الدكتور حيدر العبادي أَنقذ نفسك وأستمع لمانقول  

الدكتور حيدر العبادي أَنقذ نفسك وأستمع لمانقول   
آخر تحديث:

  علي الزيادي

اليوم لن أَخرج عن الأغلبية ولم أَكن يوماً خارجاً عنها لكن كل ماكتبته سابقاً كان يصب في مجمل مايحصل في البلد الذي أُنهكت قواه الوطنية وأستنفذت ثرواته بشكل وحشي ومجنون !

اليوم نفترض جدلاً على انك ستستمع الينا وليس لديك فرصة اخرى أو انك تستقيل كما وضعت ذلك أمامك في مقال سابق عندما قلت أمام العبادي خيارين لاثالث لهما أولهما الأستقالة من حزب الدعوة ليعمل من اجل العراق أَو الأستقالة من الحكومة فالتركة ثقيلة ويصعب على كل شخص يرتبط بحزب أن ينهض بها خاصة وأن كل الأحزاب التي حكمت العراق بعد عام 2003 أو شاركت في الحكم قد ساهمت بشكل كبير في تدمير العراق من خلال مشاركتها الفعلية في تقاسم الثروات وترك البلد عرضة للجوع والفقر وغياب الخدمات وأنعاش العنف وزرع بذور الطائفية وفتح الأبواب أمام الأر هاب !

 

كل الذي تحدثنا عنه أشارت اليه المرجعية اليوم بعد أن اشره الشارع الذي صَبَرَ وتحمل مالم يكن لشعب في العالم ان يتحمله . نعرف ان امامك فرصة كبيرة وشاقة لأصلاح مايمكن اصلاحه . فأنتَ الآن موضع اختبار ينبغي عليك ان تعيش الواقع العراقي وتبتعد عن الحزب الذي خرب العراق على مدى العشر سنوات الماضية ومن اجل ان تكون عراقياً حقيقياً عليك اليوم وليس غذا ً ان تنفذ برنامجاً يقوم على أسس تنتشل الواقع العراقي العصيب وأن تبتعد عن خلايا الشياطين من حولك فأنا والله اعرف جيداً أنهم لن يخدمونك بشيء بل سوف يجعلونك متردد دائماً من فعل أي شيء ينقذ البلاد من الفوضى التي اسس لها المالكي وجماعاته التي أسست لعمليات نهب منظمة لأموال العراق .

 

في البداية علينا أن نسلم بحقيقة قد تكون غائبة عن البعض وهي ان الفساد كمفردة ومعنى موجود في أغلب دول العالم وهو حالة بسيطة لما حل ويحل بالعراق فالمشكلة هي ليست الفساد انما نحن لدينا مشكلة أكبر بكثير وهي عمليات نهب وسرقة منظمة لأرقام مخيفة من أموال العراق وعليك اليوم ان تعمل على اصدار قانون لأسترجاع أموال العراق المنهوبة وقد طلبت منك هذا المطلب قبل أكثر من ستة أشهر ولكن يبدو غياب الأرادة في ذلك في ذلك الوقت !

 

اليوم انت والعراق أكثر حاجة لأصدار هذا القانون فحاجتنا الى الأموال هي الأساس من اجل انعاش الوضع الأقتصادي للبلد المعرض للأفلاس . وفي حال اصدار هذا القانون فأن جميع الأدوات لتنفيذه ستكون في متناول يدك وأعتقد اَن خير من ينفذ هكذا قانون هو أَنت لكونك ذوخبرة ودراية بالذين نهبو العراق وبددوا ثرواته فأنت جزء من حكومات سابقة وعضو برلمان في الدورة السابقة وكنت فيها عَرّاب الموازنات الأنفجارية للولاية الثانية للمالكي .

 

ولا بأس في أن تستفيد من قوانين أخرى مماثلة أصدرتها دولاً شهدت حالة من الفوضى في وقتٍ ما ولنا في مصر انموذجاً يحتذى حين أعادت المليارات الى خزينة الدولة من خلال قانون أسمته ( قانون أِعادة أموال مصر ) . اليوم نحن وانت بحاجة الى هذا القانون وأن تعطى مدة لاتزيد عن ستة أشهر لتنفيذه ومن لم يعد الأموال تتخذ بحقه كافة الأجراءات القانونية محلياً ودولياً وعند ذاك يرفع الحرَج عنكَ .

 

ولنكن أكثر موضوعية وواقعية أن اي حلول سوف تطرحها بدون ان تتوفر سيولة نقدية في خزينة الدولة فأن مصير تلك الحلول الفشل لذا اتمنى ان تستعجل في اصدار قانون ( اعادة اموال العراق ) وانا شخصياً اتعهد لك ان هذا سيهالج 90% من مشاكل العراق لأنه سوف يؤَمن نجاح باقي الحلول .

 

موضوع آخر ينبغي عليك ان تأخذه بنظر الأعتبار وهو الأصلاح السياسي والعمل على اعادة كتابة الدستور وشكل يعيد الهيبة للدولة وأن يعتمد تمثيلاً برلمانياً مخفضاً بحيث يصبح ممثل واحد في البرلمان عن كل 500 ألف مواطن وتزداد كل 10 سنوات بحيث يصبح ممثل واحد عن كل 600 ألف مواطن عشر سنوات أي بزيادة 100 ألف مواطن كل 10 سنتوات لنتخاص من الزيادة الحالية الغير مبررة والتي تثقل كاهل الموازنات . كما يجب الأهتمام في أصلاح طرق أدارة المحافظات كأن يصبح ممثل واحد في مجلس المحافظة عن كل 250 الف مواطن وأن يأتي منصب المحافظ من خلال الأنتخابات ومن اختيار المواطنين لنبتعد عن المحاصصة والنزاعات التي تجري داخل المحافظات .

 

ان تعمل على رفع النظام الفدرالي من الدستور واعطاء خصوصية لكردستان والأعتماد على النظام اللامركزي بعد الأصلاحات التي ذكرناها وان تكون عدالة في توزيع الموارد والثروات بين الشعب كما يجب ان تعمل من خلال التعديل الدستوري ان نقوم على تجريم الطائفية والأبتعاد عن المحاصصة وأن يكون المعيار هو الوطنية والهوية العراقية فقط .

 

موضوع آخر اكثر أهمية وهو ضرورة تشريع قانون الأعزاب على ان تكتبه نخب مستقلة متخصصة في القانون الدولي وأنظمة الأحزاب العالمية على ان تبعد كل الأحزاب التي شاركت في سوء أدارة البلد منذ خمسين عام وحتى اليوم ومنعها من الدخول في الأنتخابات والعملية السياسية .

 

هذه اهم النقاط التي نتمنى عليك تنفيذها بشكل عملي من اجل انقاذ العراق وسوف نقف معك احتراماً لمرجعيتنا والأصوات الشعبية التي خرجت اليوم من أجل الأصلاح . فهل ستستمع الينا ؟

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *