أوباما ونظرية “خصم الحجي”

أوباما ونظرية “خصم الحجي”
آخر تحديث:

 حمزة مصطفى

بعد نكسة حزيران العراقية برزت على سطح احداث صيفنا الساخن الشبيه بصيف تنسي ويليامز وقطته العجيبة نظريتان .. الأولى يمثلها فريق موالي للحكومة يطالب الإدارة الأميركية بتقديم كل أنواع الدعم لطرد داعش من الموصل وتكريت وجرف الصخر. الثانية يمثلها فريق المعارضة الذي يرى ان الحكومة هي المسؤولة عما حصل وعليها دفع الثمن. كلا الفريقين له مبرراته بصرف النظر عن مدى الوثوقية فيها. فريق الموالاة يلوم الاميركان لقصورهم الشديد في دعم العراق بموجب المعاهدة الامنية تسليحا وتجهيزا وتدريبا. مشكلة هذا الفريق هي صمته حيال محاججة تبدو مقنعة

 للمعارضة حين تتساءل عن جدوى انفاق عشرات المليارات من الدولارات كانت قد خصصت للامن والدفاع.

ومن أجل إستكمال مستلزمات دفاعه يرى فريق الموالاة أن من أسقط الموصل وصلاح الدين بيد “جرذان داعش” كما يسميهم اعلامه المساند مؤامرة دبرت بليل وخيوطها تمتد من اربيل البارزاني الى موصل النجيفي وانتهاء بقطر وتركيا والسعودية. من جهته فإن فريق المعارضة المتهم بالتنسيق مع الجرذان والذين يفصل بينهم وبين الثوار طبقا لاعلامه المساند لايرى حلا بغير رحيل المالكي. هاتان النظريتان تركتا بلا شك تاثيرهما على الادارة الاميركية الاوبامية المترددة اصلا في اعادة الخوض بالمستنقع العراقي. أوباما المطارد الان من الكونغرس بدعوى تجاوزه صلاحياته

 الدستورية “رادها من الله على الله” بسبب عدم اتفاق القادة العراقيين على كلمة سواء فذبحها على قبلة منذ البداية عندما ابلغ الطرفين المتخاصمين انه مستعد للمساعدة بل وحتى التدخل بل وحمل السلاح اذا اقتضت الضرورة لمقاتلة داعش نيابة عن حضراتهم لكن بشرط واحد بسيط ظاهريا مستحيل عمليا وهو ان يتفقوا فيما بينهم ويوحدوا كلمتهم ورؤاهم حيال المخاطر التي تحيط بهم. وفي الواقع ان اوباما يدرك تمام الادراك ان هذا, في العراق الجديد, من سابع المستحيلات.

نظرية اوباما ومثله في ذلك نائبه جو بايدن ووزير خارجيته جون كيري وأخيرآ وليس آخرا قائد القيادة المركزية لويد أوستن تتلخص في عبارة واحدة ابلغوها لكل قادتنا الميامين وهي .. اخوان “خصم الحجي” إننا لانملك عصا سحرية لحل مشاكلكم. ثم ان الحل لايكمن في ان نتولى نحن كل شئ نيابة عنكم. طرد داعش واحتمال ماعش. ووقف التدخل الايراني اكراما للسنة. ووقف التدخل السعودي اكراما للشيعة. ووقف التدخل التايواني اكراما للاقليات والاديان الاخرى. وحل الخلاف بين بغداد واربيل بطريقة نرضي فيها اربيل على حساب بغداد. ونرضي فيها بغداد على حساب اربيل. ليس هذا فقط ..

فهناك نواب ونائبات في برلمانكم يريدون منا هكذا يقول الاميركان.. تامين حدودكم وبركم وبحركم وجوكم ومياهكم حتى الجوفية منها, واباركم بمن فيها الارتوازية. وسقي حدائق شارع مطاركم, وكل جزراتكم الوسطية. واخيرا وربما ليس اخرا مطلوب منا ان نقيس ضغطكم وسكركم ونهدهدكم عند النوم ونوقظكم للصلوات بمن فيها النوافل والاستخارة.. ولانستغرب ان تطلبوا منا ذات يوم ان ..”نكلكل …”.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *