سلاما ياعراق : لكم دينكم ولي دين

سلاما ياعراق : لكم دينكم ولي دين
آخر تحديث:

 

هاشم العقابي

وجدت في صندوق الرسائل الخاص على صفحتي في فيسبوك رسالتين غاضبتين وكأنهما من شخص واحد باسمين مختلفين. الأولى تعيب علي وتنتقدني حد الشتم لأن صاحبها يرى بأنني تناسيت “ثورة” الحوثيين “الشعبية” باليمن ولم أتناولها بأي من أعمدتي. الثانية نفس الطاس لكن كاتبها يتهمني بالتغليس عن قتلى حزب الله الذين قصفتهم إسرائيل.

يا عم ثورتكم وقتلاكم على دماغي من فوق، كما يقول المصريون. لا عيب في “ثورتكم” بل العيب بي أنا. مشكلتي، هي اني ما عاد حدث يهز شعرة في خلايا وجداني غير الذي يجري بالعراق. أي شيء لا يعود على العراقي بخير أو شر لا شأن لي به، مثلما لا شأن للسيد نصر الله أو الأخ الحوثي بي. احملوها على أي محمل فانا راض بما تحملون. ليس في بالي ولا حتى في ضميري أي متسع لحمل هموم الآخرين:

فكني ما عايز حزن .. والله بعدني بثوب حزني

أستغرب وأظل الفّ من الحيرة حين اجد عراقيا لا يعرف الذي له او عليه. تراه لا يعرف حقوقه على دولته او انها يعرفها ويتنازل عنها لعيون الحاكم الذي من طائفته لكنه يسب ويشتم ويحتج لو ان موظفا في أي مطار أجنبي او عربي استوقفه في المطار ربع ساعة.

في أيام احتلال صدام المشؤوم للكويت ظهر عراقي بحال يرثى لها ينتقد ما تحتويه قصور أمراء الكويت. طيب وماذا عن قصور صدام وأولاده؟ اليوم وأنت تطوف على صفحات العراقيين في مواقع شبكات

 التواصل الاجتماعي حاول، عزيزي القارئ، ان تبحوشها وستجد أكواما من الانتقادات لحكام الدول المجاورة خاصة في مجال الصرف والبذخ. احسبها وقارنها بعدد الانتقادات التي تتناول فساد وبذخ الخضراء الذي لا مثيل له في كل بلدان الأرض. مؤلم حقا ان ترى إنسانا لا يكتفي بالتنازل عن حقوقه وعن حقه في أموال النفط بل ويشغل نفسه بـ “زرعات احميّد”.

مجرد وجود الايزيديات العراقيات الطاهرات سبايا عند الدواعش يمردني على مدار الثانية فكيف وانا أرى ثلث العراق يأن تحت أقدام الغزاة؟ إني لأخجل من نفسي وليس فقط من ذوي الضحايا، من سنجار الى البصرة، لو اشغلتها دقيقة واحدة بما يحدث في أي بلد.

فان اعتبرتم ذلك تعصبا مني، فليكن. وان قلتم نقصا في إنسانيتي فعلى راحتكم. وسأقولها بالفم المليان وأتحمل وحدي توابع قولي:

اذا ظمئ العراق فلا نزل القطر على أي بقعة من بقاع الدنيا حتى لو كان فيها أبي.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *