آخر تحديث:
سيف الدين ناصر
الحرب هي اخر حلقات الصراع الذي هو وجه اخر لتطور النزاع ، وهي اخر الخيارات بعد عجز الدبلوماسية عن إيجاد المخارج والحلول وهي خيار قسري تجر له الشعوب جرا وغالبا بسبب حماقة حكامها ، وحينما يراها ابن خلدون في مقدمته انها ذات أربعة وجوه او أصناف وهي الغيرة او المنافسة ، والعدوان ، والجهاد ( الغضب لله ودينه ) ، والغضب للحاكم ( حروب الدول مع الخارجين عليها ) وتراها بعض الدول في استراتيجيات شتى فالولايات المتحدة الامريكية مثلا تحصر الحرب في استراتيجيتين فقط وهما الإبادة ، والتعرية .
الزمن الحاضر شهد حروب من نوع جديد وقتالات لم يفكر بها منظري الحروب ( سن تزو ) او ( كلاوتز ) فمجاميع صغيرة تنتصر على جيوش رصينة وتجمعات مدنية تسقط عروش وهذا النوع من الحرب يحتاج لموضوع منفرد لاهميته .
الحروب عبر التاريخ على الاغلب كانت من اجل الأرض وهذه الأرض التي ابتلعت المليارات من البشر منذ بدء الخليقة لليوم لم تكتفي بعد فهي دائما عطشى لاجساد البشر ودماء المضحين من اجلها ، من هنا كان السؤال هل الأرض اثمن ام الانسان ؟ الانسان الذي كرمه الله فأتم خلقه وجعله خليفته في الأرض نراه يسحق من اجل رقعة ارض ؟ فهل تستحق الأرض حقا كل هذه التضحيات ؟ مع ان ارض الله واسعه والمسكون منها لا يشكل العشر من مساحتها !
للزلازل خطوط وللبراكين خطوط فنرى الجغرافيون يصنفون دولة ما انها تقع ضمن الخط الزلزالي او البركاني الشمالي او الجنوبي وهذا الموقع يؤثر على الطقس والتربة والاستيطان وغيره للحروب أيضا حلقات ( حلقات الصراع ) وخطوط رسمها المؤرخون العسكر فوق خرائط الجغرافيا ، ولعل العراق يقع في مركزها فلا يكاد يمر عقد من الزمان الا وكان فيه صراع او نزاع او حرب تقع على ارضه ويدفع اثمانها شعبه !
ان كان الانسان اثمن مانملك ورئيس وزراؤنا يصرح في الاعلام ان عمليات تحرير نينوى هي لتحرير الانسان فهل حقا هو يريد تحرير الانسان ام تحرير الأرض ، وقتل الانسان من اجل ذلك . اذن الحجر اغلى واثمن من البشر ومن اجل تحرير المدن يراق على أبوابها الاف القرابين من الشباب كل جنايتهم ان الله خلقهم في داخل هذه الدائرة المشؤومة من كرتنا الأرضية .
( الانسان أولا ) شعار يرفعه الكثير من السياسيين والحكومات حول العالم ولكن هذا الشعارفي وطننا اكذوبة وفرية كبيرة ..فالانسان كسلعة مختلف الأسعار ففي بعض البلدان الانسان ثمين حيا وميتا ولذلك تتنافس الدول المحترمة من اجل خدمة هذا الانسان واكرامه بتوفير سبل العيش والرعاية والتعليم ، فتعويض ركاب طائرة لوكربي المنكوبة مثلا هو٧,٢ مليار دولار وعدد الضحايا ( ٢٧٠ ) راكب ، في حين تعويض العراقيون الذين قتلوا برصاص شركة بلاك ووتر في منطقة المنصور ببغداد هو ٢٠٠٠ دولار لكل شخص وقيمة الانسان في مدينة النجف مثلا اقل من قيمة بطة لانه قتل من اجل بطة او بشه .. وهنا لو سلمنا بان الانسان سلعة فمن يحدد سعره ؟ اعتقد ان اهم محددات القيمة للإنسان هي شكل وتنظيم الدولة واقتصادها
وطرق العيش بها ، لذا فالحكومات هي من تعلي من قيمة شعبها او تحط من قدره ؟ فالدول التي تحترم شعوبها أصبحت تخوض الحروب بشعوب غيرها فخرجت نظرية الحرب بالأنابة ولأنها تحافظ على بيئتها وجغرافيتها ولتلافي تدمير مدنها وبناها التحتية انتجت نظرية الساحات البديلة فيحارب العالم الإرهاب مثلا على ارض العراق وسوريا وبشعوب العراق وسوريا ويسمون ذلك حروبا بالحلفاء المحليين . بشرنا للأسف رخيص ومن رخصه هم حكامنا وارضنا أيضا رخيصة و مباحه ومن اباحها هم حكامنا أيضا ..ولو اجيز لنا ان نراجع مصفوفة لاسعار البشر طبقا للوائح شركات تعويض حوادث الطيران في أمريكا ( بعضا من مصفوفة تعويض شركة بان اميركان ) فهي كما يلي
-
الأمريكي :٤,٥٠٠,٠٠٠ $
-
البرازيلي :٢,٥٠٠,٠٠٠ $
-
الكندي : ١,٧٠٠,٠٠٠ $
-
الأوربي : ١,٦٠٠,٠٠٠ $
-
الصيني :٥٠٠,٠٠٠ $
-
المصري :٢٥,٠٠٠ $