بولتون:العراق محكوم إيرانيا وعلى ترامب التخلي عن دعم حكومة التحالف الشيعي

بولتون:العراق محكوم إيرانيا وعلى ترامب التخلي عن دعم حكومة التحالف الشيعي
آخر تحديث:

 بغداد/شبكة أخبار العراق-أكد السفير الأميركي الأسبق لدى الأمم المتحدة جون بولتون، السبت، إن الولايات المتحدة بحاجة إلى وضع إستراتيجية لمرحلة ما بعد داعش، فيما اشار الى ان العراق بوضعه الحالي لا يعتبر صديقاً.وقال بولتون في مقال نشرته له صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية اليوم ، إن “على الولايات المتحدة التخلي عن دعمها العسكري للحكومة العراقية الحالية أو خفضه بشكل كبير”، مشيرا إلى أن “الشيعة الموالين لإيران هم الذين يهيمنون على العاصمة بغداد، رغم بقاء القشرة الثلاثية بين الأكراد والعرب السنة والشيعة والعلاقة الهشة بينهم”.وأضاف بولتون أن “حال العراق اليوم تشبه حال أوروبا الشرقية في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي، حيث شددت موسكو قبضتها عليها”، موضحاً ان “توسيع السيطرة السياسية والعسكرية لبغداد على المناطق التي استعادتها من تنظيم الدولة إنما يزيد من قوة إيران، وهذا لا يمكن أن يكون من مصلحة الولايات المتحدة”.وأشار إلى أن “الأكراد العراقيين على وشك التمتع باستقلالهم بحكم الأمر الواقع، وهم على وشك إعلانه بحكم القانون”، مؤكداً ان “الكرد يقاتلون تنظيم داعش من أجل تسهيل إنشاء كردستان أكبر”.وشدد بولتون على ان “الولايات المتحدة بحاجة إلى وضع إستراتيجية لمرحلة ما بعد داعش، بحيث تكون الغلبة في المنطقة لأميركا وليس للنفوذ الروسي والإيراني”، مبيناً ان “على اميركا أن تدرك أو تعترف بأن كلا من إيران وروسيا خصم، وأن العراق بوضعه الحالي لا يعتبر صديقاً”.وتابع بولتون الحديث عن نظرة الأكراد وخاصة منهم الذين في العراق أو سوريا أو تركيا بالنسبة إلى الولايات المتحدة، وقال إنها “نظرة غير متجانسة أو مختلفة”، مؤكداً انه “ليس جميعهم ينظرون إلى أميركا نظرة إيجابية”.وتحدث بولتون عن “الأحزاب الكردية والفصائل الكردية المسلحة المتورطة في الحرب في سوريا، وعن مدى تهديدها الأمن الإقليمي بالنسبة إلى تركيا”، داعيا إدارة ترمب ألى “القاء نظرة واضحة على التدخل الروسي في سوريا حيث نُذر الاشتباك بين القوات الأميركية والروسية”.

وتساءل لماذا روسيا نشطة في سوريا؟ وأجاب لأنها تساعد حلفاءها ممثلين في الأسد وآيات الله الإيرانيين، وقال إنه لا يمكن إنكار أن روسيا تقف في الجانب الخطأ، ولكن أوباما الذي عمي عن الواقع اعتقد أن واشنطن وموسكو تشتركان في تسهيل عملية إخراج الأسد من السلطة.وقال بولتون إنه يجب أن يكون التفكير الجديد لإدارة ترمب موجها نحو هدف واضح، وهو إبطال هذه المكاسب الإيرانية والروسية.ومضى بولتون في الحديث عن محاولات طهران تدعيم نفوذها في المنطقة من خلال السيطرة على أراض انطلاقا من إيران نفسها ومرورا بالعراق الذي تسيطر عليه حكومة بغداد الحالية ثم عبر سوريا الأسد فإلى لبنان الذي يسيطر عليه حزب الله اللبناني.واكد أن “هذا من شأنه أن يمهد الطريق للصراع المحتمل المقبل في المنطقة وهو الذي يتمثل في التحالف الشيعي الإيراني في مقابل التحالف السني الذي تقوده السعودية”، مشدداً انه “يتعين على التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة القيام بعرقلة الطموحات .وأوضح بولتون أن “واشنطن توهم نفسها أو تميل إلى الاعتقاد بأن السّنة سوف يقبلون بحكم الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة في العراق أو بالنظام العلوي في سوريا”، لافتاً الى ان “استعادة الحكومة الراهنة في كل من بغداد ودمشق لحدود ما بعد الحرب العالمية الأولى من شأنها أن تضمن تجديد الدعم للإرهاب والصراع في المستقبل”.وأضاف بولتون بالقول إنني سبق أن “اقترحت إنشاء دولة جديدة علمانية وديمغرافية سنية في أراضي غربي العراق وشرقي سوريا، ولكن قد تكون هناك حلول أخرى، غير أن التلهف أيضا للعودة إلى الحدود التي رسمها الأوروبيون منذ قرن تقريبا لا يعتبر أحد هذه الحلول”.واشار الى ان “على الولايات المتحدة أن تبدأ بالعمل على دحر الوجود الروسي المتجدد في المنطقة وعلى إبطال تأثيره في الشرق الأوسط”، لافتاً الى ان “التدخل الروسي -ولا سيما محور موسكو مع الأسد وملالي طهران- إنما يهدد بشكل خطير مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل وأصدقاءنا العرب في المنطقة برمتها”.وختم بولتون حديثه بالقول ان “الحوادث في سوريا والعراق تعرّض القوات الأميركية للخطر المتزايد، ولا ينبغي لواشنطن أن تضيع في مفاوضات خفض التصعيد أو في تغييرات متواضعة في قواعد الاشتباك”، مبيناً انه “بدلا من ذلك ينبغي لإدارة ترمب أن تعيد صياغة الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة لضمان أن تكون الغلبة لمصلحتها بمجرد إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش، وليس لمصلحة روسيا أو إيران”.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *