رئيس هيئة النزاهة، حامي الفساد في العراق

رئيس هيئة النزاهة، حامي الفساد في العراق
آخر تحديث:

بقلم : سليم الحسني.

تعاقب عدة رؤساء على هيئة النزاهة الوطنية، وقد كان أداؤهم فاشلاً، فلم يسفر عن نتيجة تذكر بكشف الفاسدين الكبار. ويرجع السبب إما لأن بعضهم يعقد صفقات التغطية مع الفاسدين وكتلهم، أو يخفي البعض منهم ملفات الفساد خوفاً على منصبه. وفي الحالتين فان كبار المسؤولين في هيئة النزاهة هم رعاة الفساد وحماته.

بين فترة وأخرى يخرج المسؤولون في هذه الهيئة فيتحدثون عن قرب كشف الملفات والاسماء، ثم ينتهي الأمر الى الإهمال، فلقد اطمأنوا أن الشعب لا يمكن ان يفعل شيئاً، وأن الإعلاميين سينسون المؤتمرات الصحفية، أما البرلمان فهو الجهة التشريعية التي يجري تحت قبتها أكبر صفقات التسوية والتراضي، وهذا هو حاله منذ أول دورة له وحتى الآن، وسيستمر كذلك في الدورة أو الدورات المقبلة طالما بقي الحال على ما هو عليه.

مع رئيسها الأخير حسن الياسري، أطلق تصريحات ساخنة بأنه سيحسم الملفات المؤجلة، وأنه سيخوض معركة لا هوادة فيها ضد الفساد والفاسدين، وقام بزيارات لمراجع الدين والعتبات المقدسة حيث ينتهي بعقد مؤتمر صحفي يُطلق فيه تصريحات الوعيد، حتى ليشعر المواطن، أنه ما ان يصل مكتبه حتى يكشف السرّاق كلهم ويضعهم في طابور طويل أمام الشعب المنهوب.لكن الياسري، يلوذ بالصمت، ويتوارى عن الأنظار، حتى يغطي النسيان ما قاله وما وعد به.

تحدث حسن الياسري عن ضخامة الفساد وخطورته، وتحدث عن أسماء كبيرة ستشكل مفاجآت للمواطن العراقي، وتحدث بأكثر من ذلك، حتى أدرك المواطن العراقي أنه لا يختلف عن غيره، وأنه جزء من منظومة الفساد، ففي هذه المؤسسات لا تثبت نزاهة المسؤول إلا بكشفه للفساد، وما عدا ذلك فهو ينتمي اليها ويحرس الفاسدين، أي أنه أكثر ضرراً على البلد والشعب من الفاسدين أنفسهم.تشجع الياسري على الاستمرار في طريقته، أي التستر على الفاسدين، حين وجد أن تظاهرات الإصلاح لا تقترب منه، فادرك باليقين أنه يؤدي دوره بكفاءة عالية.

ولم يسأل المتظاهرون انفسهم وهم يخرجون تحت شعارات الإصلاح، لماذا لا يتجهون في هتافاتهم ضد هيئة النزاهة الوطنية وكبار مسؤوليها، بدل ترديد الشعارات المطالبة بتعديل قانون الانتخابات ومفوضية الانتخابات؟

ما جدوى قانون الانتخابات والمفوضية والبرلمان الجديد والحكومة الجديدة، طالما أن مؤسسة كشف الفاسدين ثابتة لا تغير طريقتها وأساليبها في حماية الفاسدين؟

إن من يريد الإصلاح، عليه أن يبدأ بإصلاح هيئة النزاهة، لكي ينكشف الفاسدون، وعند ذلك يصبح كل حلّ ممكن.والى جانب ذلك يجب على كل كتلة ان تكشف فاسديها، فالكتلة التي لا تكشف الفاسدين، فاسدة.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *