خالقوا التخلف لا يمكن ان يكونوا وسيلة للتقدم

خالقوا التخلف لا يمكن ان يكونوا وسيلة للتقدم
آخر تحديث:

بقلم:خليل ابراهيم العبيدي

منذ سقوط بغداد على يد هولاكو العصر ، ومهمة الاتيان على ما تبقى من تقدم في هذا البلد اؤكلت الى من جاء بهم المحتل وسلمهم مقاليد الحكم فيه (منذ مجلس الحكم ) سييئ السمعة حتى هذه اللحظة ، ولقد ظهرت نتائج هذه العملية جليا في مسألة تتابع التخريب بغض التظر عن دور هذه الوزارة او تلك ، او هذا الوزير او ذاك الوكيل ، الكل دون استثناء لعب دوره المحدد له بجدية وبجدارة ، مما نتج عنه الحال السيئ الذي يعيشه العراق اليوم، ، وقد يعترض احدهم زاعما انه لم يكن يعلم بمثل هذه الادوار ، وجوابنا له ، لما كنت في السلطة ، الم تلاحظ سلطة الفساد الم تلاحظ قوة التخريب ، ام انك اصبحت بعملك اليومي جزءا منه ، ولم تكن تشعر بسبب لذة المنصب وعمى الجاه.

ان ما يحدث اليوم على الساحة التجارية لا السياسية، انما هو اجترار وتدوير لذات السلوك المريب عند كل دورة انتخابية ، انها عملية اتفاق على ابتداع وسائل جديدة للامعان في التخريب، وجر البلد الى الوراء ، ولا ادل على ذلك هو وحدة المتناقضات ، وكأن الجماعة باتوا ماركسيين يؤمنون بقانون وحدة وصراع المتناقضات ، فلم يعد ارهابي الامس الا وطني اليوم ، وان الغبي الفاشل اصبح على. قائمة المرشحين وان الفاسد المشهود له بالفساد اصبح مرشحا لهذا المنصب او ذاك العنوان ، وهذا تحت لافتة الفضاء الوطني وذاك تحت عنوان الشراكة السياسية وثالث تحت راية الاغلبية السياسية، كلها عناوين سياسية في الظاهر وفي الباطن صفقات تجارية اوصلت اموال النفط العراقي الى بنوك دبي او لبنان او مصارف عمان ، او حتى في خزائن ايران حيث فقدت العملة موازينها ، فأي سياسية هذه ، وأية وطنية تلك ، فبعد ان كان العراق بلدا صناعيا وزراعيا اصبح مستوردا ومعامله معطلة بفعل فاعل ، وبيد السياسي المناضل من اجل تدمير بلده ، ولا نستثني احد ، بعبارة ادق ، الكل متهم ، كل من تصدى للعبث العام منذ السقوط ، الكل ساهم في الجريمة ، وحتى المواطن العادي الذي ما زال يعمل على دفع هذه النماذج الى الواجهة.

ان من تسبب في كل هذا الخراب وفي كل تلك الحروب لا يمكن ان يكون عامل تقدم ، انه سيكون عامل تقدم في مسائل اعداد وسائل التخريب، والكل اليوم يرى بأم عينه ، ان العراق بات مأسوف عليه . فالمخرب لا بمكن ان يكون الا مخربا والحليم تكفيه الاشارة…

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *