” إكسكلوزن ” العلّاق

” إكسكلوزن ” العلّاق
آخر تحديث:

 بقلم:علي حسين

لم أفهم سرّ العلاقة السحريّة التي تربط النائب علي العلّاق بمكتب رئيس الوزراء. كنتُ أظنّ أنها نتاج صداقة قديمة مع الجعفري والمالكي ومن بعدهم العبادي، إضافة إلى انتمائهم لحزب واحد، فنحن نراه في الحكومات الثلاث مدافعاً شرساً عن رئيس الوزراء، ما إن يخرج على إحدى الفضائيات حتى يبدأ ” وصلة ” الدفاع هذه. قبل أيام وأنا أشاهد النائب العلّاق كعادتي في متابعة نجوم السياسة، وجدتُ الرجل يخرج عن المألوف ويبدأ في كشف سرّ طريفاً، حيث أخبرنا أنّ الحديث عن القوائم العابرة للطوائف مجرّد خدعة، لأنّ السيد العبادي وقّع على تعهّد خطّي سيتمّ بمقتضاه تشكيل تحالف بعد الانتخابات مع ائتلاف دولة القانون لضمان أغلبيّة سياسيّة تتيح لحزب الدعوة الاستمرار في منصب رئاسة الوزراء. وعندما يسأله مقدّم البرنامج هل هذا سرّ يذاع للمرة الأولى، يقول له وهو مبتسم، نعم هذا ” إكسكلوزن ” وهو يقصد العبارة الإنكليزية ” Exclusive” التي تعني أنّ هذا الخبر حصريّ.

وبعيداً عن ” اكسكلوزن” العلاق، اكتشفت أنني لست وحدي من وقع في ” جبّ ” الخديعة ” وأنّ العراقيين جميعاً ” سيشربون المقلب ” على حدّ تعبير إخوتنا المصريين، فالسيد العبادي رغم الـ “إكسكلوزن” الذي كشفه العلّاق، لايزال مواظباً على تناول حبوب الحرب على الفساد ثلاث مرّات في اليوم بعد الأكل بمنتهى الدقّة، وأنّه مشكوراً يذكّرنا في الأُسبوع، سبع مرات بأنه سيشكل كتلة عابرة للمحاصصة، وفي كلّ مناسبة يطلّ علينا يقول: لامكان للفاسدين في مؤسسات الدولة.

عند سماعي لأول خطاب للعبادي عن الإصلاح، كنتُ أول المرحّبين بهذه الخطوات ” الجبّارة ” وقلتُ لنحاول أن نتفهّم وجهة نظره ” الإصلاحيّة، وبعدها نرى، وكان العبادي عند وعده، فإذا نحن كلّ يوم أمام فضيحة من العيار الثقيل، كان آخرها التقرير الذي بثته إحدى الفضائيات وبالوثائق عن ضياع 100 مليار دينار من أموال وزارة الصحة في جيوب الفاسدين، وأنّ معظم عقود وزارة الصحة التي تتولى إدارتها وزيرة ” مؤمنة ” تنتمي إلى حزب الدعوة، تذهب إلى أشخاص على علاقة بالمسؤولين داخل الوزارة.. والفضيحة الأكبر التي يكشفها التقرير هي أن وجود أدوية منتهية الصلاحية في مستشفيات الوزارة.

لا يحتاج العراقيون إلى مزيد من الإصلاح، ربما يحتاجون إلى طرح سؤال عادي جداً، هو من يحاسب المسؤول إذا استشرى فساده.. لاتقولوا لي إن زعيمة إرادة بالمرصاد للمفسدين.. فلكم في استجواب عديلة حمود قبل عام أسوة حسنة.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *