إنفراط العقد الاجتماعي بين الشعب و الدولة في العراق  

إنفراط العقد الاجتماعي بين الشعب و الدولة في العراق   
آخر تحديث:

  علي ستار

 

(تعقيبا على تصريح ستيف وارن المتحدث باسم ما يدعى بـ التحالف الدولي ان تعداد داعش في الموصل هو 5000 او 8000)

أحقا ان 5000 داعشي فقط في الموصل يستطيعون قلب العراق عاليه سافله؟

 

الميزانية تفلس، الرواتب تحجب، القوات الامريكية و غيرها تعيد غزو البلاد بلا اعلان، قوائم ديون العراق للبنك الدولي و غيره تصعد للمريخ في ظرف اسابيع و وتكاد السماء تنطبق على الارض؟

 

أيعني هذا ان 5000 داعشي فوقهم و تؤخذ بغداد في ساعة؟

 

و 5000 اخرين و تسقط البصرة ايضا؟

 

ما هذا الوطن الديمقراطي الجديد الخردة الذي اسمه العراق؟

 

لا يمكن لـ موفق الربيعي ان يكون قد زف لنا بشرى اعدام صدام و يحتفظ بحبل المشنقة في غرفة نومه في لندن و ها هو الآن يبشرنا متفاخرا، فرحا بانهيار العراق.

 

لا يمكن للمالكي ان يكون ذات الشخص الذي وقع على اعدام صدام، استولى على المليارات في سنين قليلة و لا زالت الاخبار تؤكد لنا انه باق – لاعبا رئيسيا و شاهدا على كل هذه الفوضى.

 

لا يمكن للعبادي ان يلعب لفترة اطول رئيسا للوزراء، كرشه يكبر كلما تفاقمت الازمة، موهما الناس انه أهل للمسؤولية و هو لا نفع و لا دفع و لا نتيجة.

 

لا يمكن للعامري الذي تملأ صوره اليوتيوب و هو يحارب الجيش العراقي في الثمانينات من الخلف بشجاعة منقطعة النظير، الاختفاء الان منصرفا لجمع المليارات.

 

لا يمكن لكل هذه الطائرات الامريكية و الفرنسية و العراقية و التركية و الروسية و غيرها القصف و الضرب بكل انواع القنابل و الذخائر العادية و المحرمة و تبقى لـ 5000 نفر داعشي اجرب اليد العليا في الموقف.

 

لا يمكن ان تكون عقود السلاح التي ابرمتها الحكومة بـ مليارات الدولارات حقيقية و يبقى لـ 5000 داعشي يركبون الـ تيويوتا المكيفة اليد الطولى في المواجهات.

 

لا يمكن و الوضع على هذه الشاكلة و السكان في الفلوجة و غيرها يظلون محاصرين يموتون جوعا بحجة ضرورة الاستمرار في حصار 400 نفرا من داعش يزعم انهم لازالوا يتخفون تحت انقاض المدينة المهجومة.

 

لا يمكن للمرجعية ان تبرع في اصدار الفتاوى فتسوء الامور، و تسكت حينما تصل الاوضاع بعدئذ الى هذا الحضيض في المهزلة و يظل الناس تسميتها مرجعية.

 

لا يمكن ان تسود الفوضى الى هذه الدرجة العارمة في العراق و صادارت النفط تصعد و تصعد و تصعد، ثلاثة ملايين، ثلاثة ملايين و نصف، اربعة، اربعة ونصف برميل في اليوم – لا تتأثر ابدا، بل تتواصل مستمرة متعاقبة كـ عقارب الساعة.

 

لا يمكن ان ينخفض النفط و تقل الدولارات من عائداته فيشح نقد الدينار ايضا، اين ذهب الدينار ذاته اذا؟

 

كيف يتبخر الاحتياطين معا، الدولار و الدينار، في نفس الوقت؟

 

هل كان البنك المركزي يطبع يوما بيوم ما يعادل عائدات اربعة ملايين و نصف برميل بالدولار دنانيرا فتدفع الرواتب و هو يتوقف الان فقط لشحة الدولار؟

 

ما هذه السياسة النقدية العبقرية الخائفة الغيورة على البلاد من التضخم الاقتصادي و لا تخاف من ترك البشر جوعى ليس في جيوبهم شروى نقير؟

 

العقد الاجتماعي الاساسي بين المواطن و الدولة في العراق، و الذي على اساسه يرضى الشعب بتولي الدولة الحكم منه مقابل حمايته من جوع و موت – ها قد انفرط. اما من احد يذهب ليقول هذا لـ لؤي الخطيب، المستشار الفطحل لدى الحكومة العراقية الفلتة مؤسس ما يدعى بـ “معهد الطاقة”، فينقع اوراق معهده الطريف التي تنادي بزيادة الضرائب و رفع دعم الدولة عن الكهرباء و الوقود كذا كذا، بالماء و يشربه؟

 

اما من حفنة قليلة من رجال حقيقيون يتحركون نحو المنطقة الخضراء لينتزعوا الزمام من جمهورية بريمر الفرية انتزاعا قبل فوات الاوان ام ان بغداد يريد بايدن تخميرها جاهزة تجثو على ركبتيها خائرة القوى لقمة سائغة لـ ما يسمى بـ داعش؟

 

الجميع يعرف ان ما من رجال عراقيون في الخارج لهم معدن القادة لازالوا على قيد الحياة، و هذا امر مفروغ منه.

 

ترى، اما من رجال، ولدوا اصلا قادة لوقت الشدائد، لازالوا في بغداد؟

 

[email protected]

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *