مرارة أوحال التآمر .. الساسة العراقيين انموذجا

مرارة أوحال التآمر .. الساسة العراقيين انموذجا
آخر تحديث:

 

  حمزه الجناحي

يبدوا ان العراق بوضعه الحالي وهو يعيش حالة الفوضى التي صنعها ابناء العراق انفسهم ضد أنفسهم لا يهتم كثيرا بما يجري في بلده ونرى ان الاكراد اليوم مثلا قد اوصلوا مراحل وجودهم كدولة الى حدودها القصوى وهم في الوقت عينه يتمتعون بكل مكتسبات المواطن العراقي لكنهم يفكرون بموضوع آخر غير العراق موضوع ان كردستان قادمة كدولة وفك الارتباط مع العراق بات وشيكا على مرمى ومسمع قادة العملية السياسية الشيعية والسنية ولم يحرك هؤلاء ساكنا اما معترضين او موافقين لكنهم يضعون المواطن في حيرة من أمره وهو يكتشف أن هذا هو التآمر بعينه على العراق فأنصاف

الحلول في السياسة معناه استمرار في الهدر المالي والنفسي والأجتماعي لكن النتائج ستكون وخيمة فالإقليم له قادة في العملية السياسية العراقية منهم الرئيس والوزير والنائب لكن عينهم بعيدا عن بغداد وهذا في مفهوم السياسي البسيط كفرا في الاعراف الوطنية فكل شيء جهز تحت مرأى ومسمع المدعين أنهم صمام أمان وحدة الوطن ولم يتدخلوا ليعلنوا على الاقل موقفهم من هذا الوضع الذي يعيشه الاقليم لاضير ان تعلن للمواطن وعلنا ايها المواطن الكريم أن الاقليم سائر في هذا الاتجاه وموقفنا هذا فما يأتي للوطن بفائدة اعمل به وليذهب رجال الاقليم ويصنعوا

دولتهم ولكن ليس بالتآمر على خيرات العراق ومقدراته وبناء دولة على أنقاض دولة أخرى ..

اما تآمر الساسة السنة الشركاء في كل شيء بات اكثر وضوحا وهم يتحدثون بالطائفية واصواتهم عبارة عن صدى لاصوات الغير من خلف الحدود ويعلنونها حربا ضد الحكومة والدولة العراقية ولكن هؤلاء لحد الان لم يعرفوا ولم يخطوا اهدافهم بوضوح وتسيرهم ايدلوجيات خارجية لها اهداف تسعى لتحقيقها في العراق ..

ماتبقى من العراق هو المكون الشيعي الذي يسمى الاخ الاكبر وهذا المكون الذي هو الاخر ظهرت اسماء لقادته في وثائق ويكلكس للتخابر مع الجارة السعودية هؤلاء يستمرون بنزاعاتهم المشبوهة وهم ايضا غير بعيدين عن اجندات الغير ويسعون ايضا ويحثون كل خطواتهم للسير بأتجاه الصراعات المصلحية التي وصلت اليوم الى مناصب مجالس المحافظات والمحافظين لعلمهم أن الهيمنة على تلك المناصب تعود لهم بما يتمنون من مكاسب ومغانم على حساب مدن عانت الكثير وهذه الصراعات هي تآمر من نوع آخر لا يقل خطورة عن التآمر والتعاون مع الاخرين في التخابر ضد العراق ..

عندما تعيش في زمن غير التي أنت فيه أو على ارض غير التي أنت عليها تعيش من الممكن أن تمر على مسامعك أو على ناظريك الكثير من الامور وتكتشف بعد فترة أنها اصبحت تاريخا يجب التعامل معه كتاريخ ,,اما الان وفي هذا الوقت بالذات فأن العراقيين في زمن العولمة وزمن النت ويرون كل شيء بوضوح وبالألوان الصافية لايمكن ان يمرر عليهم أمرا ما ويصبح تاريخ بعد فترة فهم (العراقيين) يعيشون الاحداث بكل دقائقها ويتعاملون معها بحرفية المحلل والسياسي ويتفوقون على كثير من السياسيين في الرؤى المستقبلية للحدث ونرى اليوم كيف أن الواقع الذي يجده عوام المجتمع

العراقي ويصنعه عنوة على السياسي العراقي قبل ذالك السياسي القابع هناك في المنطقة الخضراء و يتحدث بعد تخمته وملأ بطنه بما لذ وطاب وبالتالي فأن حديثه اكيد يختلف عن حديث الجائع الحافي التي تعبث بمشاعره أحداث الفشل من حكومته وسياسيه ..

أغلب السياسيين العراقيين المتفوهين يتحدثون عن نظرية المؤامرة وأعتقد أن الحديث بهذا الاتجاه لايبرر الفشل لأي من هؤلاء كيف هي نظرية المؤامرة ومن اتى بها ومن يتحدث عنها ؟ لا اريد الخوض بهذا الموضوع وعن صناعة المؤامرة ومن يصنعها ومن يتعرض لها لأختصر الى ابعد الحدود,, العراق لا يعيش وحده على هذا الكوكب ولا يتميز عن باقي الدول الاخرى باى شيء يجعل العالم ومن يعيش معه يتآمر عليه وأي تآمر على الاخر لابد من وجود الارض الخصبة التي تتلقى بذرة المؤآمرة والتي تسقيها وتفيء عليها لتنبت وتنتظر أكلها والا لايمكن ان توجد اي مؤامرة بدون وجود أذرع

ترحب وتستقبل تلك المؤامرة التي يصنعها الغير ليمررها على الضعيف والوضيع والمتآمر على بني جلدته الذي يحدث اليوم أن كل من يخرج على العراقيين بحديث يتحدث عن تلك المؤامرة ويبرر ما نعيشه بتأثير المتآمرين عليه وأتساع رقعة التآمر وينسى هذا المنظر أن للمؤامرة عناصر لوجودها ورعرعتها أهم هذه العناصر هو المتعاون مع المتآمر ضد وطنه بحجج سخيفة يقنع نفسه ويحاول اقناع الغير بها لماذا لاتوجد مؤامرات في دول أخرى غير العراق اليس هناك أناس وسياسيين وقانون ودساتير في تلك الدول لماذا تصطدم المؤامرات هناك بجدار صلب جدار الوطن اولا والوطنية..

يعيش العراق ومنذ عقود على دخان تلك النظرية ويخرج البعض ليدعي بالتآمر ونسي هذا المدعي أن الخيانة سبب أنجاح المؤامرة وأن القانون الضعيف الغير حازم ايضا هو سبب آخر .. بالامس خرجت علينا وثائق ويكلكس وهي تعلن العشرات من اسماء السياسيين العراقيين المتخابرين مع دولة جار للعراق من أجل فت عضد الدولة العراقية وتحطيمها اليس هؤلاء الذين عرضت اسمائهم هم متآمرين ومرحبين بهذه المؤامرة وهم أحد أهم اسس انجاح تلك المؤامرة على بلدهم وهم سياسيون وقادة ,,حتى بعد عرض الاسماء وأكتشفها المجتمع لم يتحرك الادعاء العام او المواطن او القانون بصورة عامة

لملاحقتهم جزائيا بتهمة الخيانة العظمى كما هو الحال في دول أخرى اتهمت رؤساء كتل ورؤساء دول بتهمة التخابر وحكمت عليهم بالسجن وبالإعدام او سحب الجنسية او فضح مآرب الخائن للناس من أجل اسقاطه سياسيا مر موضوع وثائق ويكلكس بهدوء ولم يحرك البركة الساكنة ذات الماء الآسن ويستمر هؤلاء في تعاونهم مع المتآمرين ضد بلدهم ووحدة اراضيه ..

من يحارب هؤلاء الخونة ومن يتصدى لهم ويوقفهم عند حدودهم ؟ طبعا المجتمع يعرف الاسماء ويعرف هؤلاء وتآمرهم وهو الاساس في كل هذه العملية والتصدي لهم وايقافهم على حدود الوطنية ومنعهم من مزاولة اعمالهم بالكيفية التي يريدون هم ان يعملوا بها والصوت الصادح لهذا المواطن بالتظاهر وبمواقع التواصل يضع الحد لهم واكيد القوانين النافذة التي يتعامل بها المجتمع لها وحسب المقولة الشائعة (لك حقوق وعليك واجبات) تنفذ بحقهم وتزج بهم خارج المنظور الشخصي للمواطن وتجعلهم اسماء كانت موجودة في وقت ما ..

ما يعيش فيه العراق من تطورات متسارعة وسقوط لمدنه على يد قوات لقيطة مدعومة من دول ذات اهداف كبيرة ومايقدمه العراقيين من ارواح ودماء وآلام وهو يدفع بأبناءه لايقاف هؤلاء القادمين من خلف الحدود ما هو الا نتيجة واضحة لما قام به هؤلاء المتآمرين ضد بلدهم واللذين أمنوا عقاب القانون وعقاب المجتمع فاستمروا في تآمرهم وهم يجلسون على تلال من رمال لابد ان يجرفها ماء التحول والتفهم للوقوف ضدهم فيجدون انفسهم يخوضون في وحل الخيانات .

Kathom [email protected]

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *