لامستقبل للشرق الاوسط ببقاء النظام الايراني

لامستقبل للشرق الاوسط ببقاء النظام الايراني
آخر تحديث:

 

  منى سالم الجبوري

التصريح الاخير لوزير الخارجية الامريکي في أعقاب نشر فيديو ذبح الرهينة الامريکه بيتر کاسيغ، والذي قال فيه: لامستقبل للشرق الاوسط إذا لم نهزم داعش، هو يجسد موقف إنفعالي ناجم عن تأثيرات آنية لظروف او ظرف طارئ و ليس موقف عقلاني او منطق تم تشييده وفق رؤية استراتيجية مستمدة من الواقع.

 صيرورة تنظيم داعش الارهابي، الهدف الاساسي و الاکبر في المنطقة و العالم و تسليط الاضواء بصورة غير عادية على جرائمها البشعة مع أهميته، لکنه في نفس الوقت يسحب الاضواء و بشکل ملفت للنظر من خطر جدي آخر يهدد أمن و استقرار المنطقة و نقصد به النظام الايراني، الذي يمکن إعتبار الدور و الخطر الذي يمثله أکبر بکثير خصوصا إذا ماعلمنا بأن تهديد و خطر تنظيم داعش هو خطر و تهديد عارض و لايمکنه الاستمرار لأسباب متباينة، لکن الامر بالنسبة للنظام الايراني مختلف تماما، لأنه خطر و تهديد مستمر و باق ببقاء النظام و مخططاته التي تعتبر سر و سبب بقائه.

 وزير الخارجية الامريکية عندما يؤکد بأنه (لامستقبل للشرق الاوسط إذا لم نهزم داعش)، فإنه يعرف جيدا بحتمية هزيمة هکذا تنظيم يفکر و يتصرف باسلوب و منطق مغاير تماما لکل ماهو سائد و متعارف عليه ليس إنسانيا فقط وانما حتى سماويا، والمشکلة التي تدفع لإثارة المزيد من الشکوك و التوجسات بشأن الخطر الذي يجسده داعش على المنطقة، هو تحديد الذين قد إستفادوا فعلا من بروز داعش و جنوا مکاسب مختلفة من وراءه، وکما هو معروف فإن الامريکان و الايرانيون يأتون على رأس القائمة، خصوصا إذا ماعلمنا بأن الحملة الدولية التي يتم شنها ضد داعش، حيث فرض النظام الايراني دورا لنفسه في الحرب ضد داعش على الرغم من الرفض الدولي لمساهمته فيها، وهو بحد ذاته يضفي ظلالا من الشکوك على هذا الاصرار الايراني و الدوافع التي تختبأ خلفه.

 الامريکيون الذين يتهافتون عبثا من أجل إنجاح المفاوضات النووية مع النظام الايراني و يبذلون جهودا غريبة من نوعها لدفع الامور بإتجاه الاتفاق النهائي رغم ان النظام الايراني و کما تشير معظم التوقعات سيقوم بإستغلال هذا”التهافت”الامريکي و يوظفه لصالح أهدافه، مع ان معظم المؤشرات تؤکد بأن موعد 24/11/2014، سوف لن يشهد أي إتفاق نهائي وانما سيتم تحديد موعد جديد و بالتالي سيکون هناك متسع زمني جديد للنظام الايراني کي يعبث فيه و يمارس فيه المزيد من المناورات و اللعب الجديدة من أجل الوصول الى هدفه النهائي بإنتاج القنبلة النووية، وان ماقد إرتکبه و يرتکبه هذا النظام في العراق و سوريا و لبنان و اليمن وطموحاته للإمتداد خليجيا، هو ملف أکثر سخونة و خطورة 

من تنظيم داعش الذي بدأ ينحسر و يتراجع و ينکمش على نفسه عقب الضربات العسکرية الموجعة التي تلقاها على العديد من الجبهات مما جعله في موقف دفاعي ولم يعد بوسعه القيام بالهجمات الواسعة کما کان الحال معه سابقا، والحقيقة التي يجب على وزير الخارجية الامريکية أن يعيها و يستوعبها جيدا، ان هزيمة داعش النهائية المرتقبة، سوف تجعل المنطقة و الامريکيون أنفسهم أمام وضع جديد للنظام الايراني، خصوصا فيما لو بقي(سيد الارض)في الحرب على داعش! 

لو إستمرت الاوضاع على منوالها الحالي، وبقي الامريکيون يرکضون وراء سراب الاتفاق النووي مع النظام الايراني، وإذا بقي الدور و النفوذ الايراني يستمر بتوسعه السرطاني الذي يهدف تحقيق مشروعه بإقامة إمبراطورية دينية تبسط نفوذها على دول المنطقة کافة، فإن الذي يجب أن يفهمه وزير الخارجية الامريکي و غيره، هو أن لامستقبل للشرق الاوساط ببقاء واستمرار النظام الايراني.

 *[email protected]

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *