توريد السلاح الايراني للاسد بين موافقة المالكي وغض الطرف الامريكي بقلم الدكتور احمد العامري

توريد السلاح الايراني للاسد بين موافقة المالكي وغض الطرف الامريكي    بقلم الدكتور احمد العامري
آخر تحديث:

 لا يظن الكثيرون وانا واحد منهم ان عملية توريد السلاح الايراني الى نظام بشار الاسد عبر الاجواء العراقية ان العملية تجري بعيدا عن علم ومعرفة  الجانب الامريكي وذلك ببساطة لان الولايات المتحدة تمتلك اكبر اسطول من الاقمار الاصطناعية التي تجوب العالم يوميا مسحا وتجسسا ورسما للخرائط حتى باتت جميع دول العالم مصورة لدى المؤسسات الاستخبارية الامريكية بحيث لا يطير طائر بجناحية الا ويعلم به الجانب الامريكي. قد يعتقد البعض اننا نبالغ في مثل هذا القول ولكنها الحقيقة التي باتت معروفة للجميع وهي تؤشر في الجانب الاخرمن ان المسألة يمكن ان تكون متفق عليها خاصة وان الامريكان لم يحسموا امرهم لحد الان مع المعارضة السورية او حتى اسقاط نظام الاسد حيث لم تتعد تصريحاتهم وبضمنهم الرئيس باراك اوباما حدود الطلب برحيل الاسد والتحذير من مغبة ما ستكون عليه الاوضاع بعد رحيل الاسد واحتمالية تقسيم سوريا على اساس طائفي وبالتالي الشك والريبة من بعض الجهات داخل المعارضة وخاصة جماعة النصرة الاسلامية.ان حكومة المالكي ما كانت لاتخرج عن التوجيهات السابقة للادارة الامريكية والتي تنص على منع السماح لطائرات النقل العسكرية الايرانية المحملة بانواع مختلفة من السلاح بالعبور عبر الاجواء العراقية لو لم تكن على معرفة تامة بالتذبذب في الموقف الامريكي تجاه الوضع في سوريا وحقيقة الجهود الامريكية غير الحاسمة والتي تسببت هي الاخرى في انشقاق الموقف الاوربي من مسألة تزويد المعارضة السورية بالاسلحة رغم الجهود البريطانية والفرنسية على هذا الصعيد. ان تزويد السلاح لسوريا تعتبرها ايران مسألة حياة او موت للنظام الايراني وجناحه المسلح في لبنان حزب الله الذي يشارك مئات من مقاتليه في الحرب الدائرة في سوريا وهو امر تعرفه الادارة الامريكية ولكنها مازالت تغض النظر عنه لاعتبارات كثيرة ممن اشرنا اليها سابقا.ان الولايات المتحدة تريد من طرح المسألة مع الجانب العراقي رفع العتب عنها امام انظار العالم الذي مايزال يقف مذهولا امام التصرفات الامريكية التي تحاول مع الاسف اطالة ايام الاسد على عكس مواقف سابقة لها تجاه ليبيا ومصر واليمن حيث كان للثقل الامريكي العالمل الحاسم في سقوط تلك الانظمة في البلدان المذكورة. ان مسك امريكا للعصا من الوسط بالنسبة لسوريا لا يمكن ان ينظر اليه الا بنوع من الشك والريبة التي على مايبدو ليس لها ما يبرر موقفها لان الانحياز الى الشعب السوري الذي يقدم يوميا مئات الضحايا يبق اهم من كل الاعتبارات السياسية التي يتعين على القيادة الامريكية ان تعيها اذا ما ارادت ان يكون لها نصيب في الوضع المستقبلي في الشرق الاوسط بعد سقوط نظام الاسد والذي بات مسالة وقت ليس الا.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *