نقماتنا الثلاث

نقماتنا الثلاث
آخر تحديث:

 

  حمزة مصطفى يحسدنا الكثيرون على ما نحن فيه من “نعمة” بين قوسين. لأول مرة في التاريخ تكون مفردة نعمة موضع شك مما يضطرك أن تضعها بين أقواس. لكن جردة حساب بسيطة لما ال اليه وضعنا بسبب ما جنيناه من هذه النعم التي لاتعد ولاتحصى يجعلها تنتهي الى نتيجة قاسية فحواها كم كنا سنكون سعداء لولاها.  

الأمر لا يحتاج الى “روحة للقاضي” لكي نستعرض كل “نعمة” من هذه النعم وكيف تحولت الى نقمة. دعونا من أرض السواد والبياض ودجلة الخير ويا”عشك الكاع” والفوسفات والكبريت والنخيل الذي كان يوما بعدد نفوس العراق تقريبا  “30 مليون نخلة” متعددة الانواع والأذواق. لنترك الجبل والسهل والهور والجزيرة والبادية التي طالما تغنى بها المغنون من جبار عكار الى سعدون جابر. وكتب عنها الشعراء من السياب الى مظفر النواب. لنترك هذا كله ونختصر الحديث عن ثلاث نعم تحولت الى نقم وهي النفط والمطر والكهرباء.

النفط نعمة تتحسر عليها الدول والشعوب الا نحن. فبسبب ما جرته من ويلات علينا  صرنا ندعو الله العلي القدير ان يشفطها تماما من اراضينا من زاخو الى الفاو. فنهضتنا وتقدمنا بات متوقفا على زوال النفط لا على جولات التراخيص. كل موارد النفط باستثناء فترة قصيرة هي فترة مجلس الاعمار على عهد نوري السعيد تحولت الى حروب ودمار واخيرا هدر وفساد. 

المطر الذي تجود به السماء تتلقفه الشعوب لكي يتحول الى نعمة في كل شئ ولكل شئ. وحين يتأخر يقيمون صلوات استسقاء من اجل استمرار هطوله. نحن صرنا نخشى نشرة الانواء الجوية حتى لاننصدم بمنخفض جوي “تايه” يغرق البيوت ويغلق  المجاري وتهاجر الى بغداد اهوار الحمّار والحويزة والجبايش. اما السبب بسيط جدا وقابل للتبرير كما تقول امانة بغداد ودوائر البلديات في المحافظات. كميات الأمطار كما يقول الاخوة والاخوات تفوق دائما قدرة مجارينا على التصريف. لا اعرف لماذا مجارينا “نازكة” من دون مجاري سوانا  بحيث لاتتحمل مطرة قوية كل 30 سنة بينما تصفر الريح فيها 29 سنة؟ 

الكهرباء نعمة بكل المقاييس. بسببها حلقت دول في سماء التقدم العلمي والتقني بينما كانت صحارى يوماما. على يدنا  تحولت هذه النعمة الى نقمة بل قل ام النقم. عشرات مليارات الدولارات ننفق عليها سنويا دون فائدة. البشرية تترحم على اديسون مخترعها وتتنمى له قصرا بالجنة بينما صرنا ندعو له الخلود بالنار بسبب هذه الورطة. في الصيف مقطوعة نعمل لها تشييع رمزي وفي الشتاء نشيع عشرات الشهداء بعد اختلاط اعمدتها بمياه الامطار.   

“خصم الحجي”

لا نريد النفط لان دول الجوار القريبة والبعيدة هي من تستفيد من وارداته لا نحن . ولا نريد “المطر” طالما ان  كل سلاتنا الغذائية مستوردة من تلك الدول صيفا وشتاء. اما الكهرباء فما حاجتنا اليها وهي .. مقطوعة صيفا “ناتلة” شتاء.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *