على ماذا استندت وزارة التخريط ( نفوس العراق 40 مليون ) !

على ماذا استندت وزارة التخريط ( نفوس العراق 40 مليون ) !
آخر تحديث:

  جبار الياسري 

حدث العراقيين بما لا يعقل فإن صدقوا لا عقل لهم .. !؟, وأن هذا يعني أن العرب العراقيين بشيعتهم وسنتهم أصبحوا في هذا الوطن المنكوب والمستباح أقلية مهمشة رغماً عن أنوفهم , وأن التفريس والتنغيل وسياسة ” فرّسْ تَسدْ ” مشروع قائم ومتكامل بحد ذاته , وأن العملية مستمرة .. بالسلوات على مهمد وآل مهمد , وهيهات منا الذلة , ويا لثارات الهوسين , وأتباع معاوية وأتباع يزيد , وجيب مناسبات وزيارات وأربعينيات … واقتحم واضرب الحدود , ووطّنْ وغير التركيبة الطيمو-غرافية , والشعب مطين راسه وملابسه ومغمض عيونه وفي آذانه وقرا, ويمشي ويزحف ويلطم , ويمارس رياضة المساج , ويغسل أقدام الزائرين القادمين من الجارة إيران ومن الهند وباكستان وأذربيجان .. أي المستوطنين الجدد !, وإذا تعبانين من المشي نحملهم على ظهورنا كالحمير والبغال , وعندما نتعب ونعطش نغسل أقدامهم المباركة ونروي عطشنا بشرب وساختها , وربما في الزيارة القادمة تصدر فتوى طازجة .. تجيز وتسمح بالتبرك بنجاساتهم .. وهكذا دواليك … إلى أن نصحى في يوم من الأيام وهو بالمناسبة ليس ببعيد , وإذا بنا وبأبنائنا وبناتنا وعماتنا وخالاتنا يشتغلن ويعملن خدّامات وطباخات ومنظفات في بيوت السادة أصحاب الدار والسيادة والقرار الأسياد العجم !, ونحن أصحاب العقل والعمائم والشوارب نعمل حراس وحدقجية وبوزرجية وبنجرجية وجايجية ومربي طيور ومواشي وفلاحين في مزارع الخشخاش والترياق والحشيشة عند أسيادنا القدماء – الجدد .. أحفاد قورش وكسرى ورستم وعباس وإسماعيل وخميني وخامنئي .

لكن قبل التعليق والدخول في صلب الموضوع أود أن أضع بعض الحقائق والشواهد التاريخية البعيدة والقريبة أمام القارئ الكريم للفائدة العامة , ومن ثم سندلوا بدلونا في هذا الجانب وسنقول رأينا بكل صدق وصراحة كما عهدتمونا , عن ماهية وسر هذا التوقيت وأسباب وأهداف الإعلان عن هذا الرقم الخيالي للتعداد السكاني في العراق , وعلى ماذا استند فطاحل التخطيط والاحصاء …لاحقاً

بتأريخ 11 / 10 / 2013 كتب الأستاذ رفعة عبد الرزاق أحمد دراسة واقعية عن الاحصاء والتعداد السكاني في العراق لــ عام 1957 جاء فيه :

(( لم يجر في العراق تعداد سكاني شامل ، يستوفي الشروط الإحصائية ولو بالحد الأدنى منها . فقد كانت التعدادات محددة بمدن أو مواقع معينة . ولأغراض الجباية أو السوق العسكري وما إلى ذلك . وبعد تأسيس الدولة العراقية ، سعت الحكومة العراقية إلى معرفة أحوال سكانها وتعدادهم وتوزيعاتهم الجغرافية والمعيشية .في عام  1927 جرى أول تعداد سكاني في تاريخ العراق قامت بتنفيذه ( دائرة النفوس العامة ) التابعة لوزارة الداخلية و عهد بها إلى لجان اتخذت المساجد و المدارس و الأماكن الحكومية مقرا لها في المدن والقصبات فقط. لم تمض سوى بضعة شهور حتى تبين للحكومة فشل العملية فألغتها. و بالرغم من ذلك فقد قدر عدد سكان العراق بموجب هذا التعداد مليونين و 968 ألفا و 540 نسمة فقط.وفي العراق يجري التعداد العام للسكان كل عشر سنوات.. أما تاريخ التعدادات السكانية في العراق فيمكن القول بأن العراق شهد (8) تعدادات للسكان منذ بداية نشوء الدولة العراقية عام 1921 حيث شهد عام 1927 صدور أول قانون عراقي باسم (قانون تسجيل النفوس) 1927تسجيل الأفراد الساكنين في العراق واعتبر ذلك أول تعداد للسكان أعقبه في عام 1934 و1947 تعدادان للسكان أيضا نفذتهما نفس الدائرة .. أما التعداد الرابع الذي نفذ في مثل هذا اليوم من عام 1957من قبل دائرة النفوس العامة، فيعتبر تعداداً أقرب إلى الواقع وتستند إليه الحكومة العراقية في تسجيل مواطنيها لأنه يعكس الواقع الحقيقي لتوزيع السكان حسب المناطق .ولم يزل إلى يومنا ويعد التعداد الأصح وسجلاته هي سجلات الدولة الأساس . وقد بلغ عدد نفوس العراق فيه ستة ملايين 538 ألفا و199شخصا ، منهم مليونان و 294 ألفا و73 من الذكور والباقي من الإناث .وفي عام 1965 تم إجراء تعداد سكاني للعراق ، ولكن لم يعول عليه بسبب أن ظروف إقامة هذا التعداد كانت لدوافع سياسية نتيجة الوضع السائد في البلاد بعد انقلاب 8شباط 1963… وتوالت السنين إلى ان تم إجراء تعداد جديد بتاريخ 17-10-1977 وبتنفيذ من قبل وزارة التخطيط –الجهاز المركزي للإحصاء .وفي عام 1987 تم إجراء تعداد بتاريخ 17.(( تشرين الأول .وآخر تعداد تم في 17-10- 1997واعتبرتعدادا ناقصا بسبب عدم شموله أجزاء العراق كاف أضف إلى ما تقدم وللفائدة العامة أيضاً .. أضع جدول للتسلسل التاريخي للتعداد السكاني في العراق للأعوام ما بين 1867 م والعام 2008 م

 تاريخ الأحصاء أو تقدير الحكومة            عدد السكان الكلي التقريبي      عدد المسيحيين    النسبة المئوية للمسيحيين1867 م                                              1,250,000                    غير معلوم                  غير

معلومة

1890 م                                              1,850,000                    غير معلوم                  غير معلومة

1905 م                                              2,250,000                    غير معلوم                  غير معلومة

1919 م – 1920 م                                2,849,282                     79,779                    2.8%

1927 م                                              2,968,000                    148,400                  5%

1934 م                                              3,293,740                    164,687                  5%

1947 م                                              4,564,000                    141,484                  3.1%

1957 م                                              6,206,017                    206,660                  3.33%

1965 م                                              8,067,230                    250,084                  3.1%

1977 م                                             12,129,497                   606,474                  5%

1987 م                                             18,644,000                   932,200                  5%

1997 م                                             22,046,000                   734,131                  3.33%

2003 م                                             24,683,313                   814,549                  3.3%

2005 م                                             28,000,000                   560,000                  2%

2006 م                                             29,041,753                   580,835                  2%

2007 م                                             29,682,000                   593,640                  2%

2008 م                                             30,680,190 هنا سؤال بسيط ومنطقي يطرح نفسه حتى لو تجاهلنا الآفات والأويئة والأمراض المزمنة التي فتكت بأرواح آلاف العراقيين على مر التاريخ نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين , وما قدمته المقاومة العراقية من شهداء لطرد الاحتلال البريطاني منذ عام 1917 – 1921 , وكذلك ما خلفته سنين الحروب والاقتتال والنزاعات القبلية وغيرها , وحتى خسائر الجيش العراقي منذ تأسيسه عام 1921, دفاعاً عن حياض العراق والأمة , وفقدانه مئات الآلاف من خيرة أبنائه وشبابه خلال مشاركته في حرب 1948 , مروراً بالانقلابات العسكرية على السلطة منذ عام 1958 , وصولاً للحرب مع العصاة الأكراد قبل نهاية الستينات وحتى عام 1975 , أي بعد اتفاقية الجزائر التي وقعها نائب رئيس الجمهورية العراقي آنذاك الراحل صدام حسين مع شاه إيران , من أجل وقف نزيف الدم والاقتال بين الحكومة العراقية وحركة التمرد الكردية التي قادها المله مصطفى البرازاني المدعوم من قبل شاه إيران والكيان الصهيوني منذ ذلك الحين !؟, وهذا ليس اتهام للشعب الكردي , بل اعترافات قادة الكرد أنفسهم .. عودوا إلى تصريحات ومذكرات السياسي الكردي ” محمود عثمان ” وحديثه عن تاريخ العلاقات الكردية بين البرازاني وقادة وساسة الكيان الصهيوني ولقاءاتهم وزياراتهم لإسرائيل . تلك الحرب العبثية التي تكبد الجيش العراقي خسائر راح ضحيتها أكثر من 60 ألف جندي من خيرة أبنائه , وبعد خمسة أعوام من توقيع تلك الاتفاقية مع الجارة إيران , تفجر نزاع وصراع جديد بين البلدين , مباشرة بعد مجيء الخميني عام 1979, والذي أصر على تصدير الثورة الإيرانية الإسلامية المزعومة بالقوة إلى العراق والمنطقة !, والتي على أثرها اندلعت أطول حرب في المنطقة والعالم , دامت أكثر من 8 سنوات , راح ضحيتها فقط من الجانب العراقي أكثر من مليون إنسان بين قتيل وجريح ومفقود ومعوق وأسير , بالإضافة لخسارة مليارت الدولارات , ومجرد أن وضعت الحرب أوزارها وتنفس العراق والمنطقة الصعداء , بدأت تلوح في الأفق بوادر أزمة جديدة تم افتعالها وتأجيجها بين العراق وأشقائه العرب من جهات معروفة , توجت بدخول العراق للكويت , تم على أثر تلك الكارثة وهذا الفخ القاتل إبادة نصف الجيش العراقي , وتدمير البنية التحتية بشكل كامل , وفرض الحصار الاقتصادي الذي تسبب في قتل وإبادة وتهجير وهجرة ملايين العراقيين , وصولاً لعام الاحتلال 2003 .. الذي دمر ما تبقى من الدولة والجيش العراقي والمدنيين العزل بواسطة القصف العشوائي والمداهمات والتفجيرات وزرع العبوات في الأمكان العامة والسيارات المفخخة التي حصدت وما زالت تحصد أرواح العراقيين حتى يومنا هذا , ناهيك عن ما يسمى الحرب على الإرهاب الداعشي منذ دخوله العراق بشكل رسمي في حزيران من عام 2014 , والذي تم تسليم الموصل وخمس محافظات أخرى له مع سبق الاصرار من قبل حزب الدعوة العميل بزعامة نوري كامل المالكي بأوامر من أسياده , ذهب خلال هذه الحرب الدائرة والمعلنة عليه زوراً وبهتاناً منذ ذلك الحين وحتى كتابة هذه المقالة عشرات الآلاف من الشباب والجنود والمتطوعين العراقيين المغرر بهم , بحيث أصبحت مقبرة وادي السلام في النجف لا تسع لإستقبال القتلى !, ناهيك عن أعداد المفقودين والنازحين والمهجرين والمهاجرين خارج وداخل العراق خلال هذه الفترة بالذات .

خلاصة القول :

لا يمكن في أي حال من الأحوال أن يتعرض بلد في العالم لما تعرض له العراق ليس فقط خلال المئة عام الماضية .. بل على مر التاريخ البشري , أن يتكاثر ويتناسل ويتضاعف عدد سكانه بشكل يفوق الخيال , حتى لو استخدمت أحدث عمليات التفقيس والتفريخ الاصطناعي في مفاقس البيض ومختبرات الفئران ؟؟؟, , خاصة في الفترة مابين عام 2003 وعام 2008 حسب الجدول أعلاه , ازداد عدد نفوس العراق من 24 مليون إلى 30 مليون ؟, وما بين عامي 2008 و2016 , أصبح تعداد السكان أكثر من 37 مليون ؟, وسيصل تعداد سكانه نهاية عام 2017 إلى 40 مليون حسب تقرير وزارة الخريط والتخريط (( التخطيط )) العراقية !؟؟؟, شيء لا يعقل ولا يصدق , هذه الاحصائية لا يمكن في أي حال من الأحوال أن تحصل في بلد شعبه يتعرض بشكل واضح وممنهج ومدروس للإبادة الجماعية بوسائل ووسائط متعددة منها :  القتل العمد والتعذيب السادي في السجون والمعتقلات , وعن طريق انتشار آفات اجتماعية خطيرة أخرى لم نتطرق إليها , على سبيل المثال وليس الحصر .. إصابة الرجال والنساء على حد سواء بالعقم , الإجهاض والمواليد غير المكتملة والمشوهة بنسبة عالية جداً , الموت المفاجئ بين الشباب , الإصابة بالأمراض الفتاكة كمرض نقص المناعة المكتسب ( الأيدز ) , أمراض السرطان بكل أنواعه , وهذا طبعاً بسبب استخدام أسلحة الدمار الشامل من قبل الولايات المتحدة منذ عام 1991 وحتى الآن , بالإضافة لإرتفاع معدل نسبة الطلاق التي تصنف الأعلى في العالم , عزوف الشباب عن الزواج بسبب الفقر والمستقبل المجهول , إنتشار تعاطي السموم والمخدرات والعقاقير منتهية الصلاحية بشكل مخيف , جميعها تسبب العقم والولادات المشوهة والسكتة الدماغية , إستيراد المواد الغذائية التالفة والمسرطنة خاصة من الجارة إيران , إنعدام الوقاية والرعاية الصحية , تراجع الخدمات الصحية والعلاجية لأبسط الحالات المرضية بسبب قتل وتهجير الكوادر الطبية وغيرها من الأمور التي لا يسع الوقت لشرحها .

أخيراً .. إن الإعلان عن هذا الرقم الخيالي في هذا التوقيت بالذات بعد أن تم تفريس تسعة محافظات في الوسط والجنوب وتفريغ ستة محافظات عراقية شرق وغرب وشمال العراق من سكانها الأصليين بحجة وذريعة الحرب على الإرهاب الداعشي المزعوم , ما هو إلا من أجل تنغيل وتفريس وتوطين ملايين من الدخلاء والغرباء مكانهم لتغير التركيبة الطائفية في هذا البلد , وجعل العراق شيعي صفوي بنسبة 90% , وجعل الشيعة العرب أقلية بين الفرس ورهائن بيد قادة وأمراء المليشيات الإيرنية , والسنة العرب أقلية مهمشة يعيشون في كانتونات متناثرة ومحاصرة وغير متواصلة ومترابطة جغرافياً مع بعضها البعض , تحيط بها وتشرف عليها مليشيات الحشد الصفوي الفارسي ( الحرس الثوري العراقي ), وما إعلان هذا الرقم الخيالي بأن تعداد سكان العراق قد يصل نهاية العام القادم إلى ( 40 مليون ) , ما هو إلا مقدمة وفرية وإكذوبة لتحقيق هذا الهدف الفارسي الماسوني الصهيوني التوراتي , وصولاً لمحو هوية العراق ليس فقط  العربية .. بل وحتى الإسلامية …

وللحـــديـث بقـيـــــة … مع الاعتذار على الإطالة , ولكن هذه هي الحقيقة المرة التي لا يعيها ولا حتى يفهمها أصحاب شعارات هيهات منا الذلة ؟, وغيرها من الخزعبلات والأساطير والطلاسم البوذية والهندوسية والفارسية الزرداشتية التي تنذر بعواقب جداً .. جداً وخيمة ليس فقط على مستقبل وبقاء العراق بلد ودولة عربية مستقلة ذات حدود وسيادة مهابة .. بل حتى على مستقبل سوريا والأردن وجميع دول الخليج عاجلاً أم آجلاً …

اللهم هل بلغـــــــــــــــــت .. اللهم فأشـــــــــــــــهد

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *