دماء عند جسر ذي الطابقين بقلم : مثنى الطبقجلي

دماء عند جسر ذي الطابقين               بقلم : مثنى الطبقجلي
آخر تحديث:
 
   شهيد آخر يصرعة الموت على يد  ضابط غير منضبط وقاتل يفترض  به ان يكون احدحماة  حامي الدستور..؟  ولكنه مع الاسف صار المثل الشعبي   ينطبق عليه مثلما  ينطبق على الكثيرين ممن تمردوا على شرع الله  و قوانين الدولة والعرف فاصبحوا حاميها حراميها.
 محمد بديوي  صحفي شاب لامع في مهنته ،ام المتاعب  ظل يلاحق الحقيقة في اخباره ،حتى سقط فيها  مضرجا بدمائه عند مداخل المنطقة الرئاسية بالجادرية ، مقتله بهذه البشاعة  جريمة اخرى  تضاف الى سلسلة جرائم  مع سبق الاصرار بحق الصحفيين العراقيين ، انها جريمة لاتغتفر لترتفع إثرها اعداد قوافل شهداء الكلمة الحرة والموقف الثابت  الى 366 اعلاميا وصحفيا ،معظمها قيدت ضد مجهولين وذهبت دماؤهم هباء..  ولكن اين سيذهبون من حساب الآخرة.
 مات محمد  بديوي ومن قبله قتل  المئات  من الزملاء والاحباء ، نرجوا  من السياسيين  ممن تبقت لديهم غيرة وطنية الكف عن اتخاذ هذه الجريمة  وغيرها مادة دعائية  في حملاتهم الانتخابية وعدم اطلاق البيانات والمزايدات الكلامية وتصعيد الموقف بما يؤجج الساحة فوق ما هي عليها الان من توترات طائفية وعرقية  وبما يخلق منها صراعا اثنيا.. ويبقى السؤال الذي سناتي على ذكره لماذا يتواجد فوج للبيشمركة في بغداد وهل لنا نحن مثيل له في كردستان.. يحمي السدود الستراتيجية على اقل تقدير ..؟؟
  حسنا فعل رئيس الوزراء بتواجده في ساحة الجريمة إثر وقوعها  واصداره الاوامر لالقاء القبض على المجرم الذي حاولت حمايات الرئيس  الطالباني ان تؤمن فراره وتقدم له الحماية ..ولكننا لسنا هنا معه في اطلاقه عبارة الدم بالدم  ولربما انفعالية الموقف كما رايناه هي من اطلقت هذه العبارة المحتارة ،وكان الاحرى به ان يقول ان هذه الجريمة لن تمر بدون عقاب يصدره القضاء العراقي وان يكون الحكم سريعا  لبشاعة الجريمة  وتداعياتها.. بيان المكتب الاعلامي لرئاسة الوزراء صحح الامر ونحن ننتظر تنفيذه ، ليس من باب اخذ الثار ولكن من باب احقاق الحق  ومعاقبة الجاني وكل الجناة ..
والسؤال  الذي يطرح نفسه هنا هو : لماذا يتواجد فوج من البيشمركة في بغداد لحماية الرئيس وهي مهمة من مهام الدولة المركزية  اي انه لماذا لاتكون الحماية من اللواء الرئاسي  وهل وصلت المحاصصة  في وزارة الدفاع الى تشكيلات هذا اللواء.. فوج عربي وآخر كردي .. ولماذا سكتنا عن ذلك دهرا  وانتظرنا حتى تقع هذه الواقعة..؟ ولماذا يخرق ضباط هذا الفوج  القانون ويجعلون من انفسهم سلطات فوق القانون  .. مالذي حدث ..اذن ..؟
    وفي تصوري وتصور اي مراقب عن قرب يلاحظ  ان هولاء الضباط  والجنود المكلفون باتخاذ اجراءات احترازية لدى مرور المواكب الرئاسية  كثيرا  ما يدفعهم الامر والتعليمات .. الى قطع الجسور ومنع المرور باجراءات انفعالية غير مسؤولة ، الى حين مرور المواكب الرئاسية ان وجدت ..؟  وهذا يعني سلب الناس حريتها في الحركة وقضاء اعمالها ، ووضعها تحت احكام الانتظار  الطويل ..وكثيرا ما يحدث  الامر نفسه مع مستخدمي هذا الطريق  ..
شيئا من هذا  القبيل حدث  بلاشك ففًجر الامر …وهو اجراء روتيني ربما اثار حنق الشهيد كون ان  تعطيل انسيابية الطريق ومصالح الناس ، لا تستدعي هذه الاحترازات  البكماء ..؟ وتاخير المواطنين في اذرع الشوارع المطلة على منطقة الحدث ، طالما لايوجد مبررات لهذه التقييدات ، في ظل غياب الرئيس وقد تكون كلمة حق قالها الشهيد اثارت غلواء هذا الضابط فاقدم بشيفونية  واستعلائية على فعلة منكرة مثل هذه  . 
  قديما كانوا يقولون : حينما تنفلت الامور عن عقالها انها  صارت (خان اجغان  ) وللمثل  هذا قصة يعرفها كل البغداديين القدماء.. ولكن  ما علاقة الامر بعقيلة الرئيس هيرو خان ..!!   واين محل الاعراب في قصة اخبارية  لانعرف مدى صحتها ،تداولتها بعض  الوكالات الاخبارية ومفادها :ان السيد عادل عبد المهدي النائب الاول السابق لرئيس الجمهورية المستقيل  قد اتصل بالسيدة هيرو  في محاولة منه  لتهدئة الخواطر  ، طالبا  من السيدة الاولى ..مساعدتها لتامين ان ينفذ امر الفوج الرئاسي  اوامر القائد العام للقوات المسلحة بتسليم قاتل الاستاذ الجامعي والاعلامي  الشهيد محمد بديوي..؟
فهل يعقل ان يكون الفوج الرئاسي يسير بأمرة زوجة الرئيس  او ان يكون هذا الضابط قريبا لها ..؟ واذا صح الامر وما اوردته وكالات الانباء فهذا يعني ان السيدة هيروا هي من تقوم بمهام رئيس الجمهورية  وكالة ،طيلة غيابه الذي تجاوز سنة ونصف السنة حينما ترجاها عادل عبد المهدي  ، ان تصدر تعليماتها بعدم اعتراض القوة  التي ستدخل القصور الرئاسية تنفيذا لامر القائد العام  لاعتقال القاتل المذكور.. وتلك اسئلة تتطلب اجوبة لو صحت التسريبات الاخبارية …
 ..
واعود لمن يخلطون الاوراق محاولين استغلال دماء الشهداء في بغداد والانبار وكل مدن العراق وبينها هذه الدماء الزكية للزميل محمد بديوي قائلا  لهم  انه لمن المخزي  والعار  حقا ان تكتبوا بدمائهم مزايداتكم وشعاراتكم الانتخابية  .. وياليتكم تصمتوا .. فلا مجال بعد اليوم ان يُسْخرً هولاء  المتلاعبين  نسغ الدم  العراقي الاحمر ،في كتابة  لافتاتهم  الدعائية  الرخيصة ..
     اليوم مطلوب من الجميع  حيث العراق كل العراق يئن من جراحه ، ان يواصلوا جهدهم لاعطاء درس لكل المرشحين للانتخابات ،ان  عليهم ان ينتظروا صوت الشعب والمغيبين فيهم  .. المطلوب من اساتذة جامعتي المستنصرية و بغداد بل والجامعات العراقية جميعها  والنقابات المهنية وفي مقدمتها نقابة الصحفيين العراقيين ،الخروج في تظاهرات  سلمية منددة بانتهاك  حرمة الدم العراقي  اينما كان وبيد من كان ..وكشف ملابسات كل الجرائم  طالت علمائنا ومثقفينا وضباطنا ورجال الدين ممن قيدت ضد مجهولين …
.. والى اخوة وزملاء لنا  بينهم شهداء ومبعدين ومهجرين ومغيبين   ومهددين بالاعتقال ..بعضهم  لانعرف لهم ارضا او حتى قبرا نقول :اننا على العهد  ماضون ..لنقلها  قبل ان تجف دماء الشهيد محمد بديوي ..واقول ونقول للقتلة لن نسكت  عن جرائمهم حتى نسكتهم  بوحدتنا وبصوتنا الواحد .. حينها ستعلوا كلمة الحق.. رغم ان اكثرهم للحق كارهون…

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *