زلزال العبادي

زلزال العبادي
آخر تحديث:

  بقلم:علي حسين

صباح الخميس كنّا جميعاً نبحث عن عناوين التحالفات الانتخابية ، وبرغم السلسلة الجديدة من الزلازل ، التي لاتزال النائبة ” الحكيمة ” حمدية الحسيني اعتبارها تحذيراً للعراقيين لأنهم شعب لايزال يؤيد المدنيين على حساب أصحاب الوجوه السمحة في تيار الحكمة وحزب الدعوة والحزب الإسلامي ! ولهذا لن تفارقنا ” الرجّة ” الكونيّة كما يسمّيها ابن الجوزي . وتعالوا نعود للتحالفات لنجد السيد نوري المالكي يؤسس حزباً خاصاً بأحد أبناء عمومته ، موفق الربيعي يقرِّر أن يمسك العصا من الوسط ، صاحب مصرف الهدى يريد بثّ الحياة المدنية .حسين الشهرستاني يعود بفضل دعوات العراقيين ، فما تزال الطاقة في العراق بحاجة الى خبير من نوع ” نووي ” ! أسامة النجيفي باق ويتمدد ، لكنه لايعرف الطريق الى مخيمات نازحي الموصل ، سعد عاصم الجنابي يتحول بفضل الله ومقدرته الى مناصر للماركسية . عتاب الدوري تدخل الانتخابات مسنودة على خبرتها في شؤون ” الطماطة ولبن أربيل ” ، سليم الجبوري يُنهي مرحلته المدنية ويعود سالماً غانماً لمعانقة صالح المطلك . الجميع يرفع شعار التغيير والإصلاح مع إضافة فواتح للشهيّة مثل النصر والفتح والاستقامة والكرامة والحكمة ، وعلى وقع دراما خيالية عن استقلالية حيدر العبادي وخروجه من حزب الدعوة ، ارتفعت الحماسة ، وظهر في الصورة عباس البياتي ، لإضفاء مزيدٍ من الكوميديا على مشاهدٍ هزليّةٍ لايريد لها البعض أن تنتهي .

في اللحظة التي تمّ فيها اختيار حيدر العبادي لمنصب رئيس الوزراء ، توقع العراقيون أن ينجو العبادي بنفسه من فخ حزب الدعوة ، وينفّذ ما قطعه على نفسه في الظهور الأول : “لن نقبل أن تدار الدولة بطريقة المحاصصة ولن نسكت على الفساد ، ولن نسمح لأحد بالتدخل في القرار الحكومي ” ، لكننا فوجئنا بأنّ الرجل يريد أن يدخلها يداً بيد مع حسين الشهرستاني !

وسط هذه الصورة ماذا سيبقى ؟ بالتاكيد سنفتّش عن الناخب، الذي يملك لوحده قرار التغيير ، لكنه وللأسف في كثير من الأحوال تغلبه أهواؤه الطائفية والعشائرية والمذهبية . ولهذا تجدني عزيزي القارئ أضحك من الانتخابات ، فهي في بلادنا إمّا مزيّفة وتنتهي إلى سيطرة أحزاب السلطة على البلاد والعباد ، أو أنها تصمن فوز الذين يعادون الديموقراطية والحريات المدنية ! ، ولهذ أسأل دوماً لماذا ندعو لانتخابات تجيء بمن يفهم الديموقراطية على أنها وسيلة للربح وبثّ الخراب وسحق الدولة ؟! .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *