السينما العراقية في العام 2015 .. أرقام ودلالات

السينما العراقية في العام 2015 .. أرقام ودلالات
آخر تحديث:

عبد العليم البناء
إذا كان المشهد السينمائي يحتفظ للباحث الراحل أحمد فياض المفرجي ريادته في التوثيق الممنهج لحركة السينما والمسرح في العراق، عبر سلسلة إصداراته التي رفد بها المكتبات العراقية والعربية وحتى الدولية، فإن الباحث والناقد السينمائي مهدي عباس قد كرس إمكاناته وقدراته لحمل راية التوثيق السينمائي من بعده، ليكون وحده مؤسسة بحثية توثيقية شاملة لمسيرة السينما العراقية، وهو ما لايحسد عليه في ظل غياب هذه المهمة في المؤسسات الفنية المتخصصة، فأخذ على عاتقه القيام بهذا الجهد الكبير الذي يتطلب المتابعة اليومية، من خلال الاستغلال الامثل والاستثمار الدقيق لوسائل الاتصال الحديثة والشبكة العنكبوتية، التي جعلته يواكب كل شاردة أو واردة لهذه السينما وصناعها وأنشطتها داخل وخارج العراق.
تفاصيل المشهد
وفي هذا السياق جاء كتابه الجديد “السينما العراقية عام 2015” الذي لا غنى عنه للمعنيين بالسينما العراقية، ويعد الثالث من نوعه إذ  جاء على غرار كتابيه السابقين (السينما العراقية عام2013) و ( السينما العراقية عام 2014) اللذين حققا أصداءً كبيرة، وبمثابة أجزاء مكملة لكتابه (دليل الفيلم الروائي العراقي)  بجزأيه الاول والثاني و(الدليل الشامل للفيلم الروائي العراقي ). توقف الاصدار الجديد عند تفاصيل المشهد السينمائي العراقي في العام المنصرم عبر سبعة فصول شملت مناحي مختلفة.
وقد كرس أولها لـ (النشاطات السينمائية) التي حفل بها العام 2015، إذ على الرغم من ضعف وقلة الانتاجات السينمائية، إلا أن هذا العام شهد نشاطات عدة في بغداد والمحافظات، كان أبرزها (أيام السينما العراقية) التي استمرت شهرين وشملت أفلام بغداد عاصمة الثقافة العربية    2013 التي اصدر الباحث كتابا عنها، حمل عنوان (أفلام ولكن..) وثق فيها كل مايتعلق بهذه الأفلام سلبا وايجابا، وقد بلغ عدد هذه النشاطات عشرين نشاطا.

مشاركات عراقية
في الفصل الثاني توقف عند المهرجانات السينمائية والمشاركات العراقية فيها، التي بلغت (212) مهرجانا دوليا كانت السينما العراقية حاضرة فيها جنبا الى جنب مع السينما العالمية، وكان للسينما الكردية نصيب الأسد فيها، تليها الافلام المنتجة في المهجر، وافلام المركز العراقي للفيلم المستقل، وافلام الشباب، ويعد فيلم عباس فاضل (العراق سنة صفر) هو الفيلم الاكثر مشاركة (28مهرجانا).
أما الفصل الثالث فقد وثق للجوائز التي حازتها السينما العراقية (58) جائزة، وهو رقم جدير بالانتباه نسبة الى المستويات المتقدمة لمعظم السينمات العربية والاجنبية، وتصدرها فيلم المخرج كي بهار (أنا سامي) الذي حصد وحده (14جائزة)، يليه فيلم سهيم عمر خليفة (ميسي بغداد) (11جائزة)، وفيلم شوكت أمين كوركي (ذكريات منقوشة على الحجر) (7جوائز).

عروض تجارية
وفي لفتة ذكية يفرد الفصل الرابع لـ (العروض التجارية السينمائية في بغداد) التي تركزت في سينمات مول المنصور ومول النخيل، بمواصفاتها الفنية العالية التي تضاهي أرقى وأحدث دور العرض السينمائي في المنطقة، وعرض فيها (165) فيلماً من جنسيات مختلفة كان بينها (15) فيلماً كارتونياً و(17) فيلما عربيا، وقد كان للفيلم الاميركي حصة الاسد (90) فيلما، وعرض الكثير من الافلام الاميركية قبل عرضها في اميركا بيوم واحد، كما عرضت بعض الافلام العربية الجديدة المتميزة وهو ما لم يحصل من قبل، ما يدعو المعنيين الى المراجعة ومعاودة حضور هذه العروض المميزة.
ويتوقف في الفصل الخامس عند الاصدارات السينمائية التي يرى أن العام 2015 كان فقيرا بها، على عكس ماكان عليه الوضع في الاعوام السابقة، حيث لم يصدر سوى خمسة كتب، أحدها كان للدكتور مفيد سليمان وآخر للدكتور عمار العرادي، في حين كانت الكتب الثلاثة المتبقية من تأليف الباحث مهدي عباس ذاته وقد أشرنا الى اثنين منهما آنفا، وثالثهما كان عن ( بغداد في عناوين الافلام)، وهو ما لايتناسب وحجم الحراك السينمائي بأوجهه المختلفة.

راحلون
ولم يغب عن بال الباحث المبدعون الذين شهد العام المنصرم رحيلهم، فأفرد لهم الفصل السادس مستعرضا شذرات من سيرتهم: الراحل الكبير خليل شوقي، وفريال كريم، ونجيب عربو، وعلي هادي الحسون، وصلاح محمد صالح، ومضر أنعم العزاوي الذي توفي إثر غرقه مهاجرا قرب احدى الجزر اليونانية، ومكي عبد الله، فضلا عن آخر الراحلين الفنان الكبير الدكتور عبد المرسل الزيدي في العام الماضي وتوفي في اليوم الثاني من تكريمه المميز والاستثنائي.
أما الفصل السابع والاخير فقد خصصه لـ (الانتاج السينمائي العراقي)، الذي كان مؤسفا لدائرة كالسينما والمسرح بالرغم من أنها الجهة الانتاجية الحكومية المسؤولة عن السينما العراقية، فأنتجت بعض الافلام القصيرة بميزانيات بائسة، الا أن العكس قد حصل في اقليم كردستان عبر مديريات السينما في اربيل والسليمانية ودهوك، التي أنتجت ثمانية افلام روائية طويلة ومجموعة من الافلام الوثائقية والقصيرة.. وكانت ظاهرة العام 2015 بلا منازع أطول فيلم في تاريخ السينما العراقية (العراق سنة صفر) للمخرج عباس فاضل، الذي بلغ طوله خمس ساعات ونصف الساعة، وعرض في مهرجانات عدة وحاز اكثر من جائزة واهتماما كبيرا من الصحافة السينمائية في العالم، ولكنه لم يعرض حتى الآن في داخل موطنه وهو مايثير استغراب المعنيين كافة. وقد بلغت حصيلة الانتاج السينمائي (116) فيلما روائيا ووثائقيا وقصيرا.تجدر الاشارة الى ان الكتاب جاء بـ (114) صفحة من القطع الكبير، وطبع في مطبعة العدالة بدعم من ادارة سينما مول المنصور في بغداد، وصممه الفنان حيدر غازي عباس. 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *