الأرنــب … حشـــــرة … وله في خلقـــه شــــــؤون … بقلم الدكتور خالد السامرائي

الأرنــب … حشـــــرة … وله في خلقـــه شــــــؤون … بقلم الدكتور خالد السامرائي
آخر تحديث:

ما كان لي أن أدخل هذا المدخل في الكتابة , وفي مثل هذا الموضوع بالـــذات , ذلك لأنه من المواضيع التي لم يجر لي فيها قلـــم , لأسباب عديدة . أولها : لأنه ليس بالمجال الذي هو مجالي في الأهتمام والأختصاص . ورحم الله أمرءا عرف قدر نفســه . وثانيا : أني أكن كل التقدير والأحترام لرجال دين لهم مقامهم ومكانتهم في المجتمع . فلا أتعدى حدودي فيما هو لهــم . اضافة الى ما يمكن أن يأتي به الدخول في آفاقـــه من محاذيــــر , فقد يساء فهم تناول بعض جوانب

المواضيع . بسبب من تأويل يذهب الى السلب بدل أن يذهب الى الأيجاب , فالتعرض الى ما يتحدث فيه البعض من ..”

أهل العمــــــــــائم ” ولا أقول ” رجال الـــــدين ” الذين يرون في ” الدين مرضـــاة اللـــه , لاخوفا ولاطمعــا وانما حبا خالصا لـــذاته , جلت قـــدرته ” , أمر يتطلب الكثير من الدقــة ذلك لما في الحال من حساب دقيق في شأن العلاقة والأختصاص . ولغير مجتهد , في أمـــــــور الدين .
لست كثير اهتمام بمتابعة ما يتحدث به بعض ” أصحاب عمائم ” الذين بدأت تطفو صورهم على شاشات عدد من محطات التلفاز , وهم يتناولون أمورا ما أنزل الله بها من سلطان . وفي مرات قليلة كنت أحاول أن سمع ما يقال , من باب حب الأطلاع . الى ما يمكن أن يكون فيه شيئ مما هو مفيد , حتى وان كان من باب ” الأمتاع والمؤانسة ” . فقد يكون في البعض منها شيئ مما يفرح القلب . حتى وان كان هذا الشيئ على ” حســـاب العقــل ” ولكن ضمن حدود . بمعنى أن لاتتجاوز الأمور كل حدود العقــــل . الى حد الأسفاف والدجل والأستخفاف وحتى الأستهزاء بعقول الناس البسطاء . فهذا في التقدير ما
لايجوز السكوت عنه . ويجب أن يوقف عند حد , لما فيه من دلالات نشر الجهل والتخلف والشعوذة . بما ليس له أي علاقة بالـــــدين .
من غريب الصدف وأنا أبحث عن محطة للأخبـــار , واذ بي وقد وجدتني اقف عند أحد هؤلاء , ومن باب الرغبة في معرفة عما يتحدث … وجدتني أصغي اليــــه , واذا به .. وهو يتوجه الى حشد من الناس قد امتلآت بهم قاعة واسعة , يقـــــول : ” ان أكل لحم الأرنب حـــــرام , فالأرنب من الحشــــرات , وأكل الحشــــرات حرام ” . ولست أدري لماذا كان يلحن بصوت … مستعار , وقد يكون اصيل يحاول التستر والأختفــــاء , أو انه تفاخر فيما لافخـــر فيه . وهو في كل الحالات فاشــل . كما ولست أدري لماذا جاء الربط في الـــــذهن مع ” نظرية دارون في النشوء والتطور ” والتي صادف أن
عرضها ” معمم ” من البلد الجار ذات يوم , بالقــــول ” الأنسان أصلو سمك , تفر .. تفر , أصبح قــــرد , تفــر ..تفـــر .. أصبح انســـــــان “. ” تفر ـ تطور ” . ودارون الرجل عرض نظرية في موضوع النشوء , ولم يدخل في باب الحلال والحرام .
في المدارس .. يدرس الطلاب في باب علم الأحياء وبحدود ما يؤسس عندهم من فهم عام لعالم المخلوقات , الى نوع من تقسيم يتمثل بــ : الفقريات واللافقريات , والى أن قسم منها يتكاثر بالولادة , وآخر بالبيض وأخر بالأنشطار . وبموجب هذا التقسيم يأتي مكان ” الأرنب المسكين ” تحت الوصف بأنه من الفقريات ويتكاثر بالولاد ة , وبالتالي فأنه ليس …. حشـــــــــرة . أما في موضوع ” تحريم أكله ” فلم يرد شيئ بالخصوص على ضوء ما جاء بخصوص المحرمات في القرآن الكريم . أما أن يحـــلل ويحرم .. ” معمم ” على هــــواه فهذا .. هو الشرك والحرام بعينـــه .
” مـعمم آخــــر ” … يقول بالنص : ” يجب عليكم أن تأكلوا .. الجــبن مع .. الجــــوز . ولا تأكلوا أحدهما الا مع الآخـــــر . ولم أفهم لماذا هـــذا .. ” الوجـــوب ” في الربط بين الأثنين . وفي البحث …. عن مخرج لمواجهة مأزق , فقد يكون لأشتراك الأثنين بحرف ” الــــــجيم ” في أول الكلمـــــــــــة . ….!!!! .
وآخـــــر … عنده .. ” جكليت . حامض حلو . مسقول . أبو الهيل …. ” يــشفي من كل مرض . اذن ليختفي الطب والأطباء , ولتغلق الصيدليات . فليس هناك من حـــاجة لها بعــــد اليـــــوم .
لأعــــود الى موضوع .. ” الأرنب المسكين ” خوفا من أن يهرب … أو ينتحـــــــر , لأنتقاص .. ” حيوانيتــه ” وتحويـــله الى “حشـــــرة ” . ولنفترض أنه ” حشرة ” أليس الكثير من الحشـــرات ما يؤكل .. ” كماانه لم يرد شيئ بخصوص تحريم أكلها , وأنما الناس تعافها لوجود البدائل مما لذ وطاب , فلماذا الذهــــاب الى الحشرات وهي بشكلها المقرف , كما أنها هي غـــذاء للكثير من المخلوقات التي تقتات عليها . فلماذا المنافسة على شيئ لست بحاجة اليـــه , كما ولست مضطرا على المنافسة فيه وعليــــــــــــــــه .
الى ” المعــــمم ” الذي من المفروض أن يكون ” معـــمما بالعلم والمعرفـــــة والحكمــــة ” وفي الدافع والحماس والشغف في نشرها بين الناس . كواجب من أهم واجباتـــــــــــــه . ذلك لأنه في واقع الحال ليس له من عمل غير هــــــــــــــــــذا. أليس ما يحصل في ” الفلوجــة والرمادي وفي طول البــــلاد وعرضها ” ما فيه مادة للحديث , والناس اليوم في ما هم فيه من نكد العيش والكرب وغياب الأمن والأمــــان , والتناحر والأحتراب , والضياع في اجواء من الفساد والأفســاد , بما أثير من نعرات ليست من الدين بشيئ لا من قريب ولا من بعيــــد . أليس من واجبه
الدعــــوة الى المحبــــة والألفة والرحمة والتراحم بين الناس , وهم حال واحــدة , بما يوجب النظــر اليهم بعين واحــدة وقلب واحـــد ” كلكم لآدم وأدم من تــــراب “. ” حديث شريف “
يقــول الأمام علي ” رض ” :
الناس من جهة الآبــــــــــــــاء أكفاء أبوهم آدم والأم حــــــــــــــواء
فان يكن لهم من أصلهم شـــــــــرفا يفاخرون به فالطين والمــــــاء
وقيمة المرء ما قد كان يحســـــــنه والجاهلـون لأهل العلم أعــــداء
فقــم بعلم ولاتطلب به بـــــــــــــدلا فالناس موتى وأهل العلم أحياء

أليس من واجب ” المعــــمم ” بقدر احترامه لما يحمل على رأســه من دلالالة العلــــــــــــــم , أن يدعو الى الحكمــــــة والموعـظـــة الحسنـــــة . والى قولــه تعالى :
” يأيها الناس أتقوا ربكم وأخشوا يوما لايجزى والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا ان وعد الله حق فلاتغرنكم الحياة الدنيا ولايغرنكم بالله الغـرور ” . ” لقمان ـ 33 ” .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *