اليوم .. اين حصة الوطن ..؟

اليوم .. اين حصة الوطن ..؟
آخر تحديث:

بقلم:كاظم المقدادي

اليوم .. ستعقد جلسة تاريخية .. لتغيير مسار المشهد السياسي العراقي ، وانهاء هزالة الوضع السياسي ، بعد سنين الجمر والقهر .. والتجاوزات على قدسية الوطن ، ونهب البلاد والسرقات ، والعمالة للاجنبي .

المشهد الانتخابي الاخير .. غير قليلا من واقع الخريطة الانتخابية .. وربح من التحم بمصير وطنه ، ومستقبل شعبه .. وخسر من استهان واهان شعبه ، وباع وطنه بثمن بخس .. الا ساء ما فعلوا ويفعلون .

اليوم .. ستعقد جلسة البرلمان .. ولنطلق عليها ( جلسة شباب تشرين ) لان شباب تشرين هم من نادوا بالانتخابات المبكرة .. وهم من كا ن سببا في تغيير البوصلة السياسية .. فهل ننسى شعارهم المأثور ( اريد .. وطن ) بعد ان قدموا مئات الشهداء .. والاف الجرحى والمعوقين ..؟

الغريب .. ان من في قلوبهم مرض .. ومن المؤلفة جيوبهم .. يتناسون هذه الحقيقة .. ونراهم في الفضائيات يتبجحون ، ويتباكون على قلة مقاعدهم .. ولا يبكون على شهداء الانتفاضة الخالدة التي تركت لنا “حالة وطنية ” ممكن لها ان تعود في اية لحظة ، وساعة ، ويوم .

مع هذا .. فهناك من يبحث عن مقاعد زائفة مزيفة ، وعن دريهمات .. متحمسا ، منتصرا لحزبه .. يستجدي حصته ، وينسى حصة تشرين والوطن .

اليوم .. ستدق اجراس المدارس والجامعات .. ويرفع العلم العراقي .. ويفترض ان تكون جلسة البرلمان .. منسجمة مع امال هذه الاجيال العراقية المتعطشة للمستقبل .

اجيال فتحت عيونها وانتم تتخاصمون.. تتقاتلون من اجل الكراسي .

اليوم .. كونوا لمرة واحدة من حصة الوطن .. لا من حصة ايران ، وتركيا ، ودول الخليج ، وامريكا وبريطانيا وفرنسا .

غدا.. سنرى جيل الشباب من ” امتداد” الناصرية .. وجيل السليمانية .. ومعهم فتية امنوا بوطنهم ، من المستقلين الوطنيين ، وهم يقدمون اروع الامثلة في التلاحم بين العرب والكورد .

اليوم .. اما ان تتغير الخريطة السياسية ، وتكون متناغمة مع تاريخ وحضارة وعظمة العراق الموحد ، وعلى قدر مساحاته وعمقه .. من ( زاخو الى الفاو ) او يبقى العراق دولة فاشلة .. تتحكم به العصابات ، والميلشيات ، والسلاح المنفلت .. ويظل ممزقا .. متهالكا.. متشطيا .

الاغلبية الوطنية ..

تعني انهاء المحاصصة .. وانهاء سرقات اللجان الاقتصادية ..وانهاء دولة المسؤولين .. والبدء بتاسيس دولة المواطنة .

الاغلبية الوطنية.. تعني انهاء ( لبننة ) السياسة العراقية.. ممثلة بهذا التقسيم الطائفي والمذهبي والعرقي .. في توزيع مناصب الرئاسات الثلاث .. الجمهورية للكورد .. والبرلمان للسنة .. ورئاسة الوزراء للشيعة ..

فهذا هو الجرم بعينه ، ان استمر عرفا .. ولم يكن يوما دستورا .

اليوم .. اتركوا حصصكم لمرة واحدة .. لحصة الوطن .

فكل ما تملكونه زائل .. وكل ما للوطن باق .. واما الزبد فيذهب جفاء.. واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض .

فهل تناسيتم فضل هذه الارض عليكم .. وانتم تجردونها من زرعها .. وصناعتها ، وتجارتها .. وخيرها خدمة للاجنبي ،،!؟ ..

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *