المحنة الايرانية

المحنة الايرانية
آخر تحديث:

 بقلم:مثنى الجادرجي

يواجه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ نهاية عهد الرئيس الامريکي السابق، باراك أوباما، أوضاعا تتفاقم سوءا على مختلف الاصعدة حيث تتزايد الازمات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية التي تعصف بالنظام و تجعله عاجزا و فاقدا لروح المبادرة و المناورة، خصوصا بعدما صارت المنطقة و العالم على إطلاع کامل بالنوايا المشبوهة لهذا النظام و مخططاته ضد أمن و إستقرار بلدان المنطقة، وعلى الرغم من إن القادة و المسؤولون الايرانيون قد حاولوا دائما لإظهار عدم الاکتراث تجاه العقوبات الدولية و العزلة التي يواجهونها، لکن التدهور الاستثنائي في الاوضاع قد وصل الى درجة بحيث لم يعد بالامکان التغطية عليها.

المحنة الايرانية التي إشتدت خلال العام المنصرم و تزداد شدة في العام الحالي بشکل ملفت للنظر، يجد النظام الايراني نفسه في وضع صعب للتصدي للأوضاع المتردية التي تعصف به من کل جانب وخصوصا من الناحيتين الداخلية حيث تتصاعد الاحتجاجات بصورة غير مسبوقة بحيث توحي بإمکانية إندلاعة جديدة للإنتفاضة(وهو أمر أشار إليه العديد من المسؤولين الايرانيين)، ومن الناحية الخارجية حيث العقوبات الغربية التي تضيق الخناق أکثر على النظام، ولذلك فإن الاخير لايجد أمامه من متنفس و وسيلة لمواجهة کل ذلك سوى بمواصلة تدخلاته السافرة في بلدان المنطقة و سعيه من أجل توسيع دائرى نفوذه من خلال تمهيد الاجواء المناسبة لأذرعه في المنطقة کي تأخذ بزمام المبادرة فيها.

الاوضاع الصعبة التي يواجهها النظام الايراني و التي تسير نحو الاسوأ، تجعل منه يعمل منذ الان من أجل إيجاد منافذ و ثغور مناسبة لإفراغ العقوبات و الضغوطات الدولية المفروضة عليه، کما فعل من خلال العراق في عهد نوري المالکي، إذ جعل من العراق معبرا و جسرا للإلتفاف على العقوبات الدولية و الحصار المفروض عليه، لکن الذي يعلمه النظام الايراني جيدا أن الاوضاع خلال هذه المرحلة ليست کما کانت خلال عهد أوباما، وإن هناك توجها دوليا واضحا يسير بإتجاه التضييق على الدور الايراني في المنطقة الى جانب إن هناك أيضا توجها دوليا يعمل على الانفتاح أکثر على المطالب المشروعة للشعب الايراني کما إن هناك أيضا توجهات من جانب أوساط سياسية أوربية تمارس ضغوطات على حکوماتها من أجل الاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية، ولهذا فإن المهمة التي تنتظر طهران في هذه المرحلة صعبة و بالغة الدقة ولاسيما وإن الاجواء و الاوضاع بصورة عامة غير مهيأة له کي ينجز مهمته بسلام.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *