من المسؤول عن ما حل بالعراق…؟

من المسؤول عن ما حل بالعراق…؟
آخر تحديث:

  خليل ابراهيم العبيدي 

هذا التساؤل تراه في الشعور والا شعور لاي مواطن عراقي بل وتجده عند الكثيرين من المهتمين بالشان العراقي في هذا العالم الفسيح ، فالذي اصاب العراق منذ الاحتلال  ومن جرائه ، لم تصب به اي دولة او اي شعب منذ ان اوجد الله هذه الارض واسكن فيها ادم وذريته ، اننا لو تركنا جانبا الخراب الذي لحق بهذا البلد جراء الاحتلال وتوجهنا صوب ما الحقه ابناء هذا البلد واجرينا مقارنة بسيطة ، لوجد اي منا اننا كنا اكثر عدوانية عليه من المحتل ،وللوهلة الاولى ولسبب بسيط ان المحتل اجنبي وان المحتل عدواني ، فما بالك انت رضيع هذا الوطن وابنه البار ان تفعل به ما فعلت ، فلقد كنت قبل القاعدة وبعد الامريكان اول من اعلنت العمليات الارهابية عليه وعلى ابنائه، ولقد كنت اول من انطلق ليسرق ممتلكاته واموال مصارفه واموال دوائره ، وكنت انت اول من بادر مع الغرباء لحرق مرافقه العامة ودوائر دولته ، وكنت ايضا وانت عراقي تقتل الاطباء الساهرين على صحتك وتشرد العلماء مفخرة بلدك ، وكنت اول من اعتدى على استاذ الجامعة والمدرس وصولا الى المعلم الذي كاد ان يكون رسولا ، وكنت اول من ساهم بخرق قواعد الحفاظ على الاثار والممتلكات التاريخية ، وانت ايضا من سرق كل شئ حتى اسييجة الطرق السريعة ، وبعد كل ذلك توجهت الى خرق قواعد المرور ، وانت تفاخر بانك تسير عكس الاتجاه ، وانت سعيد عندما زورت شهادة جامعية او اعدادية لا بل قام بعضنا بتزوير الشهادات العليا ، وكان بعضنا مزهوا وهو يبني داره على قارعة شارع عام ، او ينشئ مرأب على رصيف زقاق ، او يستحدث مولدة الكهرباء في حديقة عامة ، او ان مواطن اخر وجماعته يستحوذون على مدرسة لجعلها سكن دائم ، او ان اخرين  يستولون على ارض تعود لمواطن فقير لا يستطيع بناؤها لعدم توفر الامكانية لذلك ، او ان حرفي ينشئ ورشته الصاخبة في حي سكني ، او قرب مدرسة ، وكذلك مواطن يقيم ورشة لتصليح السيارات في محلة قديمة لا تليق بحياة الشر ، وعاطل عن العمل  يباشر عمله في غسل السيارات في الشوارع العامة والتجارية والكثير راح ابعد من ذلك حيث جعل الارصفة مكانا لعرض مكائتن السيارات وابدانها ، اما بائع الدجاج الحي فهو يفتخر بصياح الدييكة وهي في اقفاصها على قارعة الطريق، واذا تركنا المواطن العادي وتوجهنا صوب مسؤول ما بعد التغيير لوجدناه اكثر تماديا من مواطنه العادي، فهو اضافة الى عدم اعترافه بالقوانين فانه يوجد لنفسه قوانين تتيح له العمل وفق قاعدة اعمل ما شئت ، فهو الذي سكن دور صدام ،

وهو الذي استولى على مزرعة سجودة وذاك الذي انشا مصرفا ليتاجر بالعملة ، واخر تولى وزارة وجعلها اقطاعية وملكا عن ابيه وجده ، وبعضهم احتكر النقل لينافس النقل العام واخر اختص بالطباعة ليطبع الكتب المدرسية وجماعة تتاجر بالمواد الزراعية وتنافس الفلاح المسكين ، وشخص يستورد المواد الطبية والادوية ولا ضير عنده تاريخ الصلاحية كل منهم يغني على ليلاه ، فهذا وزير بلا شهادة وذاك نائب امي وثالث مدير عام مختلس ورابع وكيل وزارة يبني ويصلح داره الخاصة من نثرية الدائرة ، وهذا يفاوض بلا صلاحية وذاك يخرق الدستور  في مسالة منع الاعتصام بحجة عدم وجود نص دستوري لانه لا يفهم القانون حيث اجازت المادة 38 اولا بحرية التعبير بكل الوسائل ،

اي اجازت كل الوسائل السلمية ومنها الاعتصام ، ومسؤول اخر يوجه قوى الامن لضرب المتظاهرين وذلك لاحداث شرخ بين الشعب والقوات الامنية، ولو جمع اي منا كل هذه التجاوزات الرسمية والشعبية انفة الذكر او غير المذكورة ووضعها في ميزان القانون والعدل الصحيح . ماذا ستكون النتيجة ، هل يبقى البلد على قيد الحياة ؟ الجواب بالطبع كلا .. وهذا ماهو حاصل حاليا ، العراق ممتلئ بالامراض والعلل ، لا وزارة صالحة فيه ولا دائرة رصينة ولا كادر يستطيع الانقاذ ، الكل يبكي ويشكي والكل يساهم في البلوى والكل يلقي باللوم على الكل وفي حقيقة الامر ان الكل  هو المسؤول  ، غير ان هناك القلة الصامتة المراقبة هي الوحيدة القادرة على تجاوز القديم واعادة الامور الى نصابها وبتعاون الكل ، والا فان الكل سوف يغرق الكل والله اعلم وهو على كل شئ قدير……

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *