حكومة العبادي إذن من طين وإذن من عجين !!!

حكومة العبادي إذن من طين وإذن من عجين !!!
آخر تحديث:

  اياد السماوي 

نقلت شبكة رووداو عن محافظ كركوك نجم الدين كريم الذي يزور الولايات المتحدة الأمريكية حاليا قوله ( لقد عقدنا عدّة اجتماعات في وزارة الخارجية الأمريكية ومجلس الأمن القومي الأمريكي حول مستقبل العراق ومستقبل كوردستان والحرب على تنظيم داعش , وأضاف قائلا أنّ هنالك إدارة جديدة في الولايات المتحدّة الأمريكية ومن المهم جدا أن يناقش الكورد مباشرة مع المسؤولين في هذه الإدارة ) , ومن يقرأ هذه التصريحات سيتبادر إلى ذهنه أنّها صادرة من أحد قيادي الحزب الديمقراطي الكوردستاني وليس من قيادي في حزب الاتحاد الوطني الحريص على وحدة العراق , وبغض النظر عن انتماء السيد نجم الدين كريم السياسي فهذه التصريحات  تعكس بشكل واضح وجلي حالة الوهن والضعف التي وصلت إليها الدولة العراقية في ظل حكومة رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي , وأنا أجزم أنّ حكومة السيد العبادي لا علم لها بهذه الزيارة ولا ببرنامجها , فليس من المعقول أن توافق الحكومة لمحافظ أن يعقد اجتماعات مع وزارة الخارجية الأمريكية ومجلس الأمن القومي لمناقشة مواضيع خطيرة تخص مستقبل العراق وأمنه وسيادته , علما أنّ مثل هذه المواضيع لا تدخل ضمن اختصاصات وصلاحيات المحافظين ولا حتى ضمن صلاحيات رئيس إقليم كوردستان , فكيف الحال وكركوك ليست جزء من حدود الإقليم الإدارية ؟ .

فإذا كانت مثل هذه القضايا لا تدخل ضمن صلاحيات الحكومات المحلية أو صلاحيات المحافظين وهي من الاختصاصات الحصرية للحكومة الاتحادية وفقا لما جاء في المادة 110 من الدستور العراقي , فما الذي يدفع السيد نجم الدين كريم للتجاوز على صلاحيات الحكومة الاتحادية الحصرية ويناقش مع جهات أجنبية مواضيع تتعلّق بالسيادة الوطنية والأمن الوطني من دون علم الحكومة الاتحادية وموافقتها ؟ والجواب على هذا السؤال لا يحتاج إلى عناء , لأنّ السيد نجم الدين يعلم تماما أنّ لا أحد سيسائله عن هذا التجاوز وهذه التصريحات الخطيرة , فقبل أيام شاهد كريم بنفسه كيف تصرّفت الحكومة ورئيس الوزراء مع رئيس إقليم كوردستان في مؤتمر ميونخ , حين تعامل معه رئيس الوزراء وكأنّه رئيس دولة منفصلة عن العراق , فما المانع أن يتصرّف السيد كريم هو الآخر كما تصرّف مسعود بارزاني ؟ فلو كانت هنالك حكومة قوية وحريصة على سيادة البلد لما سمحت لمسعود ولا لغيره التطاول على سيادة العراق والتآمر مع دول أجنبية على وحدته , فإذا لم تكن هذه خيانة عظمى فكيف هي خيانة الأوطان ؟ والحقيقة المؤلمة التي يجب أن يعرفها الشعب العراقي , أنّ حكومة يقودها رئيس وزراء ضعيف ومتردد كالسيد العبادي , لا شّك أنّها ستفتح شهية كل خائن لتراب هذا الوطن بالتطاول على سيادة البلد , ولا أعرف إن كان وزير خارجيتنا الموّقر الذي آثر الصمت وكأنه من سكان القبور يعلم بهذه الزيارة أم لا ؟ في الختام أقول للسيد رئيس الوزراء هل ستبقى على هذا الوضع .. إذن من طين وإذن من عجين ؟؟؟ .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *