المتحف الوطني للفن الحديث يوثق الحركة التشكيلية في العراق

المتحف الوطني للفن الحديث يوثق الحركة التشكيلية في العراق
آخر تحديث:

 بغداد/شبكة اخبار العراق- يضم المتحف الوطني للفن الحديث التابع لدائرة الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة، الآلاف من الأعمال الفنية، موزعة ما بين الرسم والنحت والسيراميك والخط العربي والكرافيك، التي تمثل أغلب التجارب للفنانين العراقيين، من جميع الأجيال.يقول مدير عام دائرة الفنون التشكيلية د. شفيق المهدي “أن هذا الصرح الفني الثقافي التاريخي كان يضم أكثر من ثمانية الآف عمل فني لفنانين رواد ومعاصرين، من الذين أثرت أعمالهم حركة الفن التشكيلي في العراق”، مشيراً إلى أن المتحف تعرض لانتهاكات عدة، منها السرقة والتدمير والإتلاف لنحو 7000 قطعة فنية من محتوياته وهي لوحات زيتية ومائية وكرافيك وخط عربي ومنحوتات وسيراميك، كما شمل التدمير مكتبة مركز الفنون الضخمة، وأرشيفه التاريخي، وكل ممتلكاته الإدارية الأخرى.وإزاء هذا الوضع، وجهت الوزارة دعوات لجميع الذين يحتفظون بأعمال متحفية، أو لديهم معلومات عن أماكن تواجدها، وفعلاً حظيت هذه الدعوات الوطنية الخالصة باستجابة طيبة من المواطنين وبعض الجهات والمؤسسات الثقافية، داخل العراق، حيث تم استعادة بعض الأعمال، فضلاً عن مخاطبة الجهات الخارجية المعنية حول التعاون معنا من أجل استرجاع أكبر عدد ممكن من أعمالنا المفقودة وفق قوانين دولية خاصة.

ويوضح مدير المتحف الوطنى للفن الحديث على الدليمي إن الأعمال التي أعيدت تم إدخالها إلى قسم الصيانة، لترميمها ومعالجتها من الأضرار التي لحقت بها.وقال إن الأعمال المتحفية التي أحصيت رسمياً سنة 2003 بلغ عددها 1131عمل و 99 عمل متضرر، بينما بلغ عدد الأعمال المتحفية المستعادة 557 عمل، وأن الأعمال المتحفية المفقودة والتي تم إرسالها إلى الجهات المعنية 56 عمل ولازال العمل والبحث جاري لتوثيقها، مشيراً إلى أن أخر جرد للأعمال المتحفية لسنة 2016 بلغ 2274.وأضاف الدليمي ان جهودنا الحثيثة، لأجل تأهيل وصيانة المتحف بشكله الطبيعي، وحسب الإمكانيات المتوفرة، كان أخرها معرض تأهيل إطارات متضررة لمجموعة من اللوحات، بمنحة من السفارة البريطانية في بغداد بالتعاون مع جمعية كهرمانة للفنون، ولدينا شعبة الصيانة الفنية، تابعة لقسم المتحف، دورها ترميم وصيانة الأعمال المتنوعة، بطرق أكاديمية للحفاظ على إدامة عمر العمل الفني.

ذكر ان عام 1960 شهد تأسيس النواة الأولى للمتحف الوطني للفن الحديث من قبل مديرية المعارض الفنية في وزارة الإرشاد بمبادرة من الفنان الرائد نوري الراوي حيث اقنع وزير الإرشاد فيصل السامر بشراء أول مجموعة لوحات من الفنانين الرواد من بينهم جواد سليم وسعاد سليم ونزيهة سليم وعطا صبري وفائق حسن وعيسى حنا وشاكر حسن آل سعيد وإسماعيل الشيخلي ونوري الراوي وآخرين.ولم يقتصر المتحف على إقامة المعارض التشكيلية، بل تعدى ذلك إلى صيانة الأعمال الفنية، وإعداد أمسيات أسبوعية، وندوات ثقافية استمرت طيلة العقد السبعيني، فكان للمتحف الدور الفاعل والكبير في مسيرة الحركة التشكيلية العراقية، بالإضافة إلى تنظيم أسابيع وأيام لرواد الفن العراقي، ودعوة فنانين عرب وأجانب لإقامة معارضهم الشخصية.وفي عام 1971، أقترح الراوي تأسيس (الأرشيف التشكيلي) الذي يوثق كل ما ينشر من متابعات صحفية ومقالات نقدية وغيرها في الفن التشكيلي. وهكذا أدخلت بعدها أجهزة الإنارة، وتخصيص مخزن للأعمال الفنية التي تقتنيها الدولة من الفنانين، وبدأت المعارض الدولية تتبادل مابين العراق والخارج من خلال إدارة المتحف مباشرة، وبدعم من وزارة الثقافة والفنون، وبعد أحداث 2003 تم تشكيل لجنة فنية متخصصة لغرض إعادة ما يمكن إعادته من هذه الأعمال المفقودة.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *