اقليم الرمادي وأحلام أمريكا السنية

اقليم الرمادي وأحلام أمريكا السنية
آخر تحديث:

 

  عباس المرياني

حملت أمريكا وبانحياز فاضح لواء الدفاع عن حقوق ومواقف السنة في العراق دون ان يكون هناك اي مبرر لمثل هذا التبني من قبل الامريكان والارتهان من قبل السنة لمنح لواء المطالبة بالحقوق لابناء العم سام،وكان يكفي السنة دفاع العرب عنهم من المحيط الى الخليج ومساعدتهم في كل ما يحتاجون من اجل اعادة عقارب الزمن الى الوراء وقتل اكبر عدد من اكثرية ابناء الشعب العراقي.

 

ومن الغريب ان تتبنى امريكا الدفاع عن حقوق ابناء المنطقة الغربية على الرغم من حصولهم على كل حقوقهم الدستورية وغير الدستورية لكن الاغرب هو تسليم الاقلية من ابناء المكون السني راية الدفاع عن الحقوق الى اوباما وجون كيري في وقت كان السنة ناقمين على الامريكان اشد نقمة بما يعتقدونه من ضياع ملك سليمان السني في العراق بعد سقوط نظام البعث الصدامي ومنح هذا الحق الى شيعة ايران على اعتبار ان شيعة العراق ليس عربا كما يتخيل الكثير من العرب السنة.

 

ان التعامل مع الواقع لم يتبلور بعد عند الكثير من قادة السنة في المنطقة الغربية لان الارتماء بأحضان امريكا واعتبارهم كمنقذين امر بغاية الغباء والسذاجة لان امريكا لا تفعل اي شيء قربة لوجه الله تعالى ولا حبا بالسنة ولا تقديرا لشجاعتهم انما يفعلون ذلك تحقيقا لمصالحهم اينما درت معايشهم.

 

ان الظاهر يحتم بقدرة امريكا على تحقيق الكثير للمكون السني اذا ما ارادت تحقيق مثل هذه الأمنيات التي يعول عليها شيوخ وسماسرة الانبار لكن متى يتم الاستجابة،اخر الاخبار تقول ان لعبة الدعم وحقيقة الارتهان السني وصلت الى مطالب الأمريكان الواضحة والتي لا تحتاج الى مواربة وتقية وهذه المطالب تتلخص بإقامة قواعد أمريكية في الانبار وفي الرمادي مقابل ان يستمر الدعم الامريكي لحلفائهم سنة العراق لكن قبل ايجاد القواعد العسكرية فان أمريكا تتعهد بتطهير كل أراضي الرمادي من داعش ومن العصابات الإجرامية في غضون أسبوع واحد فقط.

 

وفي ما يبدوا فان عقد الاتفاق بين الطرفين لم ياخذ بنظر الاعتبار موقف بغداد الرافض لمثل هذه القواعد جملة وتفصيلا ولو كانت بغداد توافق على تواجد مثل هذه القواعد لوافقت قبل الانسحاب الكامل ولما حصل ما حصل من تسهيلات واجراءات لدخول الدواعش الى العراق.

 

ان ما اشيع عن اتفاق بين امريكا وسنة المنطقة الغربية يثبت حقيقة واحدة وهي ان امريكا قادرة على المساعدة في القضاء على داعش وفي غضون ايام لكن متى ما ارادت هي ،وان فترة اطالة الحرب هي من تقف ورائه بما تقدمه من دعم واسناد وذخيرة ومعلومات وخطط للتنظيمات الارهابية.

 

ان سباق الوصول الى النهاية يشتد منافسة بين الحكومة العراقية وقواتها الامنية وابطال الحشد الشعبي لحسم الموقف على الارض وحماية وحدة وتراب العراق  من جهة وبين الامريكان وعشائر المنطقة الغربية الذين يقدمون التقسيم والفدرلة على تطهير الارض المقدسة من دنس الدواعش،وبين اصرار الحكومة المركزية وخبث الامريكان يتوقف حلم امريكا في المنطقة السنية حتى وان تم الاتفاق بينهم على عقد الولاء والبيعة.  

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *