ورطة كبيرة تنتظر العراق والعراقيين .. بقلم محمد الوزان

ورطة كبيرة تنتظر العراق والعراقيين .. بقلم محمد الوزان
آخر تحديث:

قديما قال الشاعر ان كنت تدري فتلك مصيبة وان كنت لا تدري فالمصيبة اعظم وهذا القول ينطبق على الحكومة العراقية المستقيلة وتلك التي يتم التداول بشأن تشكيلها الذي مايزال يراوح في مكانه في التصارع على المناصب والوزارات ورباط مقالنا هذا الورطة الكبيرة التي تنتظر العراق والعراقيين من جراء المصائب العديدة التي بدأت ترف عليهم وفي مقدمتها الهبوط المخيف لاسعار النفط الذي اصبح كما يقول المثل بتراب الفلوس خاصة وان العراق يعتمد في كل مايقوم به على المبالغ العائده من تصدير النفط ولدرجة تصل الى ٩٨بالمائة في وقت لم تتخذ فيه جميع الحكومات الحزبية التي توالت على ادارة البلاد لاي اجراءات لتحفيز القطاعات الرديفة التي تساهم في الناتج القومي وانما على العكس عملت على تدمير القطاعات الاقتصادية والصناعية والخدمية لصالح الجارة ايران التي حولت العراق الى سوق كبير لمنتجاتها الفاسده والبعيدة عن مقاييس الجودة المعتمدة دوليا٠ فقد اوقعت هذه الحكومات العراق في وضع لايحسد عليه بعد ان تم تبديد اكثر من تريليون دولار حصل عليها العراق من تصدير النفط من دون ان يتم استثمارها بمايعود بالفائده على البلاد ويخلق منافذ بديلة ومسانده لاقتصاد العراق النفطي يتم الاستفاده منها في اي ازمة كما يحصل اليوم في سوق النفط العالمية وانعكاس ذلك على الوضع العام في العراق٠ والملفت للنظر والمعيب في نفس الوقت فالحكومة العراقية بدلا من ايجاد حلول ناجعة للازمة واجبار اقليم كردستان على الايفاء بالتزاماته النفطية تجاه بغداد راحت تبحث في بدائل من لقمة عيش المواطن العراقي حيث بدأت تلوح بقطع نسب تصل الى اكثر من ٣٠بالمائة من رواتب الموظفين واخرى من رواتب المتقاعدين من دون حتى ان تلمح بالاشارة الى رواتب وامتيازات الرئاسات الثلاث التي تصل لوحدها الى اكثر من ٢٨ مليار دولار ورواتب رفحاء والاف ممن يدعون انهم سجناء سياسيين في زمن النظام السابق زورا وبهتانا اضافة الى المئات من الذين يتقاضون اكثر من راتب فهؤلاء لوحدهم يمكن ان تسد اي عجز او خلل يصيب الاقتصاد ٠ان الوضح من الامور التي باتت مكشوفه للقاصي والداني ان هناك برنامجا ممنهجا لتدمير الاقتصاد العراقي وتحويل العراق الى بلد استهلاكي يصرف كل مايحصل عليه من عائدات نفطية على الطعام والغذاء وعوامل ترفيه من امثال السيارات الفارهه للمسؤلين وامتيازات يحلم بها رؤساء دول بالعالم وليس من يعملون في الرئاسات الثلاث وغيرها من المرافق التي تخدم شريحة معينة تعد قليلة نسبة الى عموم الشعب العراقي الجائع والذي باتت عليه لقمة الهيش حسرة كما يقول المثل٠ان مايمر به العراق الان كارثة بكل ماتعنيه هذه الكلمة من معنى ومن غير المؤكد قدرة من يديرون السلطة على تجاوز هذه المرحلة وان القادم من الايام هو الاسوأ الذي سيمر على الشعب العراقي وليس على من يحكمونه الذين امنوا لهم ولعوائلهم حياة عيش رغيده وارصدة بالخارج تكفيهم لعشرات السنين من سرقة المال ونهب اموال الدولة بطرق اقل مايقال عنها انها شيطانية ٠ان معالجة هذا الوضع لايتم بالتغاضي عنه من قبل الشعب العراقي وانما بالاستمرار بثورته والاطاحة بكل الرؤس الفاسدة واستلام زمام الامور واصلاح ما يمكن اصلاحه والخروج من الازمة المالية باقل الخسائر وبدون ذلك فالكارثة واقعة لامحالة وبعدها لاينفع الندم٠

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *