اعاد الكاتب صلاح منسي بمشاركة د.جبار جودي الحياة لأبرز الشخصيات الشكسبيرية التي تم استقطابها من ست روائع وتوحيدهم ضمن نص مسرحي حمل عنوان» خيانة». المعروف ان النصوص الشكسبيرية الكلاسيكية ذات علاقة متوترة ومضطربة وصراعاتها مأساوية، كونها تبدأ بالخيانة وتنتهي بالقتل، فالثيمة هنا هي الفكرة الرئيسة التي اشتغل عليها المخرج جبار جودي وامدها بالحاضر من خلال صناعة سينوغرافيا متجددة تختلف عن اعماله السابقة، والتي تم عرضها على خشبة المسرح الوطني لمدة ثلاثة ايام مضت، بمشاركة مجموعة كبيرة من الفنانين، منهم (سوسن شكري» بدور دزدمونة»، وبشرى اسماعيل «بدور الليدي مكبث» ومازن محمد مصطفى» بدور يوليوس قيصر»، وخالد أحمد مصطفى» بدور ماكبث»، واياد الطائي» بدور الملك لير»، وطه المشهداني « بدور هملت»، وضياء الدين سامي» بدور عطيل»، وشروق الحسن» بدور أوڤيليا»)، اما الاداء الإذاعي لشخصية ( ريتشارد الثالث) فهو بصوت الفنان حيدر منعثر، بمشاركة الشباب الصغار هاشم جبار وهمام جبار، وقد قدمت باسم الفرقة الوطنية للتمثيل التابعة لدائرة السينما والمسرح. اكد المخرج د.جبار جودي خلال حديثه لـ» الصباح»، : ان « جميع مآسي الروايات والمسرحيات العالمية لا تصل الى حجم المأساة اليومية التي نعيشها نحن العراقيين»، مبينا انه بذل جهدا كبيرا مع كادر العمل منذ منتصف اذار وحتى هذا اليوم ليظهر للمتلقي بهذا الشكل، وان اختياره مع الكاتب صلاح منسي لروائع شكسبير وسعيهم بمزجها بالواقع الحاضر كونها متوجة بالمآسي. مفاهيم فلسفية
الممثل خالد أحمد مصطفى قال: ان العمل وظف محاكاة الواقع العراقي الذي نعيشه يوميا من خلال هذه الشخصيات، مشيرا الى ان العمل اعاد تجديد روحية المسرح العراقي الاصيل، وانه يعد العمل واحدا من افضل الاعمال التي قدمها، اما الفنان طه المشهداني قال: ان هاملت يحمل مفاهيم فلسفية بعيدة عن واقعنا الذي نعيشه كفترة زمنية، وظروف ومناخ ومجتمع، فمفهوم الخيانة الشكسبيرية هنا عندما قتل والده متعرضا للخيانة من قبل والدته وعمه هي فلسفة طبيعية والان ايضا تحدث هنالك مليون حالة مشابهة، اي بمعنى ان هاملت اليوم هم كثر في الوقت الحاضر، مبينا ان المخرج وضع معادلة مابين الماضي والحاضر كي يثبت بان التاريخ يبقى ثابتا بمفهوم الخيانة.
معالجة للواقع
فيما اوضح الفنان مازن محمد مصطفى، ان فكرة التزاوج التي عمل عليها المخرج ما بين الماضي والحاضر هو للكشف عن كيفية التخطيط للقتل والاضطهاد، كما انه استطاع ان يوضح للمتلقي ان المآسي الشكسبيرية لا تقارن بما نعيشه ونعانيه نحن العراقيين في الوقت الحاضر، مبينا ان شخصية قيصر التي اداها معروفا عنها في الرواية الشكسبيرية بانه يقتل اقرب الناس له، والسبب حب ببلده وبالشعب وبالمكون العام للبلد تحت مفهوم الخيانة. من جهتها، عبرت الممثلة سوسن شكري عن سعادتها بالمشاركة في مثل هكذا عرض مسرحي بعد انقطاع لعدة سنوات، مبينة ان العمل يحمل رسالة تضامن لكل اخوتنا واهلنا العراقيين، اضافة لاشارته الى النقاط السلبية التي من الممكن معالجتها والنهوض ببلدنا الحبيب، مشيرة الى ان شخصية «دزدمونة» التي قامت بتجسيدها تشبيه للمرأة العراقية ومعاناتها.
