الجبوري:مسؤولية نشر التسامح تقع على كاهل قادة السياسة والدين والقبيلة

الجبوري:مسؤولية نشر التسامح تقع على كاهل قادة السياسة والدين والقبيلة
آخر تحديث:
 بغداد/شبكة اخبار العراق- قال رئيس مجلس النواب سليم الجبوري ان العراق “فقد الكثير من المناطق المشتركة والمختلطة” بين الاعراق والمذاهب بسبب اعمال العنف الطائفي والارهاب” مطالبا “باعادة العمل بالتجنيد الالزامي لاعادة اندماج ابناء الشعب العراقي”.وقال الجبوري في كلمته التي القاها في مؤتمر اليوم الدولي للتسامح الذي عقد اليوم الاثنين في بغداد، بحضور ممثل الأمم المتحدة جورجي بوسطن، وعدد من النواب والوزراء والشخصيات الدينية والأكاديمية وممثلوا المجتمع المدني :”لا بد من العمل الجاد لتعزيز الثقة بين جميع مكونات المجتمع العراقي بشكل عام، وبالتحديد أطراف العملية السياسية”.وأضاف “من الثقة المتبادلة تنطلق قدرتنا على التسامح واشاعة خطابه، وممارسته فعليا على الارض، لنكون أقدر على القضاء على الإرهاب والتطرف الديني والقومي، حتى تمضي عجلة الديمقراطية والسلم والتعايش الأهلي العراقي، وعلى إزاحة مشهد العنف والانتقام، و دوامة الثأر، وغلواء الحقد، لنكون اقدر على بناء دولة المواطنة على أساس الحقوق والواجبات وعدم التمييز والتفرقة بين مكونات الوطن الواحد”.وأشار الجبوري “لدينا الفرص الكبيرة لإعادة انصهار الشعب ببعضه بعد ان حاول الارهاب تمزيقه ونجح الى حد معين من وضع فواصل الخوف من بعضنا، فاستجاب البعض لنداء القلق وتمحورت المجموعات المنسجمة مع بعضها في مناطق محددة للاحتماء من تهديد السلاح تحت عناوين فرعية وانقسمت التجمعات الى السكانية الى انحياز واضح الى النوع”.وتابع “فقدنا كثيرا من المناطق المختلطة والمشتركة وهذا خطر كبير لايمكن الاستسلام له، وعلينا ان لا نستجيب بأي حال لمحاولات التغيير الديموغرافي والتطهير المتعمد للأعراق والأنواع، وما يؤشر الى أهمية هذه المراجعة هي النسب المتزايدة لهجرة المسيحيين والازيديين الى خارج العراق، وترك الكثير من السنة والشيعة لمناطقهم تحت تهديد الخوف من داعش وجماعات السلاح ما أدى الى خلو بعض هذه المناطق المختلطة من سكانها الأصليين الذين عاشوا عليها منذ عهد الآباء والاجداد”.وأكد رئيس مجلس النواب، ان “الولاء للوطن لا يتعارض مع الولاء للأنتماءات الثانوية الأخرى، ولكن لابُدَّ من أن تكون الأولوية للولاء للوطن، وتقديم المصلحة الوطنية على مصالح الطائفة أو المذهب أو القبيلة، في حال تصادمهما”.وأوضح ان “التعايش يعني الإنفتاح والتواصل المستديم مع بقية المكوّنات، وذلك من أجل نسج العلاقات الإيجابية، من خلال إعادة إحياء العلاقة مع الأفكار والقناعات الخاصة بِكُلّ مكوّن، بحيث تصبح العلاقة حيوية ومرنة وفعّالة، ومن هنا فإن التعايش يتطلب القبول بالتعددية، والأحترام للمكوّن الثقافي ولأشكال التعبير عن الأفكار الإنسانية، ويفترض معرفة الآخر، والإنفتاح عليه، والأتصال به، والحرية في التفاعل والتعايش معه”.وبين الجبوري ان “من اهم الفرص التي تضمن لنا دوام التعايش والحفاظ على التنوع هي الجامعات وهي تحتظن شريحة مهمة ومؤثرة من الشباب المثقف الذي يسهم في تدعيم هذه الثقافة، ويضاف الى ذلك ما طالبنا به مرارا وهو اعادة العمل بالتجنيد الإلزامي الذي يفتح لنا فرصة اخرى لاندماج ابناء الشعب العراقي ببعضهم من جديد وتعزيز اواصر التواصل الاجتماعي”.وذكر ان “فلسفة التسامح تقوم على أساس تضييق المسافات بين الأعراق والطوائف والديانات والمذاهب والأفكار ، ولا يعني ذلك مطلقا التنازل عن هذه المباديء او تماهيها ببعضها بل يعني التركيز على المشتركات الانسانية التي أكدت عليها جميع الأديان والشرائع والأفكار والتوجهات والتي تتلخص باحترام إنسانية الانسان والإيمان بالتعدد والتنوع وقبول الاخر وتفهمه”.ولفت الى إن “مسؤولية نشر التسامح تقع على كاهل قادة السياسة والدين والقبيلة والمجتمع المدني فكل منهم قادر على التأثير في المجمتع بنسبة معينة، فإذا ما تمالأ الجميع على دعم هذا المفهوم وترسيخه توجهت الشعوب الى الاندماج والتعايش، وغادرت مفهوم المجموعة الى فكر الدولة والامة، واذا ما حاولنا دراسة جذور التعصب المجتمعي سنجد أنه ناشيء عن أسباب تتعلق بخلل موضوعي في الخطاب والنظرية ينعكس بشكل واضح ومباشر على الأداء والتطبيق”.وقال الجبوري “لقد شهد العراق ومنذ فجر البشرية تنوعا وتعددا واسعا، ولم تحض أمة بمثل ما أوتي ، فقد عاشت وتعايشت على أرضه الأديان والاعراق والمذاهب والأفكار والتوجهات ، وكان التكامل والتفاهم سمة الحياة لهم جميعا على مدى التاريخ ، وبينما كانت الجماعات المختلفة في العالم تصطرع على الوجود والنفوذ ، ضرب العراقيون انذاك مثلا عظيما في الالفة والمحبة والمودة وقبول الاخر ، واكبر دليل على ذلك بقاؤها الى يومنا هذا كجزء من أطياف وأعراق متنوعة”.وأشار الى ان “ماحصل في باريس قبل ايام يدعو للأسف ويجعلنا في دائرة المسؤولية الجماعية لإنقاذ العالم من الارهاب، وهذا يتطلب جهدا نوعيا تكامليا لنشر ثقافة السلم وقطع الطريق على الإرهابيين من تجنيد مزيد من الشباب والتغرير بهم ، فقد أصبحنا في عالمنا اليوم في ساحة مفتوحة ضد الارهاب الذي كسر الحدود وتجاوز الجغرافيا وأكد حربه العالمية ضد المجتمع الدولي”.وتابع “نحن في الشرق الأوسط عموما وفي العراق خصوصا تحملنا مسؤولية المواجهة المباشرة التي نحتاج فيها الى دعم لا محدود لتحمل اعباء هذه المواجهة ، فالقضاء على الارهاب هنا في جحره في المناطق التي سُيطر عليها من قبله سيسهل المهمة على العالم في تضييق الخناق عليه في المناطق الاخرى وحسر نفوذه عبر وسائل عدة أهمها نشر ثقافة السلم والتنوع والتعايش وتحشيد الشعوب ضده وفضحه، وكل ذلك يتطلب مزيدا من دعم العدالة الاجتماعية والقضاء على البطالة والفقر والتعامل مع جميع الأعراق على أساس الميثاق الدولي لحقوق الانسان”.وأضاف “من كل ما سبق نرى ضرورة في دعم برامج التعايش والتنوع وخصوصا من المنظمات الدولية وبهذه المناسبة أتقدم بخالص الشكر والتقدير الى البرنامج الانمائي للأمم المتحدة في العراق والذي نفذ عدة برامج بهذا الإطار ولا زال يعمل جنبا الى جنب مع الحكومة العراقية والبرلمان العراقي ومنظمات المجتمع المدني لدعم التسامح والتعايش والتنوع”.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *