لماذا نجحت الوصاية الأميركية على دول الخليج في خلق بلدانا متطورة وفشلت في العراق ؟

لماذا نجحت الوصاية الأميركية على دول الخليج في خلق بلدانا متطورة وفشلت في العراق ؟
آخر تحديث:

بقلم:خضير طاهر

منذ عام 1945 بدأت  الوصاية الأميركية على السعودية أولا ، ثم شملت كافة دول الخليج العربي .. نظام الوصاية الأميركي وفر الحماية من الخطر الإيراني والعراقي والإتحاد السوفيتي سابقا وروسيا حاليا ، وأيضا تحقق بفضله الإستقرار والأمان والرفاهية في دول الخليج  لدرجة أفضل نظام سياسي في تاريخ العرب الحديث هو النظام السياسي في الإمارات العربية التي هي حلم لكل مواطن عربي للعيش فيها ، وطبعا في الإمارات توجد قواعد عسكرية أميركية ومقرات للمخابرات CAI .. ولايوجد عاقل يجرؤ على إتهام حكام الإمارات بالعمالة والتفريط بسيادة البلد الذي تحول من صحراء الى جنة رائعة بفضل الرعاية والوصاية الأميركية وهكذا بالنسبة لباقي بلدان الخليج ،  مقابل  دفع ثمن مقبول تعطيه  هذه البلدان الى أميركا حسب قوانين تبادل المصالح بين الدول.

في حين وعلى سبيل المقارنة بين دول الخليج والعراق الذي كثيرا ماتشدق بشعارات السيادة والإستقلال والتحرر الوطني وعظمة  ابناء الرافدين  ونحن أحفاد حضارات  سومر وبابل وآشور ..  حدثت في العراق  خلال   ( 84 )  عاما : خمس إنقلابات  عسكرية ، وثلاثة حروب ، وعاش البلد في حالة إضطراب دائم وصراعات وعدم إستقرار وهدر للثروات ، وإنتهى به المطاف تسلط الميليشيات الإيرانية على البلد والثروات ، والشعب ممزق مفكك ، وأصبحت الدولة العراقية تشكل خطرا على السلم في العالم برعايتها وتصديرها للإرهاب الميليشاوي الإيراني ، ولايستطيع أحد من العراقيين الإدعاء و الحديث عن وجود مشروع سياسي وطني ينقذ البلد ، والكارثة الأكبر هي ان الشعب العراقي حاليا يتيم بلا أباء حقيقين وطنيين مؤثرين في الشعب قادرين على قيادته الى شاطيء النجاة !

لماذا نجحت الوصاية الأميركية على دول الخليج العربي وفشلت في العراق ؟

قبل عدة أعوام قدمت تفسيري الشخصي وجوابي عن هذا السؤال وأعيده مرة أخرى وهو ان المخطط الأميركي اقام تصوراته حول العراق على أساس ( منطقي عقلاني ) وكان يرى من البديهي ان الشعب العراقي الذي عاش الحرمان والحروب والاضطهاد … سينهض على شاكلة اليابان والمانيا بعد الحرب العالمية الثانية ، ويسارع الى بناء بلده ويحرص على تطوره ، ويختفي من العراق الفساد والتقاعس والإضرار بالمصلحة العامة والصراعات وتتوحد جميع القوى من أجل فائدة البلد هذا من ناحية ( منطقية عقلانية ) ، لكن الصدمة  هي في مفاجأة العراقيين للعالم عندما (( تحركوا بجنون جماعي ، وتدمير ذاتي متواصل ) فقد صُدم الأميركان والعالم المتحضر بالعراقيين وهم يحرقون وطنهم ويسرقون ثرواته ويدمرونه كما لو كانوا محتلين غرباء جاءوا من الخارج للإنتقام منه وليسوا مواطنين ، بل وقف العالم مذهولا وهو يشاهد بعض العراقيين يتفاخرون علنا بأنهم عملاء لدى إيران يعملون على تحطيم وطنهم !

وامام هذا الجنون الجماعي العراقي .. وسطوة عقدة التدمير الذاتي … لم يكن لدى أميركا أية حلول سياسية حضارية ، ويقينيا كانت محرجة جدا حينما أدركت ان الحل الوحيد للعراق هو الإنقلاب العسكري لبلد شعبه – غالبيته – فوضوي منفلت لايحترم القوانين ، وليس لديه مشاعر إنتماء وطني حقيقي ، ولا  يتمتع بإيمان صادق في العمل الجماعي ونكران ذات ، بإختصار شعب في معظمه يعاني من إنعدام ( الأهلية الإجتماعية والسياسية ) ولابد من إنقاذه من نفسه ووضعه تحت سلطة عسكرية صارمة قوية بأشراف أميركا .. بعد ما تبين ان القوة والدكتاتورية مطلبا ضروريا وجوديا للشعوب العربية .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *