لا ترقصوا على جراح شعبكم

لا ترقصوا على جراح شعبكم
آخر تحديث:

بقلم:اياد السماوي

منذ أن أعلنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن اكتشاف أول إصابة بمرض الكورونا المستجد القاتل .. كنّا على يقين أنّ هذا الوباء سينتشر في إيران وسينتقل إلى العراق من خلال الزوار العراقيين في إيران أو من خلال الزوار الإيرانيين إلى العتبات المقدّسة في العراق .. وكنّا على يقين أنّ الوباء إذا ما وصل إلى العراق سينتشر بشكل سريع ويتّفشى في مناطق الشيعة أكثر بكثير من مناطق السنّة .. وكنّا على يقين أنّ الجهل سيلعب دورا كبيرا في تّفشي هذا الوباء اللعين , وما أكثر الجهلة بيننا نحن معاشر شيعة آل البيت عليهم السلام .. وكنّا على يقين أنّ الساسة الفاسدون المنشغلون بصراعاتهم السياسية على الحكم سيتنّبهوا متأخرين للكارثة التي ستحلّ بالبلد .. وكنّا على يقين أنّ هؤلاء الساسة سيستثمروا هذه الكارثة أمّا بالدعاية الإعلامية لأنفسهم ولأحزابهم وتياراتهم السياسية , أو باستثمار هذه الفرصة بالمزيد من الفساد وسرقة الأموال المخصصة لمواجهة هذا الوباء , كما حدث لأموال نازحي المحافظات الغربية , أو اللعب على الأثنين معا , الدعاية الإعلامية وسرقة الأموال المخصصة لمواجهة الوباء .. وهذا أمر متوّقع وسيحدث من دون أي شّك ..

خطابنا اليوم موّجه إلى هؤلاء الساسة الذين بدأوا يتسابقون على إصدار البيانات والظهور بوسائل الإعلام بمظهر المستجيب لفتوى المرجعية الدينية العليا في التكافل الاجتماعي ونقول لهم .. من يريد مساعدة بلده وشعبه بحق في هذه المحنة التي يمرّ بها البلد وفي ظل هذا الانخفاض الكبير في أسعار النفط , فيجب أن يتمّ ذلك عن طريق القنوات الحكومية الرسمية وشبه الرسمية المكلّفة بمواجهة هذا الوباء .. أمّا من يريد استثمار هذا الكارثة من السياسيين ويرقص على جراح الناس وآلامهم في هذه المحنة من خلال الدعايات الإعلامية والسياسية .. نقول لهم لا ترقصوا على جراح شعبكم وكفا استهتارا وإمعانا في مصائب هذا الشعب .. فالحزب الفلاني والتيار الفلاني والرئيس الفلاني عليه أن يقوم بواجب التكافل الاجتماعي بعيدا عن الصخب الإعلامي ويعمل بصمت وبدون إظهار ضعف الناس وحاجتهم إلى المساعدة من خلال القنوات الفضائية .. تكافلوا بصمت .. وساعدوا الآخرين بصمت .. عسى الله أن يغفر لنا ولكم ويرفع عنّا هذا الوباء وهذا البلاء .. ( واحسنوا إنّ الله يحب المحسنين ) … صدق الله العلي العظيم.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *