خامنئي .. نعم .. نعم .. نعم / اردوغان .. لا .. لا .. لا …………… لماذا ؟

خامنئي .. نعم .. نعم .. نعم / اردوغان .. لا .. لا .. لا …………… لماذا ؟
آخر تحديث:

  مراد صادق 

((  و شجابرك على المر غير الأّمّر منه  ))

             الحكومة التي تحترم شعبها و تدافع عن مواطنيها بصدق و إخلاص و من دون أي تمييز أو تفرقة بين ابناء الوطن الواحد … و الحكومة التي تكون بوصلتها بغداد و ليس أي عاصمة أخرى … و الحكومة التي تدافع عن شعبها و مواطنها بالفعل على الأرض و ليس بالخطابات الفارغة عبر الأثير … و الحكومة التي تقطع لسان كل من يتفوه بكلام يفرق ابناء الوطن الواحد … و الحكومة التي تضع نصب عينيها سلامة و أمن المواطن … و الحكومة التي توفر الخدمات الأساسية من تعليم و صحة و ما الى ذلك من خدمات اخرى … و الحكومة التي تضع الرجل المناسب في المكان المناسب …حكومة من هذا النوع ستلقى الدعم و الإحترام من شعبها أولاً … و ستلقى الإحترام و المهابة أيضاً من الدول الأخرى … حكومة من هذا النوع ستردع و تغلق الباب أمام أي تدخل خارجي معلن أو متستر سواء من الشرق أو الغرب أو الشمال أو الجنوب … فهل توفرت لنا حكومة من هذا النوع منذ العام 2003  و الى اليوم  ؟ أم أن العكس هو ما حصل و لا يزال مستمراً و الى الأسوأ ؟

          لا عراقي شريف يرضى أن تدنس أرضه قوات أجنبيه مهما كان حجمها أو شأنها أو نوعها … و لا عراقي شريف يرضى أن يُحكم العراق من قبل وكلاء لدولة أخرى … و لا عراقي شريف يرضى أن تحكمه شرذمة إصطفت مع العدو الإيراني  و رفعت السلاح ضد جيشه في حرب الثمان سنوات … و تأكدت الظنون و الشكوك  لاحقاً من أن هذه الشرذمة لم تكن تقاتل الجيش العراقي من أجل إنقاذ الشعب العراقي من النظام السابق كما كانت تدعي … بل من أجل إخضاع العراق و شعبه و ثرواته و مقدراته  للهيمنة الايرانية … و هذا ما حصل فعلاً منذ العام ٢٠٠٣ و الى اليوم .

            عندما تستقوي ميليشيات مدججة بكافة أنواع السلاح  على مُكون رئيسي من مكونات الشعب العراقي … بل يُشكل نصف العراق تقريباً … و تتلقى هذه الميليشيات السلاح و المال و الدعم من ايران من أجل تصفية هذا المكون الأعزل من السلاح … و تشريده في الصحاري و البراري  … مع تصريحات طائفية علنية و على مسامع الدنيا كلها …  هذا  ما حصل في المناطق التي تم تحريرها من داعش مثل تكريت و الانبار و الفلوجة و جرف الصخر و بيجي و غيرها من أماكن كثيرة  … و تم تعذيب و قتل الالاف من ابناء هذه المناطق … و على مرأى و مسمع من كافة الأجهزة الأمنية و الإستخبارية و على رأسها القائد العام للقوات المسلحة … الذي لا يرمش له جفن لهذه الجرائم  .. أما لإنه موافق على ما يجري … أو لإنه غير موافق لكنه لا يستطيع أن يفعل شيئاً لإن الكلمة العليا في البلد للمليشيات و ليست له … و على مرأى و مسمع من القضاء غير النزيه أو المغلوب على أمره … و ها هي الأنباء و الأخبار تتواتر عبر وسائل الإعلام عن نهب الممتلكات في منطقة الشورة جنوب الموصل من قبل المليشيات … و هذا أول الغيث … إذن .. إن كان بلدك حاله مثل هذا الحال المزري … و أنت لست آمن على حياتك و ممتلكاتك … فأنت هنا مُرغم  و مُجبر و مُضطر أن تقبل مساعدة من يمد لك طوق النجاة لإنقاذك من الفناء … فالغريق يتعلق بِقشة …  و ليس غير المجنون من يلوم الغريق إن تعلق بقشة … فكيف اذا كان المتوقع أن تكون هذه القشة هي سفينة إنقاذ  تركية مزودة بكافة وسائل الإنقاذ ؟ أنتم بممارساتكم الإجرامية بحق أهل السنة دفعتم السفينة  التركية للتحرك  لتخليص السنة من الهلاك … و أنتم من دفعتم السنة لطلب النجدة من الأتراك … و لولا الجرائم التي ارتكبتها الميليشيات الإيرانية بحق أهل السنة و التي راح ضحيتها المئات و الالاف بلا تحقيق و لا محاكمة … هذا عدا عن حرق المساجد و البيوت و نهب الممتلكات … لولا كل ذلك لما لجأ اهل السنة الى أقرب منقذ لهم و هم الأتراك … و إن كانت هناك أطماع لتركيا في الموصل فأنتم لا غيركم من قدم هذه الفرصة الذهبية للاتراك لتحقيق أطماعهم … و ستكون المسؤولية عليكم أولاً إن تحققت هذه الأطماع … و التي يتمنى جميع المخلصين أن لا تحصل    …  لماذا حلال عليكم الإستقواء بايران بابادة المكون السني … و حرام على تركيا التدخل لمنع هذه الإبادة ؟   و بعيداً عن كل المسميات و العناوين أليس من الإنسانية أن تنقذ بريئاً  من الموت القادم اليه  ؟… و مرة أخرى لماذا خامنئي ..نعم … و أردوغان .. لا ؟        

   كثيراً ما يعلن أتباع ايران أن ايران لم ترسل دباباتها الى العراق كما فعلت تركيا … و يعتقدون واهمين أنهم بهذا المنطق قد قدموا صك البراءة لما تفعله ايران بالعراق … و ينسون ..أو بالأصح يتناسون ..أن ايران ليست بحاجة لإرسال دباباتها الى العراق … لإن ميليشياتها تسيطر على العراق طولاً و عرضاً … و إن رئيس وزراء العراق لا يمكن أن يجلس على كرسي الرئاسة بدون موافقة طهران … و خير دليل على ذلك ما حصل للدكتور أياد علاوي الفائز بانتخابات ٢٠١٠ .

     الرحمة والمغفرة لشهداء قواتنا المسلحة البطلة و الشفاء العاجل للجرحى و التحية و التقدير لكل من يقاتل دفاعاً عن جميع العراقيين بدون أي تمييز .

  من يُفكر أن هذا المقال فيه أنحياز لتركيا على حساب العراق و أرضه و شعبه … فّعليه أن يعيد قراءة المقال مرة ثانية .          

و سؤال أخير لمن يهمه الأمر .. لماذا يهاجر مئات الألاف من العراقيين الى تركيا للعيش فيها و لا يذهبون الى إيران ؟؟

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *