ترمب والخيارات إلايرانية الصعبة 

ترمب والخيارات إلايرانية الصعبة 
آخر تحديث:

  عبد الجبار الجبوري 

تتواصل التهديدات والاستحضارات العسكرية الامريكية ،لاجراء تغييرات جذرية في القضاء على الارهاب الاسلامي الراديكالي في المنطقة،والذي تقوده إيران وأذرعها وأحزابها وتنظيماتها وميليشاتها، وخلاياها النائمة وغير النائمة في الشرق الاوسط، وحسب تعبيرمارك فلين مستشار الامن القومي الامريكي الذي قال (ان ايران هي راعية الارهاب الاولى في العالم)، أو على رأي وزير الدفاع ماتيس بقوله ان ايران هي رأس الافعى ، وتصريحات الرئيس ترمب اليومية التي يصف فيها ايران بابشع الاوصاف ،وآخرها رده على الرئيس الايراني حسن روحانيوهو يقول له( تأدب احسن لك) ، بعد ان هدد روحاني امريكا بالويل والثبور ومعه جوقة طهران، آخرها كان تصريح احد قادة ميليشياتها في العراق قائلا(قادمون يا ترمب)، أسوق هذه المقدمة لأصل الى ان امريكا بدأت بالفعل، وعلى اثر هذا السجال بين واشنطن وطهران، حيث أرسلت الادارة الامريكية ،حاملات الطائرات النووية(جورج بوش) الى الخليج العربي، وارسال البوارج والفرقاطات، والصواريخ الحربية الى اليمن والمياه الدافئة، لاحتمالات المواجهة المرتقبة مع طهران ، حسب جميع المؤشرات والتصريحات العلنية، بالرغم من أن البعض ،يعتبر كل ما يجري بين الطرفين هو من باب التعمية والتمثيل ، لحلب المزيد من الاموال من الخليج العربي وتخويفهم ،من البعبع الايراني الذي يريد ليبتلعهم ، أو لاهداف استراتيجية اعلنها ترمب بنفسه (للاستيلاء على نفد العرب كله)، تعويضا عن ما خسرته امريكا في حربها وغزوها للعراق ، والتي قدرها ترمب ب(3ترليون) دولار، ولكن يبدو لنا ان ترمب سيذهب الى ابعد من هذا الهدف الاستراتيجي، ليستحوذ على المنطقة كلها ،بجميع موارها وموقعها الجغرافي، ويضرب أكثر من عصفورين بحجر واحد ، فهو عازم على اجراء تغييرات جذرية ،في بنية الحكم في الشرق الاوسط ،بما يتلائم مع السياسة الامريكية ،واخضاعها لها ولو بالقوة كما سيحصل مع طهران، او من تعويض هذا بتمويل الحروب التي سيشنها ترمب، ضد الانظمة المارقة التي ترعى الارهاب وتموله وتسلحه وتقوده لمشروعها الكوني كإيران، ونقصد بذلك دول الخليج العربي التي كانت دائما( البنك الذي يمول حروب امريكا في المنطقة عبر التاريخ) ،حفاظا على عروش حكامها،كما حصل في غزو العراق وتدميره ،ما نراه الان يحتكم الى جملة معطيات على الارض،تتمثل في أخطار ارهابية حقيقية تهدد العالم ، تقودها تنظيمات وميليشيات أحرقت المنطقة وأشعلت فيها حروبا طائفية وعرقية وقومية ،وكانت السياسة الامريكية السابقة سببا في ظهور هذه التنظيمات المتطرفة ،ومنها ظهور ظاهرة تنظيم الدولة الاسلامية داعش والنصرة والميليشيات الايرانية ، وبعد أن خرجت هذه التنظيمات عن السكة الامريكية، وانتهى استخدامها تمردت عليها ، كما حصل تماما مع تنظيم داعش نالذي كان الخليفة المزعوم البغدادي معتقلا في بوكا وترعاه افضل رعاية ،حتى انه حينما اطلقت سراحه قال لحارسه وباللغة الانكليزية الركيكة(see you in newyork)، اذن التنظيمات الارهابية كلها خرجت من العباءة الامريكية،

كما خرج من قبل تنظيم القاعدة واسامة بن لادن الذي قضى حياته في امريكا ، لانريد ان نسهب اكثر فالقصص معروفة لكم، ولكن ما يهمنا اليوم من تغير اجندة امريكا وقتالها لاقرب حلفائها ،في المنطقة ونقصد بها ايران، ترمب هاتف شريك امريكا وصنيعتها حكومة العبادي ،قائلا له في عشر دقائق مدة المكالمة كلاما واحدا لا أكثر (أيران خطر يهدد المنطقة برمتها ولابد من مواجهتها )،واتفق العبادي مع هذا التوصيف مرغما ، ولم يعلق بكلمة واحدة وأغلق ترمب الهاتف بعدها، هكذا ابلغ ترمب العبادي، ليتهيأ لمرحلة اخرى ومواجهة مع ايران والتي ستكون ساحة الحرب فيها هي ارض العراق ،تحديدا ، وبعدها ظهرت تسريبات انزال قوات عسكرية امريكية كبيرة على طول الخط الاستراتيجي الدولي مع الحدود الاردنية الى محافظة الانبار ، مع تحشيدات عسكرية كويتية على الحدود مع العراق ،في سيناريو مشابه لما جرى عام 2003،وفي الداخل العراقي السياسي تجري تظاهرات واستعدادات لمواجهات وحرب شيعية-شيعية ،نوهنا عنها سابقا وقلنا بانها تقع ضمن السيناريو الامريكي ،في اشاعة الفوضى بابشع صورها في العراق، بعد القضاء على داعش ،فنرى حرب كردية –كردية ،وحرب سنية سنية ،والان حربا شيعية –شيعية ،بين تيار مقتدى الصدر وحزب الدعوة ، والتظاهرات الدموية الحالية تمهيدا لها ، وتقع ضمن الصراع على الحكم والنفوذ والمناصب والهيمنة ، في وقت يحارب العراقيون كلهم اشرس عدو مشترك هو تنظيم داعش ، والجيش العراقي بأبنائه رأس حربة لهذه الحرب نيابة عن العالم كله ، في حين تتقاتل احزاب السلطة والميليشيات في بغداد على النفوذ والغنائم ، نعم الرئيس ترمب عازم على تنفيذ أجندته وتهديداته ،التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الانطلاق نحو الهدف المؤجل،بسبب معركتي الموصل والرقة ن اللتان تجري كل الاستعدادات لانهائهما قريبا جدا، واعلان القضاء على خطر تنظيم داعش وانهاء(دولة الخلافة المزعومة الى الابد،والتوجه فورا لمواجهة ايران بكل ميليشياتها واذرعها ،ابتداءا من العراق، فالتغييرات السياسية ستكون بداية التغيير القادم وستشهد عاصفة التظاهرات التدخل الامريكي العاجل، لحماية العملية السياسية ،حسب مكالمة ترمب-العبادي، وهكذا نرى الاحداث الدراماتيكية متسارعة في العراق، والمنطقة عموما ، فترمب قد ضمن الموقف الروسي في مواجهة ايرانن ونحن نعلم ان روسيا دائما ما تتخلى عن حلفائها ويسيل لعابها امام الدولار الامريكي كما حصل مع العراق، عندما باع غورباتشوف العراق والاتفاقية العراقية-الروسية ب(4) مليارات دولار، وهكذا باع الرئيس بوتين ايران الان ، وتخلى عنها في المشاركة بتواجد روسي في سوريا طويل الامد، اما تركيا والخليج هم حلفاء استراتيجيون هاتفهم الرئيس ترمب وتفاهم معهم وطمأنهم على سياسته المقبلة في المنتطقة وضمان حمايتهم من الخطر الايراني المحتمل  والمتغول ،بفعل انفلات الميليشيات وحزب الله والخلايا النائمة التي تهدد العالم كله وليس دول الخليج وحده، وما تأسيس الجيش الشيعي الايراني من هذه الميليشيات وعدده عشرة ملايين حسب تصريحات قادة ايران انفسهم الا دليل على ان المشروع الديني الكوني التوسعي الايراني هو ماض في طريق التحقق واقامة الامبراطورية الفارسية ،على أيدي الميليشيات (العربية)،أي تستخدمها ايران لتنفيذ اجندتها التوسعية ، وهذا هو الدهاء الفارسي بعينه ،ان تستخدم الاخرين لتنفيذ مشروعها، ولم ترسل جيشها وحرسها لهذه المهمة لان القتيل سيكون ليس ايرانيا ، نعم المؤشرات والدلائل كلها تشي بإجراء وحصول تغييرات جذرية في الشرق الاوسط،سواء بإعلان الحرب على ايران،أو بإستسلام ايران وتنفيذها الشروط الامريكية التعجيزية،ومنها الغاء الاتفاقية النووية وحل الميليشيات واخراج ايران من العراقوسوريا ولبنان واليمن ورفع يدها عن الميليشيات والتخلي عنها ،وهي كما ترون شروط مستحيلة وخيارات صعبة جداا ،لايمكن لايران القبول بها تحت أي ظرف كان، لذا فستختار وحسب تجربتنا مع ايران ،انها ستذهب الى الحرب والمواجهة مع واشنطن ،

وهو خيارها الوحيد في الوقت الراهن، اما النظام السوري ، سيكون متفرجا ضامنا بقاءه في السلطة ، وكذلك العبادي الذي سيكون بين مطرقة الرئيس ترمب وسندان المرشد الاعلى الخامنئي، وعليه الاختيار،وهكذا نحن امام تحولات صعبة وخطيرة، وخيارات مستحيلة تشهدها المنطقة كلها، وحطبها شعوب المنطقة وساحتها الارض العربية ، ولكن هل تحتمل المنطقة مزيدا من الحروب،بعد ان انهكها الارهاب الاسلاموي المتطرف، والذي وضعه الان ترمب في خانة الارهاب الدولي،حرس ثوري حزب الله وفيلق القدس والاخوان المسلمين، والاحزاب الايرانية في العراق وتنظيم النصرة وداعش ، كل هذه متهمة ومسئولة عن ما جرى، من خراب ودمار وارهاب وتهجير وقتل وحروب طائفية في المنطقة والعاالم ،وعلى العالم انهاء هذه المهزلة التي تبرقعت باسم الاسلام ،وهذا ما اعلنه ترمب في برنامجه الانتخابي وبعد تنصيبه في ادارة امريكا حينما قال علنا (بأنه سيقضي على الاسلام الراديكالي) بكل اشكاله وتنوعه ومذهبه ، وما نراه اليوم من حشود عسكرية امريكية مخيفة ومرعبة ،وصلت وتصل الخليج والمنطقة ،الا دليل واضح على اصرار ترمب على تنفيذ برنامجه ،في اعادة سمعة امريكا وتعزيز اقتصادها على يد ترمب وادارته (امريكا اولا )، لاسيما وان الحرب القادمة ليست سياسية ،كما يظن البعض وانما هي حربا اقتصادية بالدرجة الاولى ، لان ترمب ليس سياسيا ،وانما هو رجل اعمال ناجح ومشهور في العالم ،فإنه سيقود حربه الاقتصادية العالمية ،مبتدأ بالقضاء على الارهاب السياسي الراديكالي الاسلاموي بكل اشكاله ….

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *