الجهود التي يبذلها ابناء المحافظات الثائرة تهدف الى استعادة كرامة العراقيين المهدورة

الجهود التي يبذلها ابناء المحافظات الثائرة تهدف الى استعادة كرامة العراقيين المهدورة
آخر تحديث:

بغداد: شبكة اخبار العراق- اعرب الدكتور مثنى حارث الضاري مسؤول قسم الثقافة والاعلام في هيئة علماء المسلمين عن ثقته بان الجهود الحقيقية التي يبذلها ابناء العشائر في المحافظات الثائرة ستعيد وضع القضية العراقية في الصدارة وستعيد للعراقيين بعض كرامتهم التي هدرت طيلة السنوات العشر الماضية، اضافة الى لفت انتباه الرأي العالم الدولي الى اهمية هذه القضية الملحة. وقال الدكتور مثنى في مداخلة له مع قناة المجد الفضائية بثتها مؤخرا، ان الافق واسع جدا وممتد الى خيار انهاء العملية السياسية الممثلة بالحكومة الحالية، وان النار التي اشعلها المالكي لن يستطيع اطفائها، لان ابناء المحافظات الست وغيرهم من العراقيين يعون تماما بان هناك حربا شاملة في هذه المحافظات وقد تمتد الى محافظات اخرى، لان مظاهر التذمر وصلت منذ ايام الى محافظة البصرة عندما قطع المواطنون الشارع العام الذي يربط البصرة بالمحافظات الأخرى للمطالبة بتحسين اوضاعهم المعيشية .. مشددا على ان السبيل الوحيد لخروج العراقيين جميعا مما يعانون منه منذ الاحتلال الغاشم هو سحب الشرعية من الحكومة الحالية التي لا تستطيع ان تتعامل باي مقدار من مقادير العدل مع مكونات الشعب العراقي التي تطالب  بالتحرك لنزع الشرعية عن هذه الحكومة الدموية.واوضح ان ما يجري في العراق اليوم لا يستهدف فئة معينة من المجتمع العراقي وانما القضية تعم العراق جميعا، والدليل على ذلك التظاهرات والاعتصامات المتواصلة في ست محافظات منذ اكثر من اربعة اشهر والتي يطالب المشاركون فيها باستعادة الحقوق الوطنية للعراقيين جميعا.. لافتا الانتباه الى ان المواطنين في المحافظات الاخرى لا يستطيعون الخروج بمظاهرات مماثلة لأنهم محكومون بالحديد والنار من قبل قوات المالكي، فضلا عن موازنات معينة يعرفها المجتمع العراقي، ونتيجة لذلك بدأت سياسة التصفية التي تتخذ طابعا عرقيا طائفيا سعت هذه الحكومة الى ترسيخه في العراق.واشار الدكتور مثنى الى ان نوري المالكي يعتقد بان الحرب الطائفية هي الورقة الوحيدة الرابحة التي ستنجيه مما وقع فيه، ولذلك كرر موضوع الفتنه التي اوقع الناس فيها .. موضحا انه لو كان فعلا يريد عدم حدوث الفتنة لوصل بالموضوع الى نهايته من خلال التحاور والتفاوض السلمي، لكنه استعجل الخيار العسكري للقضاء على اي محاولة للتفاوض، وهو الان يخشى من الوقوع في ما لا تحمد عواقبه، ويحاول الاختباء خلف الجدار الذي طالما احتمى هو وحزبه واحزاب اخرى خلفه منذ بداية الاحتلال وحتى الان وهو الطائفة والمذهب ومحاولة اثارة المخاوف من الحرب الاهلية التي لن تقع في اي شكل من الاشكال. وفي رده على سؤال بشأن مشاركة الحرس الثوري الايراني في مجزرة الحويجة والتدخل الايراني بشؤون العراق الداخلية، قال الدكتور مثنى الضاري، ان موضوع التدخل الايراني في الشأن العراقي أمر مفروغ منه منذ بداية الاحتلال، فهي التي عملت على تسهيل احتلال العراق وعلى ايواء الكثير من القوى والاحزاب والجهات التي شاركت في هذا الاحتلال، وهي مازالت تدعم العملية السياسية الحالية ولها اثر واضح وصريح في مشروع الاحتلال ودعم حكومة المالكي بكل ما تستطيع من قوة .. مشيرا الى ان المتابعين الحقيقيين لما يجري في العراق والعقلاء يعلمون تماما ان ايران تبذل كل ما في وسعها لاسناد هذه الحكومة حتى لا تتهاوى وخاصة بعد احتدام الملف السوري، لانها ترى ان العراق واقيا وحاميا وسياجا لها من اخطار كبيرة، وهناك معلومات تؤكد التدخل الحقيقي والفعلي للنظام الايراني في العراق من خلال ارسال قوات او مستشارين او من خلال الدعم السياسي والمادي والاعلامي.واكد ان المالكي يختار الخيار العسكري الدموي دائما، وهذا ما فعله وما زرعه وما يجنيه اليوم، وان خطابه في البصرة يدل على انه لم يحسب الامور كما ينبغي، والدليل على ذلك التضارب الواضح في ثنايا ذلك الحديث ومحاولته اصلاح الخلل الذي وقع فيه والجريمة البشعة التي ارتكبها في الحويجة ومحاولة استمالة اهالي المحافظات الثائرة من خلال الاشادة بشيوخ العشائر ورجال الدين وما الى ذلك، في الوقت الذي يحاول فيه القاء التهمة وتحميل اسباب الهجوم على المعتصمين في ساحة الحويجة على اطراف معينة والنأي بنفسه عن الهدف الحقيقي للهجوم، لكن هذه المحاولة فاشلة لان مظاهر الرعب واضحة على وجهه وحركات يديه، ما يدل على ان هناك رهبة حقيقية وهذا ما جنته يداه. وبشأن تحركات هيئة علماء المسلمين على المنظمات العربية والدولية للوصول الى حل لقضية العراق، اكد مسؤول قسم الثقافة والاعلام في الهيئة ان الجهود مستمرة منذ ان بدأ الاحتلال وحتى اللحظة مع المجتمع الدولي والمجتمعات الاقليمية والعربية ولا سيما جامعة الدول العربية، ولكن يبدو ان هناك عقبتان اساسيتان، الاولى: هي الحكومة الحالية التي لا تستجيب لأي تدخلات سواء كانت عربية او اقليمية او دولية، والعقبة الثانية: هي انه لا توجد واقولها بكل مرارة جهود عربية ولا اقليمية حقيقة لوضع حد للأمور في العراق والدليل على ذلك ان عددا من الدول العربية وللأسف تحتضن هذه الحكومة التي ما زالت تشغل مقعد العراق في الجامعة العربية ومعترف بها، وهناك تواصل وزيارات واتفاقات وكوبونات نفط وما الى ذلك، كما تعاني الهيئة من ابتعاد عربي حقيقي عن النظر الى القضية العراقية بصورتها الواقعية لأنه لا توجد اساسا رؤية عربية حقيقة لما يجري في العراق الذي ابتلى بحكومة مستبدة تحاول تطبيق مشروع الاحتلال السياسي على العراقيين جميعا.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *