو يتعمد فعل كل ذلك لانه يرى انه الاسلوب الوحيد لحكم العراق عبر دغدغة المشاعر عند الطائفة التي ينتمي اليها بعد ان نصب نفسه من دون ان يخوله احد مدافعا عنها وهي محاولة جوبهت برفض واسع من قبل شركاء المالكي في الائتلاف الوطني وهو ما انعكس كذلك في تراجع شعبية حزب الدعوة والمالكي والتي جسدتها نتائج انتخابات مجالس المحافظات التي خسر فيها الكثير من مواقعه وسوف يخسر اكثر في الانتخابات البرلمانية المقبلة وهذا هو ثمن التغني بالطائفية التي لم يعرفها العراق ابدا وانما بدأت بعد الاحتلال ونماها ورعاها المالكي وحزبه وهي نفسها التي ستنهي المالكي وتحول حزبه الى مجموعة منبوذه من الشعب وهذا ما سوف يحصل في القادم من الايام. 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *