صالح:العراق لن يكون ساحة لمهاجمة جيرانه

صالح:العراق لن يكون ساحة لمهاجمة جيرانه
آخر تحديث:

 بغداد/شبكة أخبار العراق- حذر رئيس الجمهورية برهم صالح، أمس الثلاثاء، جيران وحلفاء العراق من أن “سجالاتهم الشديدة” في منطقة الشرق الأوسط ستتسب بإعاقة مساعي هذا البلد لـتعزيز انتصاره على تنظيم داعش، وتطوير اقتصاده وبناه التحتية، فيما أعلن نية بغداد دعوة دول الجوار لإجتماعٍ حول هذا الأمر.وكتب صالح في مقال له نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، إن “رسالته التي يحملها خلال مشاركته في أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة تشدد على أن العراق ليس لديه نية للانجرار إلى صراعات إقليمية، وينوي حماية مصالحه الخاصة ولن يسمح لنفسه بأن يتم استخدامه كقاعدة لمهاجمة جيرانه أو كساحة معركة لوكلائهم”.وأضاف، أن “من مصلحتنا أن نعمل كقوة لتحقيق الاستقرار وان نوظف موقفنا الاستراتيجي الرئيسي وعلاقاتنا الجيدة مع جيراننا للقضاء على التطرف، وأن العراق يسعى إلى أن يكون تلك القوة القادرة على تحقيق الاستقرار، وجسراً للتكامل الاقتصادي في الشرق الأوسط”، مشيراً إلى أن “بغداد تنوي دعوة جيرانها للاجتماع فيها لإجراء محادثات تبدأ بضرورة دعم استقرار العراق وتجديد اقتصاده، والعمل بجد لتحديد مجالات العمل التعاوني العاجل ورسم خارطة طريق لتحالف إقليمي أكثر تماسكاً”.ولفت رئيس الجمهورية إلى أن “الهجمات الأخيرة التي شنت على المنشآت النفطية في السعودية وكذلك النزاعات المروعة في اليمن وسوريا هي مصدر قلق للشرق الأوسط ولبقية دول العالم”، مبينا أنه “ليس هناك بلد بإمكانه إدراك ويلات الحروب والعقوبات والعنف والاقتتال الداخلي بشكل أفضل من العراق”.

وأكد، أن “الشعب العراقي أكثر دراية بحجم التكاليف البشرية والمادية التي قد تفرضها السياسات العدوانية، ولا توجد دولة تتوق للاستقرار أكثر من العراق”، مضيفا: “إننا نقف اليوم على عتبة حقبة جديدة، بعدما استطاع العراقيون بغض النظر عن قومياتهم أو عقيدتهم هزيمة داعش وبمساعدة الحلفاء الدوليين”.وتابع، ان “انتصارنا لا يزال هشاً، وأمامنا مهام أصعب، لأننا بحاجة إلى توفير فرص العمل والتعليم والتدريب لبناء قوى عاملة من أجل تقديم خدمات أفضل وإعادة تأهيل وتوسيع بنيتنا التحتية وإصلاح قطاعنا العام المتضخم إلى جانب تعزيز مؤسساتنا لإبعاد أنفسنا عن الاعتماد على النفط وذلك من خلال خلق قطاع خاص نشيط، ولمعالجة الفساد، ولبناء الأطر التنظيمية والقانونية لجذب المستثمرين الأجانب”، موضحا أن “هذه هي المهام الهائلة التي تواجه حكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الذي يشاطرني الحماس في تحقيق الإصلاح، حيث تواصل العراق مع جيرانه والمجتمع الدولي للحصول على المساعدة المالية والتقنية”.

واستدرك رئيس الجمهورية بالقول: “إلا أن الطموح قد يتلاشى إذا كان جيراننا وحلفاؤنا في حالة سجال شديد”، مشيرا إلى أن “العراق يقدم تشريعات تاريخية لإنشاء هيأة لإعادة الإعمار، بهدف تشجيع الشركات الخاصة والمستثمرين الأجانب على تكوين شراكات واسعة النطاق مع الحكومة في مشاريع البنية التحتية”.وبيّن، أن “هذه المبادرة يمكن أن تشكل الأساس للمبادرات الإقليمية العابرة للحدود، والتي بدورها ستخلق مصلحة مشتركة بين المقاطعات المحلية وتشجع النمو الاقتصادي المشترك وتوفر فرصاً للعمل”، لافتا إلى أن “التجربة المريرة ضد تنظيم داعش علمتنا كعراقيين أن هناك ما يربطنا ببعضنا أكثر مما يفرقنا، ولدينا أحلام مشتركة ومصالح متبادلة نتعاون من أجل تحقيقها”.وختم برهم صالح قائلا: “هذا درس لجيراننا وحلفائنا أيضاً، حيث أن الازدهار يعتمد على بناء الجسور، وليس بصفق الأبواب. نعتزم لأسبابنا الأنانية الخاصة أن نأخذ بزمام المبادرة، فمن واجبنا أن نفعل ذلك لأنفسنا وللأجيال المقبلة” مشددا: “آمالنا ومستقبلنا تعتمد على إقناع الآخرين بأن يحذوا حذونا”.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *