شيء ما يلوح في الأفق ..

شيء ما يلوح في الأفق ..
آخر تحديث:

 بقلم:جبار الياسري

بكل تأكيد هنالك ليس فقط

شيء وإنما أشياء ومستجدات تلوح في الأفق .. والمنطقة أي ( الشرق الأوسط ) برمته بات على كف ليس عفرين بل على كفوف عفاريت وقوى عالمية وإقليمية منها من تتصارع في السر وخلف الكواليس , ومنها من تتصارع في العلن كما هي أمريكا وروسيا وقودها العرب وأموالهم وثرواتهم وبلدانهم

التي أصبحت في مهب الريح بعد احتلال وتدمير العراق !؟

يبدو أن كل ما جرى ويجري لمنطقتنا العربية وتحديداً منذ عام 1980 أي منذ اندلاع حرب الخليج الأولى ( الحرب العراقية الإيرانية ) , مروراً بحرب ما يسمى تحرير( الكويت ) , وصولاً لحصار واحتلال وتدمير العراق منذ عام 1990 وحتى عام

2003 وحتى هذه الساعة , كانت عبارة عن مقبلات على طاولة اللاعبين الكبار , وأن الوقت قد حان لوضع اللمسات الأخيرة لرسم خارطة الشرق لأوسط الكبير أو الجديد الذي بشرتنا به السيدة كوندليزا رايس مستشارة الرئيس الأمريكي جورج دبليو – بوش قبل احتلال العراق .

خلال أربعة عقود تقريباً تم اختبار كل ما أنتجته المصانع والمعامل العسكرية الحربية الأمريكية والغربية والروسية وحتى الصينية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى يومنا هذا , وخاصة خلال حقبة الحروب العبثية التي افتعلتها أمريكا

وحلفائها الغربيين في جميع أنحاء العالم ومازالوا يفتعلونها حتى تتم الهيمنة والسيطرة بشكل مطلق على العالم , وتركيع العالمين العربي والإسلامي وقبر وإنهاء أحلامهم الرامية نحو الوحدة أو توحيد الخطاب والمواقف على أقل تقدير , وما شاب تلك الحقبة من سباق تسلح محموم

خلال الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفيتي على ما يقرب من ستة عقود وحتى إنهياره نهاية عام 1989, وقيام روسيا الإتحادية ( يلسن – بوتين ) على أنقاضه , استطاعت أمريكا وحلفائها الغربيين وحلف الناتو وربيبتهم إسرائيل أن يطوروا قدراتهم العسكرية

بشكل مخيف , وأن يبتكروا لهم حقول وليس حقل واحد لإجراء تجارب ليس فقط مجانية بل ممولة ومدعومة 100% من الدول العربية الحليفة والمحمية من قبل أمريكا والغرب وعلى رأسها دول الخليج العربي الغنية والمحلوبة على طول الخط منذ قيامها مقابل البقاء على قيد الحياة .إن جميع الحروب والصراعات التي عصفت بمنطقة الشرق الأوسط وتحديداً منذ الغزو الروسي لأفغانستان وكيف تمت مقاومته وطرده من أفغانستان بأموال دول الخليج ودماء المجاهدين العرب بعد حصولهم على الدعم والسلاح الأمريكي عندما استطاعوا

تكبيد الاتحاد السوفيتي آنذاك خسائر جسيمة جعله يخرج مهزوماً منهاراً من أفغانسان وتضع تلك الحرب إضافة لما كان يعانيه من وضع اقتصادي سيء وعوامل أخرى أدت في النتيجة إلى نهاية غير مشرفة للقوة العالمية العظمى الثانية حينها .ولمن يقرأ ويتابع التاريخ جيداً يجد أنها أي تلك الحرب التي خاضها المجاهدون العرب بالوكالة عن أمريكا كانت عبارة عن رد الصاع صاعين للاتحاد السوفيتي على هزيمة أمريكا في حربها في فيتنام وكيف تكبدت خسائر فادحة وخرجت من تلك الحرب

مهزومة ومكسورة تجر أذيال الغيبة والعار وضلت تعاني من عقدة الهزيمة حتى أن تمكنت من الثأر من الروس وطردهم من أفغانستان ومن ثم من أوربا الشرقية , وأيضاً حاولت أن تعوض تلك الهزيمة في فيتنام بانصار مزعوم على العراق بعد أن ضخمت قوته العسكرية وروجت لخطره المحدق الماحق

الساحق وشيطنة نظامه بشكل أرعب العالم , وبأن صدام حسين هو هتلر وموسوليني العصر , وأن الجيش العراقي أصبح ثاني أقوى جيش في العالم لتبرير الحرب والعدوان ومن ثم الاحتلال بشكل مباشر وتعيين نواطير وجواسيس وعملاء لحماية وتأمين مصالحها ونفوذها في هذا البلد إلى أمد

بعيد كما تحلم أحلام العصافير ومن يدور في فلكها .

الآن يبدو أن التاريخ بدأ يعيد نفسه وبدأت الصورة تتضح وتتجلى بأبشع صورها شيئاً فشيئاً , وأننا كدول عربية وإسلامية وكشعوب بتنا في عداد فاقدي الهوية الوطنية والقومية والوجود وليس لنا حول ولا قوة ولا أي قيمة إنسانية لنا كبشر

, وليس لدولنا أي مكانة على كوكب الأرض , ولأنظمتنا وحكوماتنا أي سيادة أو استقلالية قرار كما تريد أمريكا وحلفائها وعلى رأسهم إيران , وأننا شئنا أم أبينا أصبحنا مجرد حقول تجارب وشعوبنا فئرانها وأموالنا وثرواتنا تستخدم لتمويلها رغماً عن أنوفنا , تحت مسميات ويافطات

وطرق ملتوية على رأسها الحرب على الإرهاب المزعوم , ونزع أسلحة الدمار الشامل من منطقة الشرق الأوسط , والقضاء على التطرف الإسلامي المتمثل .. ( بالأمس … بالقاعدة ومنذ عام 2014 … بدولة الخلافة الإسلامية المزعومة داعش ) !, ناهيك عن أكاذيب وتخرصات نشر قيم ومبادئ

الحرية والديمقراطية ومشتقاتها في ربوع الدول العربية والإسلامية على الطريقة الغربية !؟.

إن ما جرى ويجري بعد عام 2011 وكيف تم استدراج وتوريط روسيا في الحرب الأهلية السورية المشتعلة على مدى 7 سنوات والسماح لجمهورية ملالي الشر بالتغول والهيمنة والسيطرة على أربع عواصم عربية بشكل مقصود ومبرمج وممنهج كي يخشى الروس

على مصالحهم في المنطقة وخاصة في سوريا ليس فقط من أمريكا بل وحتى من إيران , ناهيك عن الفخ الذي كاد أن يقع فيه الرئيس التركي بعد اسقاط الطائرة الروسية وكاد يشعل الحرب بين البلدين قبل عامين تقريباً , كل هذه الاحداث وغيرها كانت عبارة عن طعم ومصيدة وفخ محكم لإستدراج

الروس وكشف عورة برامجهم التسليحية الحديثة على الساحة السورية وتوريطهم وإبعادهم عن تهديد دول أوربية بعينها كما هي أوكرانيا وبولندا وغيرها , حيث استطاعة السياسة الأمريكية الإسرائيلية أن تجعل روسيا ترمي بكل ثقلها في المستنقع السوري وترتكب جرائم حرب بشعة بحق المدنيين

السوريين كالتي ارتكبتها أمريكا وحلفائها في العراق وأفغانستان , بعد أن جربت كل ما أنتجته معاملها ومصانعها الحربية وأفرغت ترسانتها القديمة واستبدلتها باسلحة حديثة متطورة أيضاً بحجة محاربة الإرهاب والجماعات المتشددة في سوريا , وبنفس الطريقة والإسلوب الذي اخترعته

وابتدعته أمريكا منذ أن شنت أول عدوان عسكري غاشم لها على العراق في 17 مارس من عام 1991 .

روسيا بلعت الطعم ووقعت في الفخ بكل غباء وكشفت عن قدراتها العسكرية أمام المارد الأمريكي المتربص بها دوماً , والذي ينوي الهيمنة والسيطرة ليس على ثلاثة أرباع العالم .. بل على العالم كله , وما توريط تركيا في الحرب السورية أيضاً

إلا من أجل الهدف والغرض ذاته , وأن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيون والكيان الصهيوني بكل خبث ودهاء استطاعوا تحييد مصر ودول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات وابعادهم عن المحور التركي ناهيك عن توريط السعودية في حرب اليمن بحجة

طرد أدوات إيران من اليمن !, لفي حين تفرض الإدارة الأمريكية على الإدارة السعودية الجديدة تحسين العلاقات إلى أبعد الحدود وفتح صفحة جديدة مع عملاء إيران في العراق !؟.

الخطة الأمريكية – الإسرائيلية تجاه روسيا وتركيا باتت واضحة وضوح الشمس , وتدور شائعات بأن أمريكا ستقوم بقصف مواقع محدد في سوريا لاستفزاز القوات الروسية كي تقوم الأخيرة باطلاق صواريخها المضادة للطائرات والصواريخ البالستية الموجهة

عن بعد وجعل سماء وارض سوريا حقل تجارب لآخر ما تم تطويره من أسلحة أمريكية حديثة لاختبار فعاليتها على الأسلحة الروسية المتطورة وخاصة صواريخ أس 400 وأس 600 الأحدث .

المنطقة برمتها وربما العالم سيشهد تحركات وتغيرات دراماتيكية لا يعلم إلا الله كيف ستنتهي , لا قدر الله ربما ستتطور لتتحول من حروب إقليمية محدوة إلى حرب عالمية ثالثة لا قدر الله , لأن المؤشرات توحي بذلك , بما فيها الأزمة المفتعلة

بين بريطانيا والغرب من جهة وروسيا حول ملابسات تسميم الجاسوس الروسي المزدوج وأبنته باستخدام مواد كيمياوية محظورة , وإقالة وزير الخارجية الأمريكي ” تيلرسن ” , ولقاء القمة الأمريكي – الكوري الشمالي المرتقب وغيرها من الاحداث والمستجدات التي تعصف بالمنطقة والتي

لا محالة ستلقي بظلالها على الأمن والسلم العالميين خاصة في ظل تهور وتخبط الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على المستوى الداخلي والخارجي .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *