المرجعية تؤكد على التعايش السلمي واحترام القانون

المرجعية تؤكد على التعايش السلمي واحترام القانون
آخر تحديث:
كربلاء /شبكة اخبار العراق- حذرت المرجعية الدينية العُليا، بعض الاطراف التي لم تسمها من استغلال بعض الاوضاع التي تمر بها البلاد لفرض سياسية الأمر الواقع في قضاء طوزخورماتو التابع لمحافظة صلاح الدين.ويشهد قضاء طوزخورماتو توتراً منذ أيام بعد ان وقعت اشتباكات مسلحة بين قوات الحشد الشعبي والبيشمركة، تسببت بوقوع قتلى بين الجانبين، على الرغم من الجهود الحكومية والوساطات السياسية لتهدئة الموقف، حيث تم توقيع اتفاق تهدئة، الاسبوع الماضي، بين الاطراف المتنازعة ودخل حيز التنفيذ الاربعاء الماضي، بدأ بتبادل حتجزين.وقال ممثل المرجعية في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة التي القاها من داخل الصحن الحسيني ، ان “ما حصل في طوزخورماتو من صدامات واعمال عنف هو مؤشر خطير يدعو اصحاب العقل والحكمة من جميع الاطراف الى اتخاذ الاجراءات الكفيلة بعدم تكرارها والحفاظ على التعايش السلمي بين جميع المكونات على اساس سيادة القانون واحترام الآخر في حقه بالعيش الكريم الذي يحفظ له امنه واستقراره”.وأكد ان “المطلوب ممن بيده الامور عدم السعي لاستغلال الظروف الحالية لفرض أمر واقع وفق ارائهم وتصوراتهم، فانه سيؤدي الى مزيد من التعقيدات، ولا مصلحة لهم في ذلك بل سيخسر الجميع ولاربح الا من خلال الحرص بادامة التعايش المشترك المبني على حقوق الجميع”.ودعا الكربلائي الى “عدم السماح بانحراف المعركة عن مسارها الصحيح او فسح المجال لزراعة الفتنة والاحتراب بين صفوف الشعب فلا يستفيد من ذلك الا داعش”.وعن التفجيرات الارهابية الاخيرة في بيروت وباريس وقبلها اسقاط الطائرة الروسية في سيناء في مصر، قال ممثل المرجعية “سبق ان اكدنا ان التحدي الاكبر والاخطر امام الشعب العراقي بمختلف اديانهم وطوائفهم وقومياتهم هو المعركة مع داعش وفكره الاقصائي ومنهجه الدموي، هذا التنظيم الارهابي الذي شملت جرائمه جميع بقاع الأرض، وكان من جرائمه الاخيرة تفجير الطائرة الروسية والتفجيرات في بيروت وباريس التي ذهب ضحيتها مئات المدنين الابرياء”.وأضاف “لقد قدر للعراقيين أن يكونوا في مقدمة من يقاتل هؤلاء الارهابيين ويسعى لكسر شوكتهم، وكانت لهم انتصارات مهمة في هذا الطريق ومن المؤكد ان النصر والظفر النهائي في المعركة مع داعش سيعود بثماره ومعطياته على جميع العراقيين وليس لبعضهم دون بعضهم ومن هنا لابد من توحد جميع المكونات وتوظيف كل طاقاتها لمعركة واحدة للجميع ضد هؤلاء الارهابيين”.وعن زيارة أربعينية الامام الحسين التي تصادف في الثالث من الشهر المقبل أوصى الكربلائي الزائرين بضرورة التعاون مع القوات الامنية والحفاظ على الاجواء الدينية للزيارة.
وقال انه “مع اقتراب هذه الزيارة التي يزحف فيها الملايين من عشاق الامام الحسين مشيا على الاقدام نحو مرقده الشريف قاصدين بذلك التعبير عن شدة ولائهم وقوة ارتباطهم بالامام عليه السلام وتجديد العهد له على مواصلة الدرب على قيمه والمبادئ الشريفة، نود ان نذكر المؤمنين على ما ينبغي رعايته في هذه المناسبة”.وبين ممثل المرجعية الدينية العليا، ان “من أهم مقاصد هذه الزيارة الحسينية الحفاظ على مبادئ الاسلام وتعاليمه التي ضحى الامام الحسين واهل بيته عليهم السلام من اجل حمايتها من الضياع والانحراف ويقتضي بذلك من المؤمنين المزيد من التفقه بالدين والحرص على تطبيق تعاليمه في طاعة الله ورسوله والائمة واداء الواجبات واجتناب المحرمات”.وأشار الكربلائي الى “تصدي مجموعة من فضلاء الحوزة العلمية وطلابها في هذه الزيارة كما في التي قبلها لبيان الاحكام الشرعية والتعاليم الاخلاقية واقامة صلاة الجماعة على طول الطريق الواصل الى كربلاء” داعيا الزائرين الى “اغتنام هذه الايام ويجعلوا سفرهم الالهي هذا فرصة لمزيد من التفقه بالأحكام الشرعية والتحلي بالاخلاق الفاضلة والحرص على اداء الصلاة في اول وقتها”.
وشدد على ان “لا يمنع أداء الخدمة للزائرين واقامة مراسيم العزاء في اداء الصلاة فان الامام الحسين عليه السلام من شدة عنايته وحرصه على هذه الفريضة بأداء الصلاة لم يمنعه يوم عاشوراء رغم انشغاله بالحرب والقتال وهو على أشده ان يؤدي تلك الفريضة الالهية، فالله الله في الصلاة فانها عمود دينكم ومعراج المؤمن الى ربه واحب الاعمال الى الله وقرة عين النبي وأهل بيته عليهم السلام”.وتابع “من المقاصد المهمة لهذا السفر الالهي هو تثبيت المبدأ الاساس الذي أنطلق منه الامام الحسين عليه السلام في مسيرته من المدينة المنورة الى كربلاء المقدسة واراد من شيعته ومحبيه الالتزام به في احلك الظروف واقساها الا وهو التضحية بالنفس والمال والولد للحفاظ على الاسلام ومبادئه من دون تغيير وتحريف والايثار والشجاعة والصبر والصمود والعزيمة والارداة الصلبة في هذا السبيل”.وأكد ممثل المرجعية “لاشك ان المعركة المصيرية في هذه الايام مع داعش تتجلى فيها تلك القيم بأسمى صورها ومعانيها ولاسيما من احبتنا الابطال المقاتلين بمختلف عناوينهم الذين يرابطون في الجبهات وقد تركوا الدنيا ومافيها وفارقوا الاهل والاحبة لتجسيد قيم الايثار والتضحية من اجل الحفاظ والبلد ومقدساته والمواطنين”.وقال الكربلائي “لعل من أجلّ مظاهر الارتباط بالامام الحسين في هذه الايام وصدق التوجه اليه هو ادامة زخم المعركة ضد داعش وذلك بتعزيز روح الصمود وارادة القتال ودعم المقاتلين ماديا ومعنويا من الرجال الاشداء ذو البأس والعزم لتطهير ارض العراق كلها من هذه العصابات الارهابية” مشيرا الى ان “الشعب الذي تحدى الارهاب وسيارته الملغومة واحزمته الناسفة طوال هذه السنوات وحقق الانتصار انه لقادر على ادامة زخم الانتصارات في معركته الحالية لبلوغ النصر النهائي”.كما اوصى الكربلائي “الزائرين واصحاب المواكب الحسينية الى ان تكون اعمالهم وخدماتهم مرآة عاكسة لاخلاق أهل البيت عليهم السلام وذلك من خلال حرصهم في الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة سواء أكانت لدوائر الدولة او لعموم المواطنين وعدم مزاحمة الاليات والسيارات الناقلة للزائرين والحفاظ على مواقعهم وعدم الاسراف في الطعام فان هذا العمل المحمود قد ينقلب الى فعل مذموم اذا اقترن بالاسراف والتبذير”.وأكد “على ضرورة حسن المُعاشرة بين الزائرين وعدم التزاحم والتنافس ولابد من انجاح هذه الزيارة وخصوصا التعاون مع القوات الأمنية لتمكينهم لاداء مهامهم وعدم السماح بوقوع خرق امني” داعيا “الزائرات الاهتمام بأعلى درجات الحشمة والعفاف وتجنب الاختلاط المذموم ونؤكد على شبابنا بالاهتمام باظهار انفسهم بالمظهر المناسب لقداسة المناسبة والابتعاد عن اي تصرف يخدش ذلك بالملبس والسلوك”.كما اوصى الكربلائي المقاتلين في ساحات القتال الراغبين الى اداء زيارة اربعينية الامام الحسين عليه السلام في كربلاء الى عدم ترك مواقعهم واداء هذه الفريضة من هناك.وقال ان “بعض المقاتلين يريدون اداء زيارة الاربعينية وترك مواقع القتال ولكن نقول لهم جزاكم الله خيرا ايها المقاتلون، يمكنكم زيارة الامام الحسين من مواقعكم التي تجسدون فيها مبادئ الامام  فأنتم تجمعون بين ثوابه والثواب العظيم والمنزلة الرفيعة في هذا القتال الدفاع عن العراق ومقدساته”.وأشار الى انه “ولولا الفتوى العظيمة واستجابة هؤلاء الابطال من الرجال المضحين الذين فارقوا الاهل والاولاد والدنيا لربما مدننا قد انتهكت من هذه العصابات الاجرامية ونحن نسير الى الامام الحسين عليه للحفاظ على مبادئه وقيمه الا وهي الدفاع عن الاسلام والمقدسات”.وخاطب ممثل المرجعية المقاتلين بالقول “أنتم تجسدون هذه المبادئ على أرض الواقع في أعظم صورها بميادين القتال ونقول لهم جزاكم الله خيرا ويمكنكم ان تؤدوا زيارة الاربعين في هذه المواقع العظيمة، ونحن نقبل اقدامهم ونتشرف بها على هذه التضحيات وتجسيدهم لمبادئ الامام الحسين ، ونهيب بهم بان يؤدوا الزيارة في مواقعهم القتالية ويحافظوا على هذه المبادئ وان لا يجعلوا ثغرة لداعش.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *