تجريف بساتين حزام بغداد من قبل ميليشيا الحشد بدعم السوداني لتدمير العراق
آخر تحديث:
بغداد/ شبكة أخبار العراق- تشهد مناطق حزام بغداد في العراق عمليات تجريف للبساتين لأغراض طائفية وتجارية تنفذها ميليشيا الحشد الشعبي الإرهابية بدعم من الإطاري محمد السوداني، وهو ما حذر أحد وجهاء تلك المناطق من استمرارها بذريعة محاربة الإرهاب ووجود خلايا لتنظيم “داعش”.ويشتهر حزام بغداد الذي يشمل مناطق التاجي والطارمية وأبو غريب والرضوانية واليوسفية، بكونه أرضاً خصبة تنتشر فيها بساتين النخيل والفاكهة وحقول الحنطة، إضافة الى بحيرات للأسماك وحقول الدواجن.وتحاول جماعات مسلحة لديها ارتباطات مع إيران السيطرة على هذه المناطق، من خلال حملات التحريض بذريعة مواجهة “داعش”، وفق ما يكشف القيادي في “جبهة الإنقاذ والتنمية” أثيل النجيفي.
ويقول النجيفي في حديث إن “مناطق حزام بغداد تتعرض لمخطط خطير لا يختلف عن سيناريو منطقة جرف الصخر بعدما تم عزله وتحويله الى معسكرات لفصيل مسلح مرتبط بإيران”، مؤكداً أن “الجماعات المسلحة تريد السيطرة على حزام بغداد لأسباب اقتصادية وتجارية بحجة وجود خلايا لتنظيم داعش في ظل صمت حكومي كبير”.ويضيف أن “القانون العراقي لا يحاسب تلك الجماعات المسلحة نتيجة نفوذها المتغلغل بكل مفاصل الدولة، كما أن لديها أجنحة سياسية تدافع وتبرر الأفعال التي تقوم بها. وما حصل قبل أيام في منطقة البوعيثة يُعدّ تحدياً كبيراً يواجه رئيس الحكومة محمد شياع السوداني”.
ورغم تعهّد رئيس الوزراء العراقي الإطاري محمد السوداني بإنهاء ظاهرة السلاح المتفلّت خارج نطاق المؤسسات الرسمية والشرعية للدولة، إلا أنه في 15 أيار (مايو) الجاري، اندلعت اشتباكات مسلحة بين عناصر من “حزب الله” العراقي، أحد أبرز الفصائل المسلحة المدعومة من طهران، وقوات الشرطة الاتحادية في منطقة البوعيثة جنوب العاصمة العراقية بغداد وأدى الى مقتل 3 من أفراد الشرطة مقابل ” تغليس” الإطاري السوداني.
وأراد “حزب الله” الاستيلاء على أراضٍ زراعية في البوعيثة، ما دفع بقوة من الشرطة الاتحادية للتوجه إلى المنطقة بعد تبليغ أصحاب الأراضي للقوات الأمنية عن ذلك، إلا أنّ اشتباكاً اندلع عقب إطلاق أفراد من الحزب النار على القوة، بعدما رفضت الانسحاب من الأراضي بزعم أنها تابعة للفصيل المسلح.وأسفرت الاشتباكات عن إصابة اثنين من عناصر الشرطة الاتحادية، من دون معرفة ما إذا كانت هناك إصابات أو قتلى بصفوف الميليشيا جراء الاشتباكات، بحسب مصادر أمنية عراقية.وحينها لم يعلق القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء، على هذه الحادثة التي تعتبر الأولى من نوعها خلال حكم السوداني.
ويقول أحد وجهاء حزام بغداد الشيخ صائب الجمالي إن “مئات البساتين دمرت وأحرقت من قبل أشخاص متنفذين ينتمون لفصائل مسلحة. وفي حال اعترضنا يتم اعتقال أولادنا بتهمة ارتباطهم بتنظيم داعش”، لافتاً في حديث ، الى “هجرة العديد من الفلاحين وترك بساتينهم الى مناطق أخرى حفاظاً على سلامتهم من الاعتقال أو الخطف”.
ويؤكد الجمالي أنه “خلال عامي 2022 و2023 تحديداً تم جرف أكثر من 60 دونماً زراعياً بمختلف مناطق حزام بغداد، منها الطارمية واليوسفية والدورة، حيث تم تحويلها الى قطع أراضٍ ومشاريع استثمارية تديرها جماعات خارجة عن القانون”، مشيراً الى أن “ما يحصل هو محاولات لطمس هوية حزام بغداد المعروفة بكثافة أشجارها والسيطرة على مواردها”.
ويطالب الجمالي بـ”ضرورة تدخل الحكومة العراقية والجهات المعنية الأخرى للحد من جريمة تجريف البساتين”.وتزايدت في السنوات الأخيرة تجاوزات استهدفت أراضي زراعية وبساتين ومساحات عقود زراعية تم تقسيمها وتحويلها إلى أراضٍ سكنية ومشاريع صناعية لتدمير الزراعة في العراق بأمر إيراني لأبقاء توريد المحاصيل الزراعية من إيران .يشار الى أن 18 مليون دونم هي مساحة الأراضي الزراعية التي تُستغل في العراق حالياً، مقابل 32 مليون دونم قبل غزو العراق عام 2003، في وقت تعاني البلاد من جفاف وتصحر بسبب الدمار الإيراني من خلال أدواتها العراقية.