رئيس وزراء للعراق بتوجيه من طهران

رئيس وزراء للعراق بتوجيه من طهران
آخر تحديث:

 بقلم:مثنى الجادرجي

بعد أن تراجع الدور الايراني في سوريا و صار ثانويا بعد تعاظم الدور الروسي و تمکنه من الاخذ بزمام المبادرة و نجاحه في فرض الکثير من أفکاره و طروحاته، فإن طهران التي باتت تنظر بقلق لذلك خصوصا بعد أن تلقت ضربة موجعة جدا على أثر الانتفاضة الشعبية الاخيرة والتي کانت تدعو بکل وضوح لإنهاء التدخلات الايرانية في المنطقة، فإن المساعي الايرانية قائمة على قدم و ساق من أجل الحيلولة مسبقا لتقي ضربة غير متوقعة على أثر الانتخابات العراقية المزمع إجراءها في اواسط شهر أيار القادم.

ماقامت بتداوله اوساط من داخل البيت الشيعي من أنباء بشأن”قرار إيراني حاسم”، بأن تذهب رئاسة الوزراء والمناصب الهامة في الدولة بعد الانتخابات القادمة للموثوق بولائهم الكامل لطهران، في ظل إشتداد المنافسة على المناصب و النفوذ في العراق بين الشخصيات الشيعية وعودة قوى عربية بقوة إلى الساحة العراقية. ويطرح في هذا السياق اسم زعيم منظمة بدر هادي العامري كـ”مرشح رئيس”، في مواجهة رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي غير المضمون لدى إيران بسبب ما يظهره من سمات اعتدال وسعي لإدخال نوع من التوازن على علاقات العراق مع باقي بلدان الإقليم.

هادي العامري الذي لايخفي ولاءه الاستثنائي لنظام ولاية الفقيه وکونه أحد جنود الولي الفقيه خصوصا وإن له ماض يشار له بالبنان في المشارکة ضمن تشکيلات الحرس الثوري الايراني لمقاتلة الجيش العراقي أثناء حرب الاعوام الثمانية بين إيران و العراق، ويعتبر من أکثر المزايدين على الولاء لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ولمرشده الاعلى، فإن إختياره کرئيس لوزراء العراق، يعني إعلان العراق منطقة نفوذ إيرانية 100٪، و إطلاق رصاصة الرحمة على کل المحاولات و المساعي المبذولة من أجل المحافظة على سيادة العراق و إستقلاله، وهذا يأتي في وقت يشهد فيه النظام الايراني أوضاعا صعبة في الداخل الى الحد الذي صار فيه الحديث عن إحتمال إندلاع مجدد للإنتفاضة بحيث يردي بکل شئ وقبل ذلك هناك مساع جارية على قدم و ساق للإعتراف رسميا بالمقاومة الايرانية، مطروحا بقوة، وهو مايرعب طهران ولذلك فإن ممارسة إيران لضغوط إستثنائية من أجل جعل الانتخابات تسير بسياق يصب في صالحها، جارية وهناك الکثير من الاحتمالات لتدخلات مشبوهة في الانتخابات ولاسيما من حيث تزوير و تحريف نتائجها خصوصا وإ للنظام الايراني و الحرس الثوري تحديدا خبرة واسعة بهذا الصدد.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *