لتكن حربا عالمية ضد الارهاب تلك التي دعا اليها المالكي .. ولكن؟ بقلم مثنى الطبقجلي

لتكن حربا عالمية ضد الارهاب تلك التي دعا اليها المالكي .. ولكن؟ بقلم مثنى الطبقجلي
آخر تحديث:

في كلمته امام معهد السلام الامريكي بواشنطن بالامس قال رئيس وزراء العراق الزائر نوري المالكي : “نريد حرباً عالمية ثالثة على الارهاب وقتلة الانسان والشعوب حرباً على من يريد تدمير العقل ونعلن من هنا من معهد السلام الامريكي الدعوة لمؤتمر دولي لمكافحة الارهاب في العالم لانه يهدد الامن والسلم الدوليين”.
ولكن للاعداد لحرب مثل هذه..؟ ،علينا يا دولة الرئيس ان نعي حقيقة ُمرًة ،ان بلدا كنت ضيفا به هو امريكا ، هو اول من فتح علينا ابواب جحيم الارهاب بسبب اخطاء الحاكم المدني الامريكي بول بريمر ، وواحدة من قرارته المخطئة والقاتلة بعد حل الجيش العراقي، هي فتح الحدود الدولية العراقية مع العالم دون ضوابط امام جميع العابثين ،ما ادى الى تدفق كل فصائل الارهاب في العالم للعراق ..
وكان اعتقاد امريكا وقتها وهي لاتزال تئن من الآثار الاجرامية والنفسية لتدمير مركز التجارة العالمي ،انها ان فعلت ذلك فسيدفع الارهاب بكل زعانفه في مصيدة مغفلين عملتها لهم ، لكي تصطادهم بالجملة فوق ارض الاخرين..!! ولكننا نحن العراقيين من دفعنا الثمن ولا زلنا ندفعه حتى الان فصار القتل على الهوية والمناطقية وتم الفرز والاقصاء الطائفي وتم التهجير وتمت تصفية علماء العراق وكل من وصلت اليه ايديهم من المثقفين .
كل ذلك تم لان قرارا مخطئا او قرارات اتخذها بريمر وثنى عليها مجلس الحكم والحكومات التي تلته، فصرنا نذهب باحبائنا يوميا الى المقابر ،وبدلا من ان يتحول العراق الى مقبرة للارهاب .. زادت اعداد مقابرنا وروادها والساكنين فيها..!!
وتلك سياسية لانريد العودة لها وان الذين فتحوا الحدود واحتلوا ارضنا عليهم تحمل ما وقع من كرب عظيم ،ألمَ بالبلاد حينما سمحوا حتى للصوص الاثار من سرقة اثارنا ..إن اردنا فعل حربا عالمية علينا ان نشنها عليهم لا ان نتوقاها بأجسادنا وتشكيل رئاسة اركان عسكرية عالمية ،تعتمد نهجا مهنيا فوق اساليب بعض الحكومات التي هي من ترعى الارهاب وتستخدمه وسيلة لتحطيم ارادة شعوب وحتى حكومات وطنية.. لكي يمكن لها ان تنظف العالم من هولاء ..
ولان سكتنا على هذا الواقع المرير ،فنحن على الطريق الموحش سائرون فيه ،بعد سوريا ..؟ ولكي لاننجر اليها لابد ان نحذر انه غالبا ما تعتمد دولا بعينها سياسات باطنية الهائية تثير لنا المشاكل ، لكي ترحل مشاكلها لنا وتلك مواصفات بعض دول جوارنا ،لكي لايكتشف المجتمع الدولي سوءات حكام يطمحون ان يحكموا المنطقة بلا قوانين غير قوانين القوة التي تدفع بها عقليات استعمار قديم ..
و مثلما يحدث الان في سوريا من تدمير طال مدنا بكاملها ووزع اهلها مشردين على بقاع العالم .. فاننا على قائمة الارهاب مؤجلون ..؟ وتلك حربنا ضد الارهاب ، مقدسة ُان لم نراجع فيها حساباتنا ونعزز من جبهتنا الداخلية ، فاننا سنخسرها حتما وستخسرها انت اول من يخسرها يارئيس وزراء العراق ،
حربا في المواجهة التي دعوت لها المجتمع الدولي .. و لما تزل لم تتمكن من توحيد جبهتك الداخلية و صفوف شعبك الذي دفع ويدفع غاليا من تدخل دول الجوار وعلى راسها ايران ، ولم تتمكن حتى الان من نزع فتائل اسباب مشاكلنا بخطوات محسوبة قوميا وعروبيا واخطرها سلاح الطائفية والاقصاء السكاني..
نعم وكما تقول ان اهلنا في نينوى والانبار عشائرا وحواضرا رفضت الارهاب كما رفضته ديالى وبغداد وكركوك وصلاح الدين فاين المشكلة في المواجهة اذن..؟ انها دولة الرئيس تلك القوى الدخيلة التي تعشعش داخل المؤسسة الامنية تلك القوى والمليشيات التي تسربت الى الجيش والشرطة وراحت تستلم قراراتها ليس من القيادة العامة وانما من مصادر الهامها وتمويلها وتسليحها وسراديبها ..
وبالتالي فان جهدا استخباريا مهما ابدع المتابعون فيه بحثا عن سبل نجاة لشعبهم من هذه الاعمال الاجرامية يبقى اسير واقع مريض ودوائر نفوذ تسللت الى عمق القرار الاستخباري وهو ما يعني ان اي ضربة اجهاضية لن يكون لها مردودا مؤثرا على من يحرك الارهاب ويدفع بهولاء القتلة الذي صاروا يحتالون حتى على المفردات ويسمون انفسهم باسماء دينية وتاريخية ،بما يزيد من تعميق الفجوات بين شرائح الشعب العراقي الباسل .
وتقول في كلمتك :” ان القاعدة تستهدف العراقيين جميعا ولا تفرق بين مكون واخر وهدفها هو ان يحل الخراب بدلا من البناء والعمران واصفا اياها بانها كالعاصفة التي تحمل الاوساخ وتريد نشرها في المجتمع.”
وانا اقول لك ان علينا ان نُفهم ذلك المعنى للمؤسسة العسكرية فاساليب بعض ضباطها المنفلتين او المدفوعين هي من تشجع القاعدة وغير القاعدة على الدخول مدخل الفاتحين علينا حينما يهاجمون البيوت الامنة بحجة البحث عن الارهابيين وفي اساليبهم وتعدياتهم وشتائمهم لايقلون اذى عن الارهابين انفسهم..؟ اقول ان تثقفوا هذه القوات وتُطِعموها بزاد وحليب وطني ، كي لاتفرق وتهادن وان لاتعتدي على مكون تحت اي مسمى، وقتها لن تستطيع القاعدة ذات الاصول الايرانية ان تخترق المدن العراقية وان تستمكن في حواضن بينهم…

المطلوب دولة رئيس الوزراء وباخلاص اعادة بناء القوات المسلحة التي جئت امريكا محاولا ان تزيد بتسليحها وان تجذر لها َمدًداَ ثقيلا وغطاء جويا فاعلا وهذا يتطلب اعادة هيكلة القوات وبناء جسور من الثقة بين القيادات الميدانية والقيادة العامة ،اي ان تعيد بناء القيادة العامة للقوات المسلحة وتؤمن لها وزراء مهنين لاينتمون الا للعراق ، وان تضع الرجل المناسب في المكان المناسب وان تعيد التوازن المفقود للقوات المسلحة العراقية ..
فهي ان افتقدت ذلك فسترى خروجها عن الارادة الوطنية في كل مناسبة وبغير مناسبة ، وذلك هو نتاج سياسة لم تضع الجيش والقوات المسلحة كافة فوق الميول والاتجاهات ،حينما تاتمر هذه القوات باوامر القائد العام للقوات المسلحة اي كان ، فانها تكون وفية لمبادئها وفي عموم الساحة العراقية..وبذلك تكون قد ادت دورها ونزعت فتيل مشكلة كبيرة تبدأ من ساحات التدريب لتنتهي بمصادرالقرار والحركات .. .
وقلت من بين ما قلت في امريكا :” ان “الانتصار على الارهاب لا يتحقق فقط بالقوة العسكرية وانما يحتاج الى بنية مجتمعية سليمة وهذا مانعمل عليه في العراق مشيرا الى ان العراق يعيش الان في حالة اقتصادية كبيرة ومعاناتنا كما وصفتها في العراق هي بسبب / الهمج / من لابسي الاحزمة الناسفة والسيارات المفخخة في مجالس العزاء والمقاهي والتجمعات الشعبية “
هذا الذي نريده ايها القائد العام للقوات المسلحة على ارض الواقع ، نريد التحاما بين الجيش والشعب للحفاظ على الدولة ، واي خلل مهما صغر ولم نصلحه ،فان ردود افعاله كبيرة والمستفيدين في المياه العكرة سيتكاثرون ..
وقلت ايضا :” ان الستراتيجية التي نتبعها هي سياسة الحشد الشعبي وتفعيل الجهد الاستخباري مشيرا الى ان الكثير من العشائر في نينوى والانبار ومحافظات اخرى انتفضت على القاعدة ووقفت مع القوات المسلحة وابناء العراق من اجل القضاء على المجاميع الارهابية.
لنعمل بذلك وعلى الله المستعان، لنبدأ بانفسنا ونصفي بحكمة وروية ما علق هنا وهناك من اشخاص يرتدون الزي العسكري وقد تحولوا الى شياطين من الانس ونعيد بناء المدارس العسكرية وحتى المستشفيات التي كانت مستشفى الرشيد هي الاكبر والاحدث في الشرق الاوسط فهل تساءلت من الذي دمرها وسرق محتوياتها بل وقتل وهجر اطبائها ..؟..
هذه وتلك مساهمتنا وتجربتنا في حرب علينا ان نستعد لها ، ليس بالكلمات والتنظير وانما بتطوير هذه المنظومة واعادة التوازن ، لها واعادة شبكة علاقاتها المجتمعية ، فان تراءى للبعض او راى اي فصيل منها ، انه فوق القانون سيكون ذلك هو الدافع الاساس الذي ستستند عليها القاعدة وغيرها في التوغل داخل مجتمعنا الى حدود افناء بعضنا البعض في حروب اهلية طائفيةعلينا ان نحذرها ونتوحد في مواجهتها.. …
سيادة القائد العام للقوات المسلحة .واجبات الجيش في اي مكان توسم بانها انضباط في السلم والحرب ،اي لامكان فيه لاي ضابط غير منضبط وملتزم ، ومحاكمته عسكريا ان اقتضى الامر حينما يتلفظ اي منهم بالفاظ نابية يطعن بها شريحة معينة ،فمكانه ليس داخل القوات المسلحة ، كذلك الامر لاي ضابط لا يحمل رتبة حقيقية او لم يتخرج من كلية حربية عراقية فهذا تخريب لهذه المؤسسة ومكانه ليس بين هذه النخب من الضباط لكي لايوسم الجيش بتسميات مهينة..
وفوق ذلك كله علينا ان لانتهاون في امر كل من لايضع ولائه للعراق.ويضعه نصب عينيه . واخيرا ان اي ضابط ليس عراقيا بالولادة او من ابوين غير عراقيين فلامكان لهما حصريا في المؤسسة العسكرية يا دولة الرئيس ..
وقد تسالني لماذا ..؟ وقد يسالنا الجميع لماذا تؤخر امريكا تسليحها للعراق بل لماذا خُدعنا باسلحة معادة لاتوازي اسلحة شرطة بدولة مجاورة ؟
الجواب لان العقيدة العسكرية لاي بلد تتبع العقيدة السياسية وحينما تراود الاخرين الشكوك حول العقيدة السياسية ومن ينفذها فان ذلك سينجر حتما للعقيدة العسكرية وكلا العقيدتان، قد تخلينا عنهما فلا احتفظنا بسلاح روسي قوي كنا نمتلك جزءا منه ، هو جيد بمقاسات الحروب الحديثة ولا انسجمنا سياسيا ووطنيا بيننا كسياسيين..
ولهذا راح كل فريق يسرب مع الاسف اسرار بلاده لدول الجوار معتقدا انها تحميه من غائلة الزمن والمحن.. ونسى ان الجيش هو سور للوطن.. لو ُاحسن تدريبه وتسليحه ووضعت القيادات الميدانية الكفوءة على راس قطعاته واوقفنا مهزلة المحاكمات السياسية للجندية العراقية ، لكان الموقف تغير تماما وتلك هي المعظلة حينما بدانا نحارب الارهاب الذي ُصدر لنا على ساحتنا وبدانا نقاتله باساليب لاتواكب منطق العصر .
لهذا يادولة الرئيس ترى ان امريكا تؤجل وتوجل تنفيذ التزاماتها بتسليح العراق بالمعدات الثقيلة ، لان سلاحا حديثا قد يصل باعتقاد قادة سياسيين وعسكريين امريكان الى ايد غير موثوق بها قد تسلمه او تسلم اسراره الى ايران على سبيل المثال ،
من هنا وبناء على معطيات كثيرة افرزتها سنتي الحرب الاهلية في سوريا ايقنت الادارة الامريكية ان بغداد رغم كل محاولاتها تعطيل تدفق السلاح والمليشيات على سوريا عبر اراضيه لم تفلح..؟؟ ما دعاها الى المراوغة رغم ان بيننا وبينهم اتفاقية استراتيجية واطارية تجعل منا شريكا في المواجهة حينما يتطلب الموقف على الارض تدخلا مباشرا ولكن ذلك الذي نشهده والارهاب قد شن حملة كبيرة داخل العراق وراح المتسللون عبر سوريا ينسابون بطرق نيسمية عبر شمال العراق وغرب بادية الانبار والجزيرة .. يمعنون قتلا بالعراقيين حتى انهم صاروا يفجرون مجالس العزاء ومقاهي الشباب العاطلين..
اليوم حينما تتحدث هنا وهناك وامام الرئيس اوباما طالبا السلاح لبلد كان ممتلئا بالسلاح..؟ ليس عليك الا ان تضع اقدامك على المثابات لخطوط القتال في المواجهة .. وهي معركة هم من اشعلوها دولة الرئيس فكيف تواجه دولة الكفر والارهاب وباب بيتك مهدم ،جبهتك الداخلية ممزقة وقواتك الامنية تقترف المزيد من الاخطاء ، لان بعظها ينطلق من وحي تربية طائفية علينا تجاوزها والا كبرت هذه الاخايد وتحولت الى حدود تجذر للانفصال عن الوطن الام ..
وان اخفقنا مع امريكا فليس من طريق آخر غير روسيا امامنا ،ولناخذ السلاح اي كان مصدره وارخصه واكفئه شرط ان ياتي سريعا وبدون شروط تعجيزية لا من امريكا ولا من غيرها ..واعود واكرر ان اي بلد له اسرار سلاحه وبخاصة الحديث منها وطالما نحن نرفض الاسلحة القديمة او المعادة لنواجه اعدائنا وبينهم الارهاب ، وحينما يجدوننا اننا في المواجهة مستعدون وخلفنا جبهة داخلية متينة ،لن يفكر بعد اليوم احد ان يكرر معنا ما حدث ويحدث على حدونا الداخلية الادارية وحدودنا الدولية
حرب عالمية دولة الرئيس على الارهاب منطق عصر نشهد فيه عودة للحرب الباردة بين الدولتين الاعظم وها انت تسمع ان حلف الاطلسي سيجري مناورات بعدما تاكد ان روسيا قد اعادت بناء وتحديث ترسانتها العسكرية ، بل واعادت وجودها الفاعل في الشرق الاوسط واصبحت لاعبا رئيسا في حل واعادة حل الكثير من مشكلاته التي كانت تنفرد بها امريكا ..
الحرب على الارهاب تتطلب اول ما تتطلب بناء قوة عسكرية ليس على طراز سوات ولاكنها قوة عراقية لاتميل لجهة على حساب اخرى وفوق الميول والاتجهات والولاءات ..وان نفتح عيوننا جيدا الى تجارة السلاح والارهاب التي تمر عبر حدودنا الشمالية غير المؤمنة الى الداخل العراقي لضعف تطبيق واجبات القوات المسلحة كاملة بموجب الدستور في المناطق الحدوية الشمالية المتاخمة لايران وتركيا وسوريا..
.. اهلا… بعودتك دولة الرئيس وامامك الوقت ينفذ ان لم تتدارك ما ادركنا و تنفذ ما وعدت به الاخرين ..

[email protected]

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *