الجنرال كيسي .. شهادته المتاخرة …دفعًتنا ثمنا باهضا في الارواح … بقلم مثنى الطبقجلي

الجنرال كيسي .. شهادته المتاخرة …دفعًتنا  ثمنا باهضا في الارواح … بقلم مثنى الطبقجلي
آخر تحديث:

 في حساب العدد والمعدود ،تعد شهادة الجنرال كيسي واحدة في سلسلة شهادات واعترافات  طويلة  لقادة ومسؤولين امريكان ،اضافت بُعدا اخلاقيا وجنائيا لما تسببت به ايران من تدمير مروع  لقبتي الامامين الهادي والعسكري في سامراء عام 2006 .. ما ادى الى حرب طائفية غير معلنة استمرت قرابة السنتين ولازالت تداعياتها مستمرة حتى الان ..

الفعل الاجرامي لايران الذي اورد ادلته عليه  في اعتراف قل مثيله اما م مؤتمر للمعارضة الايرانية في باريس  ، كان  ماثلا  بلا شك  و بكل تداعياته  امام انظاركل الجنرالات ، في كل الساعات  القتالية التي قضوها في العراق مقاتلين  بلا قضية ، لكنه  هو من اغمض عيناَ وفتح الاخرى حاله، حال القادة الميدانين و كماتفعلها الثعالب حينما تنام ،

لان كل فعل اجرامي ايراني نفذ تحت سماء العراق ،كان تحت سيطرتهم …و تحت سمعهم وابصارهم وحتى كلابهم ..؟ واستشعارات مجساتهم وبالوناتهم التي تملا العاصمة  ذبذبات ترصد كل صغيرة وكبيرة .. ويبقى السؤال المهم.. لماذا نطق مؤخرا..كيسي..؟

 بلا شك انها تصريحات واتهامات ذات صدى ومغزى  لانها تتحدث عن ايران النووية  التي تعد العدة لقمعها ومنعها من دخول النادي النووي  ، فهي مهما حاول البعض طمسها او التعتيم عليها او حتى تكذيبها كما فعل رئيس وزراء العراق تبقى دليلا ماديا وشاهدا لايمكن الطعن بشهادته ، ان كل ما  اصاب العراق جرى تنفيذه تحت بند حسابات ايرانية حاقدة  قديمة ،

ليست هذه المعلومات مزورة او مفبركة ، لكن البعض ممن لاتعجبه ان تكال الاتهامات للحبيبة الغالية  ايران !!!، استهجنها ووسمها بانها انحياز للكفر في مواجهة دولة الدين والمذهب والاسلام ايران ..؟ هذه الاعترافات التي اسميها شهادات لم يؤخذ بها او ُاستهين بمعلوماتها او غُض الطرف عنها لمصالح عليا  تتطلبها السياسة الامريكية في المنطقة ،

 تبقى مع ذلك من  اخطر الاعترافات واقساها منزلة واذى على قلوب العراقيين وهم يستذكرون ارواح موتاهم التي ذهبت هدرا بسبب هذه الجريمة التي نفذتها ايران وألصقتها بالمكون السني من الشعب العراق ..وهي اذا جاز لنا القول ،هي عملية مدبرة  تطلبت دراسة علمية وفنية لحجم وسماكة الجدران التي تحمل القباب  المقدسة ،وهي من الضخامة بمكان ما تطلب معها وقتا طويلا لقياس حجم العبوات الناسفة التي تستطيع ان تهدم جدران بهذا الحجم …في وقت كان المنفذون جميعهم يزرعون ويكبسلون وينفذون وكانما الوقت  والمكان كانا  مفتوحين امامهم  دونما رقابة . وبلا حدود .؟

 وهذا يكشف ان  التونسي المتهم بالتنفيذ لن يستطيع وحده تنفيذ عملا كبيرا وحساسا لوحده وهو جهد يتطلب حسابات هندسة عسكرية لايمتلكها الافراد بل تمتلكها الدول واعدم التونسي على انه المنفذ ..اذن يا ترى من  هولاء الذين اشار اليهم كيسي  وغمزهم وقال انه يملك الدليل  على تدمير القبتين وانه ابلغ المالكي بذلك ..

بلا شك وكما يقول المثل العراقي هو (حرامي من اهل البيت) اي انهم كانوا من ضمن اطقم الحمايات واشتغلوا على كيفهم وبدراية  ولم يخرجوا الا بعد ان ضبطوا الاوزان المطلوبة للتفجير وخرجوا تحميهم عيون رعت الباطل دوما ، و كانوا يعرفون كل اوقات تبديل الحراسات وطرق الدخول والخروج والانسحاب ..

وحينما كشفت الشهيدة اطوار بهجت الامر  تصدوا لها وتابعوها رغم جراحها واكملوا فعلتهم الشنيعة  بقتلها ،لانها عرفت تماما من المنفذ الذي اراد ان يلحق  العار باهل سامراء حماة وسدنة هذين المرقدين الشريفين منذ امد طويل .. ومات التونسي او اعدم وبقي المنفذون الحقيقيون طلقاء   ..فمن كان  يا ترى يعرف  الحقيقة غيرك يا جنرال كيسي ..؟ وهل علم بها مرؤوسيك ..؟

     

ومع ذلك انا على ثقة بان كل مفردة قالها الجنرال كيسي  في اعترافاته  المتاخرة جدا   وهو في كامل قواه العقلية جاءت من منظور تراكم معلومات مخابراته العسكرية ، وهو قالها  للتاريخ او انه تلقى الضوء الاخضرلقولها ولاطلاق بالونها ، وليرى من يرَ او من اعمتهم البصيرة ان ما حدث كان فعلا ايرانيا بامتياز نفذه خونة عراقيون .. 

ونُذًكرْ لمن فاتته سيناريوهات الوقائع الميدانية في العراق خلال السنوات الثمانْ من عمر الاحتلال ،  ان الكثير من القادة الميدانين الامريكان وبعظهم ناطقين عسكريين ، كانوا وجهوا اتهامات مباشرة لايران لتدخلها المباشر بالعراق من خلال ارسال ميليشيات فيلق القدس وتهريب السلاح والعتاد والعبوات البلاستيكية ..ويرجع الفضل لهم .. بانهم اول من ادخل السلاح الكاتم والعبوات اللاصقة التي لازالت حتى الان تقتل علمائنا واطبائنا وقضاتنا وعلماء الدين واعلامينا.  .  

 هولاء القادة  ممن خدموا في العراق ولم يصرحوا من باريس كما فعل كيسي وانما  صرحوا بذلك واكثر  من  اجواء بغداد الملتهبة والمحافظات الحدودية  ونقاط سيطراتهم ومعسكراتهم

قادة  وآمرين  اشاروا بل وثق جميعهم معلوماتهم عن حجم التدخل الايراني ونقاط التسلل وانواع الاسلحة المهربة  التي كانت سببا كما هو الان في سوريا ، ان يطال ما طال العراق من تدمير واقصاءات طائفية وحرب ملعونة غير معلنة،وان ما يجري حتى الان في العراق من قتل وتصفيات واستعراضات عسكرية لبعض المليشيات ،تقف ورائه ايران بلا منازع … فهل صحيح ابلغتم دولة رئيس الوزراء ..؟

 اي ثبوت ان  ايران  يومها  حينما من فجرت قبتي الامامين مستهدفة ادارة حرب طائفية في العراق، اهل العراق براء منها ومن افعالها وكل من يؤيدها او يرتمي في احضانها ..ومع ذلك نجحت ونجح الاخرون الذين سكتوا  دهرا ونطقوا كفرا..في ادامتها بالترويع والاقصاءات والتهجير  رغم ان الكثير مما كان يحدث كان فعلا يأنفه العراقيون الاصلاء ويتعارض مع تربيتهم وخصالهم بل ودينهم الذي يجمع بينهم حسبا ونسبا وكرامات ..لماذا تذكًر كيسي الان ..هذا هو السؤال ..؟

 ولعل الاتهامات الصريحة  التي اطلقها الجنرال كيسي لاتقبل لبسا  وتطرح اكثر من علامة استفهام حول الدور الامريكي في العراق  ومدى التزامه بتطبيق الاتفاقية الامنية والاطارية معه . ومنها انه لماذا استسهل السكوت  والصمت المطبق طيلة سبع سنوات على واقعة دموية وتاريخية  باهضة التكاليف ،سالت بسببها  انهارا من الدم العراقي الزكي ،وتحولت الى حرب طائفية  مصغرة تركزت وقائعها في بغداد تحديدا وطالت بعض المحافظات ..لكي ياتي الان وينبش التاريخ بشوكة وسكين  على خلفية مؤتمر نظمه المجلس السياسي الاعلى للمقاومة الايرانية برئاسة السية رجوي..

 سنتان.. حرقتا الاخضر واليابس  وهوالجنرال  صامت مثل صمت الموتى ، رغم ادعائه انه ابلغ القائد العام للقوات المسلحة العراقية نوري المالكي … سنتان من الرعب والقتل على الهوية والمناطقية ..راح ضحيتها عشرات الالوف من القتلى واضعاف اضعاف ذلك من المخطوفين والمعتقلين والهاربين من لياليها الدموية وصباحاتها  المغمس خبزها بنجيع الدم والالم والبكاء العراقي  ،و التي كانت تلقى فيها جثث البشرمشوهة  بدون احترام لذات الله خالقها ومصورها ، على المزابل لكي يعمقوا الجراح ويزيدوا من نزفها  ..

بغداد  المنكوبة ,وحدها  تحملت الكثير وشهدت تدمير  عشرات الجوامع  وبعظها جوامع اثرية  طالها القصف والتفجير والحال حدث في البصرة  وغيرها حيث طالت يد الغدر جوامع الصحابة واضرحتهم ، دون ان يرمش لهولاء جفن او ترتعد فريصة ..؟ كل ذلك لان التحريض على الانتقام والتعبئة على ارتكاب المعاصي والهدم والقتل ،كان قد اعد لها بروية وببرودة اعصاب قاتل تاريخي ….

 

 وشهدت نقاط السيطرة الالتفافية  والوهمية الكثير من عمليات بيع المواطنين المخطوفين ، ومحظوظ من سلم منها ..وقتل  بسبب هذه التعبئة النفسية اكثر من 250 خطيبا وإماما في بغداد وحدها .. ومع ذلك  فضل ان يسكت كيسي ولم يطلق العنان للسانه  الا متاخرا ..؟

وتلك امور يحاسب عليها  المرء مهما ارتفع درجات مسؤوليته ، ويحاسب عليها  قانونيا وعرفيا وعسكريا ..لان الساكت عن الحق شيطان اخرس ، (ومن اظلم عند الله من كتم شهادة ..اية 140 سورة البقرة)..وفي المقدم طمس الحقائق ال.. السؤال  مرة اخرى اليس هذا الكشف اشد مرارة   وخزيا  وعارا يجب ان يعلق مع نياشينك..؟

وبالتالي هو اكبر مما حدث في جريمة تفجير سامراء .وان عليك الان واجب ان تقدم الادلة المادية والمعنوية لتشتغل  المحاكم الدولية لسوق الجناة الحقيقين والموجهين بتهم الابادة الجماعية  للقضاء ..اليس ذلك هو المطلوب سيدي الجنرال….؟ 

من كان يتابع انشطة وتحركات القوات الامريكية  وقتها في العراق كان يعلم ان  الكثير من القادة الميدانين ومنهم قائد القوات الامريكية السابق في العراق الجنرال راي اديرنوا سبق له وادلى بشهادات في الكونغرس الامريكي واطلق تصورات تدفع الى تاكيد ما ذهب اليه كيسي بالامس من ان ايران لها اليد الطولى في العراق  وتخترق كل مفاصله طولا وعرضا  ..

    

ولمن يسال بانتباه.. لماذا لم تحظ  هذه الاقوال بردود افعال قاسية من بغداد رغم تكذيب رئيس الوزراء نوري المالكي لها.  بشدة ،  رئيس الوزراء نفى ماذكره الجنرال وأكد أن التحقيقات الخاصة “أثبتت مسؤولية القاعدة عن التفجير”، داعيا الإدارة الأمريكية الى “إلزام مسؤوليها العاملين في العراق بعدم الخروج عن مقتضيات الصدق والمهنية.

والجواب لان بغداد تعلم  ما هو المحظور والمكشوف  وجرد الحسابات متى يتم ،وتعلم جيدا ان ايران هي من ارسلت ميليشيات عراقية  الى سوريا ،رغم نفي وتكذيب الحكومة العراقية ،حتى بدات جثث قتلى العراقيين تعود في اكفانها من سوريا ، وتؤدى المراسم لها في وسط وجنوب العراق..؟ مثلما فعل حزب الله اللبناني وارسل نخبا من قواته المدربة في ايران  دفاعا عن نظام الاسد المنهار ،

واي كانت ردود الافعال فانها لن تلغي وقائع كثير لمسها القادة الامريكان العكسريون وشاهدوا ما يحدث على الارض وبينهم الجنرال راي اديرنوا اي ان الحال لم يقتصر على كيسي ..فقط  ..اليس حريا ان تجمع هذه الاقوال  والشهادات ويفتح ملف جرائم ايران في العراق والمنطقة..؟

 قانونيون وحقوقيون عراقيون وعرب  تفاعلوا مع هذه التصريحات في مؤتمر جرائم وانتهاكات حقوق الانسان في العراق الذي انعقد في اسطنبول مؤخرا ودعوا إلى ضرورة تحريك العدالة الدولية لملاحقة ايران ‏ومن ارتكبوا تفجير مرقدي سامراء ومن يقف وراء توجيههم وتخطيطهم وتنفيذهم لهذه الفعلة الخطيرة..

لكنها دعوات ومقررات  لاتغني  عن حملة مطلوبة ومتواصلة  على الصعيد الدولي ، ولن تدفع الضررهذه التناقضات في  البيانات بالقضية الى الواجهة ..لان هذا المؤتمر سرعان ما تنصل عن قراراته العديد ممن شاركوا فيه بعد اسبوع من المحاضرات والنزهات البحرية في خليج البسفور على حساب القضية العراقية  ..

[email protected]

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *