أعطونا عراق بدون تدخل المرجعية .. خلال عدة سنوات سنجعل الهجرة عكسية !؟

أعطونا عراق بدون تدخل المرجعية .. خلال عدة سنوات سنجعل الهجرة عكسية !؟
آخر تحديث:

 

  جبار الياسري 

ربما لا يروق للبعض طرحنا الموضوعي والمخلص لوجه الله والوطن ونصرة شعبنا المنكوب , وما يحمله عقلنا وفكرنا المتنور ووجداننا من قيم وأخلاق تربينا عليها , ومبادئ وطريق سلكناه لن ولم نحيد عنه أبداً مهما بلغت التضحيات , ومن أفكار وأحلام ظلت تروادنا وتجري جريان الدم في عروقنا منذ الطفولة وحتى يومنا هذا, وعلى رأسها حلمنا القابل للتحقيق بكل سهولة وبساطة , عندما تتوفر الإرادة وتصدق النوايا وتتظافر الجهود الخيرة ويتكاتف أبناء الوطن فيما بينهم , ويتخلى ويبتعد الأشرار عن تدخلهم السافر والمدمر في شأننا الوطني الداخلي , من أجل أن ننعم ونعيش في عراق آمن مستقر مزدهر يتساوى فيه جميع المواطنين أمام القانون والدستور بدون ألقاب ومنسوبية ومحسوبية وانتماء طائفي أو حزبي , أو تسيّد وتسلّط واستعباد وعنصرية من قبل فئة وجماعة ومن بعض النكرات والامعات على الغالبية والسواد الأعظم من أبناء الشعب , وينعم جميع أبنائه   وقاصدي وضيوف وسياح العراق من جميع أنحاء العالم بالأمن والأمان والراحة والإطمئنان التام على حياتهم وأموالهم وممتلكاتهم , وجيرانه بحسن المعاملة والاحترام المتبادل . والالتزام بكافة معايير ومواثيق وأعراف حسن الجوار .

لا نطالب بالمستحل ولكن .. كان من المفروض على جميع الحكومات السابقة والحالية أن تجعل من هذا العراق الرائع والجميل قبلة حقيقية للزائرين والسواح , بعد أن تلتزم وتوفر كل ما يتعلق بهذا الجانب الحيوي , ويكون مصدر ودخل الدولة الأول ليس النفط فقط !؟, بل الاعتماد أيضاً على السياحة بكل أشكالها وأنواعها , يتنقلون خلالها السواح العرب والمسلمين والأجانب من مختلف أنحاء العالم بين منتجعاته السياحية الراقية التي تتماشى مع متطلبات العصر الحديث .. من بحيرة ” ساوة ” في السماوة مروراً , بزقورة ” أور السومرية ” في الناصرية , وآثار بابل التاريخ والمجد , وبغداد عاصمة الدنيا وأحد أبرز منارات العلم , وصولاً إلى ” سر من رأى ” وحتى الحضر في نينوى وقلعة أربيل شمالاً .. ألخ من الأماكن والمرافق التاريخية والأثرية المنتشرة على كل شبر من أرض وموطن الإنسان الأول منذ فجر التاريخ , بدون خوف من الخطف والمضايقات وعمليات الابتزاز وامتهان حرية وكرامة مواطنيه قبل قاصديه كما هو حاصل منذ أن غزو وحوش وبرابرة العصر هذا البلد العظيم , فخربوا كل شيء جميل فيه , وعلى رأسها احتلال وتدمير المواقع الأثرية والتاريخية على مدى ثمان سنوات , عندما جعلوها قواعد عسكرية محصنة خاصة بهم لينبشوها شبر شبر ويسرقوا منها كل شيء بما فيها الرمال !؟.

 

ربما يتراءى للبعض من خلال قراءة عنوان المقال بأن كاتبه ضد الأديان والمذاهب ورجال الدين .. ألخ , ولكن بالرغم من أننا لطالما كتبنا وأشرنا ووضحنا , بأننا أناس نؤمن بالله سبحانه وتعالى وبكتبه وبرسله الـ 124 ألف , بين نبي ومرّسل كما هو معروف , لم يذكر منهم بالإسم في دستورنا العظيم القرآن المجيد إلا 25 نبي ورسول فقط , كنا ومازلنا وسنبقى نجّل ونحّترم ونؤمن بالأديان السماوية الثلاثة كونها مكمّلة لبعضعا البعض , لكننا في نفس الوقت نؤمن إيماناً مطلقاً وحسب مقتضيات العصر الذي نعيش فيه , ومن خلال التطور العلمي بشكل مذهل , وكما أكد وحذر ونبهنا إليه سيد البلغاء الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وكرم الله وجهه , منذ عشرات القرون , بمقولته الشهيرة والخالدة (( لا تربوا أولادكم كما ربيتم ، لأنّهم نشأوا لزمانٍ غيرِ زمانكم )) !, فما بالنا كعراقيين خاصة أصبحنا نعيش ليس في زمن الخلافة الإسلامية الراشدة , بل في زمن العصور الحجرية الغابرة , ويحاول نفر مضل ضال أن يعيدنا بقوة السلاح والتهديد والوعيد , ونشر ثقافة التخلف والجهل والتجهيل ونشر الخرافات والخزعبلات , وعن طريق ممارسة طقوس نبذها وحرمها وحاربها الإسلام الطاهر النقي وقيمه ومبادئه , إعادتنا إلى زمن الجاهلية الأولى , وياليته حاول إعادتنا إلى  ما قبلها .. أي إلى عصر صناعة أول عجلة , وخط أول حرف , وصناعة أول آلة موسيقية صنعتها أيادي أجدادنا السومريين والآشوريين والبابلين والأكديين , لكان حالنا اليوم أفضل مليون مرة مما عليه منذ عقد من الزمن فقط ؟, فما بالنا لو بقي هؤلاء الأوباش يحكموننا لعدة عقود أخرى لا قدر الله !؟؟؟.

يجمع جميع أبناء العراق الوطنيين في الداخل والخارج .. من خبراء وعلماء وكفاءات علمية في جميع المجالات والاختصاصات , ولما يتمتع به العراق من موقع جغرافي ومناخي فريد , وما يمتلكه من ثروات وخيرات طبيعية , ومواقع أثرية ودينية , وأرض خصبة , وغيرها من الأسباب والمؤهلات التي تكفي لجعل العراق من أرقى وأعظم دول العالم بلا منازع , بأنهم قادرين في حال تم كف يد رجال ما يسمى بـ ” الدين ” وابعادهم تماماً عن المشهد , وعدم السماح لهم بممارسة وخلط فنون السياسة بالدين , وإدارة شؤون البلاد السياسية والاقتصادية … ألخ من شؤون وادارة مفاصل الدول الحديثة , التي يجب أن تتم إدارتها من خلال وضع الرجل والاختصاص المناسب في المكان المناسب , لأستطاعت هذه النخبة الوطنية من إدارة شؤون البلاد والعباد وتعمير وتصليح كل ما خربه أعداء الخارج وأوباش وأميي ودجالي الداخل , بزمن قياسي لا يتجاوز العشرة سنوات , وسيكون العراق خلال ثلاثة – إلى خمسة عقود حقاً ألمانيا ويابان الشرق الاوسط بحق وحقيقة , وليس كما هو عليه الآن منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا .

 

إن كل ما تقدم وكل ماذهبنا إليه في هذا الأسطر أعلاه بدون الخوض والدخول بالتفاصيل والحيثيات والأسباب والمسببات , سهل جداً وقابل للتطبيق وللتحقيق خلال فترة زمنية وجيزة , وكما أشرنا وذهبنا إليه … بشرط فصل وإبعاد أدعياء الدين وحماة المذاهب عن المشهد السياسي وإدارة شؤون الدولة الحديثة كما متعارف ومعمول به في العراق قبل النكبة وفي العالم ودول الجوار  , وأبسط مثال على ذلك ..

 

هاكم دويلة وليس دولة الإمارات العربية المتحدة التي حكمها شيوخ قبائل عرب جلهم وأغلبهم لا يجيد القراءة والكتابة كالشيخ الراحل ” زايد آل نهيان ” رحمه الله ا, لذي كان يتمنى ويطمح أن يجعل دولته  المتحدة الفتية كما هي البصرة في سبعينات القرن الماضي !؟؟؟, وليس كما كانت بغداد في خمسينات القرن نفسه ؟, وكيف استطاع أخواننا بدو الجزيرة العربية إقامة وتشيد دول تضاهي وربما تتغلب على أغلب الدول المتطورة والأولى في العالم خلال ثلاثة أو أربعة عقود فقط .

إذا لماذا لا نعلنها ثورة وطنية علمية حضارية  عارمة على الجهل والتخلف والتردي والحضيض الذي أوصلونا إليه سياسي الصدفة وعبدة الدرهم والدولار وتجار الدين والمذهب وغيرها من أدوات النصب والاستغفال , وثورة على أدعياء وأحبار وكهنة الدجل والمذاهب الجدد , الذين يقفون حجر عثرة في طريق نهضة الشعب العراقي الذي أصبح كاليتيم والشاذ من بين جميع دول وشعوب المنطقة خاصة والعالم عامة , والذين مازالوا يضعون العصا في دولاب وعجلة بناء العراق الواحد الموحد القوي والمستقر سياسياً واقتصادياً , لكي نجعل من العراق قبلة للشركات الأجنبية والمستثمرين العرب والأجانب , وهجرة أبنائه هجرة عكسية … أي من الغربة والاغتراب والوحشة في الحياة وبعد الممات خارج حياض الوطن .. إلى العودة إلى حضن الوطن الأم الدافئ الحنون .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *