الى متى يبقى البارزاني متسلطا على الرقاب بالوراثة ؟؟ بقلم أدهم أمين زنكنة

الى متى يبقى البارزاني متسلطا على الرقاب بالوراثة ؟؟ بقلم أدهم أمين زنكنة
آخر تحديث:

شهدت منطقة الشرق الأوسط في السنين الاخيرة رفضا علنيا للإستبداد وطرق الحكم الفردي والدكتاتوري خاصة بعد سقوط الصنم الاكبر في بغداد على يد قوات الائتلاف الدولي. فقد تنامت الرغبة للتخلص من الحكام التقليديين بشكل أسرع مما كان يتوقعه المراقبون، حيث انتشرت روح الثورة بين شعوب المنطقة كانتشار النار في الهشيم , وقد افتتحت تونس مشهد التغيير عندما هبّ الشعب التونسي لإزاحة الدكتاتور (بن علي) ، ثم امتدت شرارة الثورة الى قلب القاهرة لتطيح بالعميل حسني مبارك رغم محاولاته لكبح الثورة بشتى الطرق، ولم يتوقف الأمر في حدود القاهرة فقد زحف العنفوان الثوري الى أطراف طرابلس ليتصدى الشعب الليبي لوضع نهاية لحقبة الدكتاتورية القذافية بإسناد دولي كان قد وفر غطاءً جويا للثورة الليبية التي رغم اسقاطها للدكتاتور الليبي ألا أن إصرار قطر على الحسم العسكري ودفعها المجتمع الدولي في هذا الاتجاه كان قد أتاح الفرصة للقاعدة بالظهور العلني في شمال افريقيا الأمر الذي شكّل تهديدا حقيقيا للربيع العربي وأمن المنطقة فيما بعد، خاصة بعد اختطاف تشكيلات القاعدة لفرصة التغيير في سوريا من أصحابها الحقيقيين وإلحاقها الاذى الفضيع بالدولة والشعب السوري على مدى ما يقارب السنتين، في حين فشلت القاعدة في مصادرة خيار الشعب اليمني بعد اصراره على سلمية الحراك الجماهيري لحين اسقاط الدكتاتور علي عبدالله الصالح فكان لهم ذلك.

وفي قبال تلك الثورات التي تصدّرت واجهات الصحف، شاشات التلفزة والاهتمام والدعم الدوليين، كانت هناك (ثورات منسية) منها ماتم إخمادها وإسدال الستار على صفحاتها واخريات سعت الماكنة الاعلامية في المنطقة لتجاهلها وتقصّدت القوى الدولية وضع ملفاتها على الرف. ولربما أسهمت طبيعة النظم الحاكمة التي تعتمد نظرية التوريث والتعاقب على العروش في صرف الأنظار عنها وكما هو الحال مع الثورة البحرينية وحراك الشعب السعودي، وكذلك ما جرى في كردستان العراق أيضا؛ ففي السابع عشر من شباط عام 2011 ابتدأت جذوة التظاهرات المطالبة بالإصلاح وفصل العشائرية عن السياسة لكن أزلام الحزب القبلي (الپارت) في الاقليم تصدوا لتلك التظاهرات بالرصاص الحي، فقد قام باصدار الأوامر سيئ الصيت؛ سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني المدعو فاضل مطني ميراني؛ التلميذ البار للمجرم ناظم كزار وبإسناد مباشر وتنفيذ ميداني من قبل مسؤول الفرع الرابع للحزب (الديمقراطي) الكردستاني هيوا احمد الذي أطلق الرصاص شخصيا من أسلحة كاتمة للصوت صوب المتظاهرين، ولازال كلا الشخصين أحرارا، فرغم صدور أوامر القاء القبض من المحاكم المختصة على المتهم هيوا احمد ألا أن الأمر لم يتم تنفيذه الى اليوم كونه من حاشية جلالة ملك الاقليم وصاحب المقام الأعلى مسعود بارزاني.

وقد وقف سكرتير الحزب ايضا بوجه تظاهرات دهوك التي ظهرت تنادي بنفس المطالب ألا أن جلاوزة الحزب بتوجيه مباشر من فاضل مطني ميراني دخلوا على خط التظاهرات ليحرقوا المحلات والأماكن السياحية لتشويه الحراك الجماهيري وقد نجحوا في كبح تلك التظاهرات بطرق التفافية ولازالت مشاعر المواطنين تغلي كالجمر تحت الرماد خاصة وان لسكرتير الحزب الديمقراطي ماض أسود يعلمه القاصي والداني في مدينة دهوك، فقد نشرت حركة الانقاذ الوطني الكردستاني برئاسة ابراهيم حاج ملو في التسعينات، بيانات عدة تتطرق فيها الى التخويل المطلق الذي منحه مسعود البارزاني الى فاضل مطني ميراني لمصادرة انتفاضة اذار من اصحابها الحقيقين، فقد قام المطني باسناد من المخابرات الصدامية بارتكاب جرائم يندى لها الجبين تضمنت القتل وانتهاك الاعراض وشراء الذمم ومصادرة الأملاك المنقولة وغير المنقولة. وقد كان لحركة الانقاذ دورا كبيرا في فضح جرائم الحزب الديمقراطي ألا أنه تم إسكاتها بالقوة وملاحقة أعضائها ومصادرة أملاك رئيس الحركة آنذاك.

أن الخلاف الجماهيري مع الحزب الديمقراطي الكردستاني لن ينتهي خاصة وان النخب الاعلامية والسياسية ومثقفي الاقليم كانوا ولازالوا يرفضون النظام القبلي الذي تحاول العائلة البارزانية تكريسه في الاقليم، ويمقتون الاستبداد الذي يمارسه عبيد العائلة البارزانية بحق الشعب الكردي الذي أصبح في واد والعائلة في واد آخر، ألا أن رئيس الحزب قد ترك لجلاوزته مهمة تنفيذ سياسات القتل والاغتيالات وتكميم الافواه وانتهاك الاعراض وتزوير الانتخابات، وقد انشغل هو وأفراد العائلة في سرقة ثروات الاقليم وتوطيد علاقات العائلة مع القوى الاقليمية والدولية عن طريق الحليف التركي.

لقد أدرك البارزاني بأن الحكم الوراثي سيجعله في منأى عن غضب الجماهير وكما هو الحال في البحرين والسعودية اليوم، وقد يجلب له التأييد الدولي عن طريق الدعم التركي والمباركة القطرية..خاصة بعد تأييد بعض الذين باعوا أنفسهم لجلالته من أمثال ملا بختيار وكوسرت رسول وآزاد جندياني وبرهم صالح الذي وقع في انقره على تمديد حكم جلالة الملك لسنوات عجاف أخرى , ولكن الأمر ليس بهذه السهولة يا جلالة الملك!!. فالشعب بالمرصاد لكم والفساد قد أزكم الأنوف في عهدكم والخارجون عن القانون ينامون بأمان في قصوركم، والمناصب الأمنية والعسكرية والحساسة قد وزعت على افراد عائلتكم، و واردات النفط والمنافذ الحدودية دخلت في أرصدتكم ، والصحف أغلقت في ظل جلالتكم.. فإذا كنتم هكذا قبل الإعلان الرسمي للمملكة البارزانية، فكيف الحال عندما تضع التاج الملكي على رأسك بدلا من اليشماغ الأحمر؟.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *