المالكي و الصدر حلفاء الأمس أعداء اليوم بقلم محمد الياسين

المالكي و الصدر حلفاء الأمس أعداء اليوم بقلم محمد الياسين
آخر تحديث:

 

 

    المالكي و الصدر حلفاء الأمس أعداء اليوم

 

 محمد الياسين

 

يبدوا ان الصفعات التي تلقاها السيد نوري المالكي خلال زيارته إلى واشنطن أفقدته السيطرة على أعصابه واصابته بالهستيريا ، عندما أصدر مكتبه الإعلامي بياناً شديد اللهجة ضد التيار الصدري وزعيمه مقتدى الصدر ، متهماً إياه بارتكاب جرائم ضد العراقيين ، والتعاون مع دول خارجية ضد البلاد . خرج المالكي برسالته تلك عن كافة التقاليد والاعراف السياسية حينما وجه نقده الشديد للسيد مقتدى الصدر، صاحب الفضل الكبير بإفشال مشروع سحب الثقة من المالكي ، رغم تحجيم الآخير لدور الصدريين ونفوذهم    “الميليشياوي” في العاصمة بغداد وغالبية مدن الجنوب  من خلال عملية صولة الفرسان العسكرية في العام 2008 ، والتي ادت إلى تراجع نفوذ ميليشيا المهدي في الشارع العراقي ، مقارنة بنفوذ عصائب أهل الحق وجيش البطاط المُتحالفين مع المالكي بأوامر من طهران.رغم رفضي الشديد ” لطوئفة ” المجتمع العراقي والكيان السياسي للدولة ، وإعتقادي بأن الدور الذي يؤديه رجال الدين في الحقل السياسي ، سبب البلاء والوباء الذي أصاب العراق ، لكن السيد مقتدى الصدر لم يخطأ عندما قال : إن المالكي ذهب لواشنطن “ليستجدي” ، فالاخير ذهب فعلاً يستجدي دعم الإدارة الاميركية لولاية ثالثة ، إلا أنه قوبل بهجمة شرسة من قبل أعضاء في الكونغرس وحملة مكثفة من قبل الصحف ووسائل الإعلام الاميركية ، وتظاهرات المعارضين العراقيين والايرانيين أمام البيت الابيض ، إضافة إلى الإمتعاض الذي بدا واضحا على ملامح وجه الرئيس الاميركي خلال لقاءه المالكي .لم يدرك المالكي فداحة الخطأ الذي ارتكبه لنفسه وهو يوجه إتهامه المباشر للصدر بقتل العراقيين ، معلناً في الوقت نفسه علمه بتلك الاعمال الإجرامية ، والفوضى التي شهدتها البلاد  ، دون ان يتخذ أي إجراء قانوني ضد الجناة ، ما يجعله شريكاً اساسياً بكافة الجرائم التي ارتكبتها تلك الميليشيات ضد العراقيين.يبدوا ان المالكي لم يفشل بإدارة الحكومة وإحتواء الأزمات فحسب، بل فشل ايضاً في المحافظة على شركائه وحلفاءه السياسيين ، كون الصدريين يشكلون الثقل الأكبر والاهم بعملية حسم من يتولى منصب رئاسة الوزراء، يتضح ايضاً من موقف المالكي هذا ، أنه يعمد إلى تصعيد امني وسياسي خلال هذه الفترة ، أما من الطرف المقابل ، الصدريين ،فهم قادرون على الذهاب بخيار التصعيد والمواجهة ضد المالكي ، إلا ان زعيمهم مقتدى الصدر اتخذ موقفا ضعيفا بالرد ، مدركا بذلك نية المالكي المُبيته، حينما دعا انصاره الى تجاهل ما صدر من المالكي ، واصفا إياه بالفاشل سياسياً .

 

[email protected]

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *