الادارة الامريكية في بغداد! متابعة بقلم سعد الكناني

الادارة الامريكية في بغداد! متابعة بقلم سعد الكناني
آخر تحديث:

 

 بغداد/ شبكة أخبار العراق- متابعة سعد الكناني.. مشكلة الساسة الجدد في العراق  هي عدم التعلّم وأخذ العِبر، والإصرار على نفس الوجوه والسياسة والتكتيك، وعلى الرغم من الخسائر الجسيمة على المستوى السياسي والأمني والدبلوماسي والاقتصادي والخدمي ..الخ . لا بل أن هناك إصرارا عند أغلبية المعارضين لنظام صدام على تطبيق سياسة المعارضة كمنهج للحكم والإدارة ومن هنا بدأت المشاكل في العراق .

متناسين انهم أصبحوا رجال الدولة ولا يحق لهم ممارسة دور المعارض والمُقصِي لغيرهم وهم يديرون الحكم كرجال دولة !. وبهذا سببوا إحراجا كبيرا للأميركيين وللكثير من القوى والدول التي ساندت العراق الجديد . أما الساسة الذين لم يعارضوا نظام صدام، ولم يكونوا في الخارج والذين التحقوا بالنظام الجديد فهم عبارة عن « خلطة» غير متجانسة في الأفكار والتوجهات والنوايا. فمارسوا السياسة « الباطنية» على الرغم أنهم شركاء في الحكم . أي خبأوا أفكارهم ومعتقداتهم السياسية وتظاهروا بالإيمان بهذا النظام الجديد وبالعلاقة والشراكة مع الصنف الأول، ولكن عندما تمكنوا أزاحوا القناع فظهر المكنون، فبدأت المشاكل والحروب السرية بين الطرفين ولا زالت. وهذه هي مشكلة العراق الجديد !.. فلا توجد ثقة بين الطرفين لكي يتم التجسير فيما بينهم!. ولكن بالمقابل هناك خطأ سياسي كبير في العراق ودول المنطقة عندما يعتقد الساسة والقادة في العراق بأن القرار بيد الرئيس الأميركي، وأن مجرد اللقاء معه سوف تُحل جميع العقد والمشاكل . فالحقيقة لا قرار بيد الرئيس الأميركي ، بل هو يستلم تفويضا ما وبنسب ودرجات معينة ، وبعدها يؤدي الدور المطلوب منه حسب نوع وحجم ومسافة التفويض . لأن في الولايات المتحدة هناك مراكز بحثية ومعاهد متخصصة ولوبيات ضاغطة هي التي تحدد السياسات الأميركية ،وتحدد ترتيب الملفات والأولويات، وهناك عدد كبير من المستشارين « الذين يُستشارون ونكرر يُستشارون وليس كمستشاري ساسة العراق!!!!» وبمختلف الاختصاصات وهم عبارة عن « المصفي» الذي يزيل الشوائب والعقد ويعطي الحلول للرئيس ولصاحب القرار ليختار خطته السياسية والدبلوماسية على ضوء ما جاءه من المستشارين .

ولهذا فالأنظمة السياسية التي تفهم السياسة الأميركية وتريد المساعدة من أمريكا تسارع إلى خلق لوبي داخل أمريكا ليمارس دور العراب والداعم للنظام سين وللرئيس صاد. فمن خلال اللوبيات الضاغطة وتجمعات الشركات العملاقة إضافة للمعاهد والمراكز المتخصصة ناهيك عن دور وكالات العلاقات والإعلام يتم الضغط على الإدارة الأميركية والمؤسسات الأميركية صاحبة القرار لتمارس دورا ايجابيا في تسهيل مهمة النظام السياسي سين ومهمة الرئيس صاد وحال ما يزور أميركا لا يركز على الرئيس بل يكرز على اللوبيات الضاغطة في أمريكا. لكن المصيبة أن الساسة في العراق وحال الجلوس مع ( أوباما، وبايدن) يعتقدون بأنهم حصلوا على كل شيء وتراهم في غاية السعادة والانشراح على أنهم حلّوا جميع مشاكل العراق. وهذا جهل سياسي وأمية سياسية بالسياسة الأميركية التي تعتمد على المحافل الضاغطة وهي محافل « سياسية، واقتصادية،وإعلامية، وبحثية، وأستخبارية» وهي التي تحدد سياسة الرئيس وبنسبة عالية جدا! فالولايات المتحدة ليست جمعية خيرية تعطي بدون مقابل، فهي دولة مصالح ( هات وخذ) ومن لا يعطي لا مكان له في خارطة الصداقة الأميركية. ولو عرّجنا على سياسة الرئيس «باراك أوباما» فهي سياسة جديدة وماكرة ولم يفهمها العراقيون ولا حتى الكثير من العرب. فالرجل لا يميل إلى الحروب التقليدية، ولا يميل لغرف العمليات العسكرية وإطلاق الصواريخ بعيدة المدى. فهو صاحب ( نظرية القوى الناعمة) والتي تتكون من الحشد والتخويف علنا، والتنسيق السري مع القوى الشبابية ومنظمات المجتمع المدني في الدول إضافة للنقابات والأحزاب المؤيدة إلى الليبرالية. فهي عماد سياسة أمريكا في زمن الرئيس أوباما لأنها مفتاح الشعوب والدول .ولمن يعاند أو يعطل مسيرة هذه القوى فهناك ( الطائرات دون طيار) والتي أخذت دور الجندي الأميركي لتثبيت مصالح أميركا في الدول. لذا فالسفارة الأميركية في بغداد هي بمثابة بنتاغون متقدم، وبمثابة أدارة أميركية متقدمة لمنطقة الشرق الأوسط. فهي التي أصبحت من تزكي أي دبلوماسي أميركي يراد له الصعود .فعندما يخدم في السفارة الأميركية في بغداد يعني هو من الدبلوماسيين المعتدمين وينتظره مستقبل كبير في الدبلوماسية الأميركية .فمنها يتم توزيع السفراء والدبلوماسيين المرموقين على دول المنطقة.هذه حقيقة غائبة عن الساسة العراقيين.وكل المسؤولين العراقيين لهم علاقات “جيدة”مع السفارة الأمريكية وخاصة أقطاب العملية السياسية بل قسم منهم  مجرد أداة تنفيذية بيد السفارة والسفير الأمريكي يزور وزير الخارجية العراقي والجعفري والحكيم  والبرزاني أسبوعيا لأغراض المشورة مقابل التنسيق الأمريكي الإيراني المشترك في رسم “مستقبل “العراق بأدوات داخلية ، فهي ليست سفارة بل هي الإدارة الأمريكية برمتها.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *