« زوتوبيا».. حيث الثقة والتسامح يغلبان الشر

« زوتوبيا».. حيث الثقة والتسامح يغلبان الشر
آخر تحديث:

ترجمة – عادل العامل
وهكذا يفعلها ديزني مرة أخرى. قد يكون هذا مع ذلك فيلما من أفلام الحيوان المتحركة، لكن وإن كان له نصيب من الشخصيات الفروية المثيرة للإعجاب، فإن هناك ما هو أكثر بالنسبة لمزحة الجريمة الكارتونية هذه. فزوتوبيا Zootopia هذه حكاية خرافية هزلية بارعة، وتتسم بالتأمل، حول الثقة والتسامح في مقابل الإجحاف. وبطلتنا هنا جودي، أول أرنبة متخرجة في كلية الشرطة، تجد نفسها مبعدة إلى موقع حراسة وقوف السيارات في زوتوبيا.ومع أن والديها يشعران بالإثارة لكونها خارج طريق الخطر، وهي تقوم بتسليم بطاقات المرور، فإن جودي مصممة وتريد لها جزءا من القضية المهيمنة حاليا على زوتوبيا ــ الاختفاء الغامض لحيوانات ثديية.وربما كان ذلك قرارا يقضي على عملها الوظيفي، لكن جودي تتبنى القضية الخطرة المتعلقة بكلب البحر المفقود، فتورط معها الثعلب سريع الكلام والفنان معاً نِك وايلد لمساعدتها على حل القضية. وتأخذ التحقيقات الخاصة بذلك كلا من جودي ونِك إلى البيئات المختلفة الأحوال التي تكون زوتوبيا، حيث يلتقيان شخصيات مراوغة وخطرة، الكثير منها من معارف نِك. فهناك تندرتاون الباردة، ومربع صحارى الحار، والغابة المطرية الرطبة المعتمة، وكلها مختلفة إلى حد بعيد عن بلدة بوروز الريفية الفاتنة التي ينشأ فيها جودي ونِك ــ مع 225 أخا وأختا.وحين لا تسحرك مدينة الفئران، أو رياضة اليوغا الروحية، أو مواقف تجفيف الجاموس، فإن تركيزك سيكون على المقيمين في المدينة، الذين يمشون منتصبين، حيث تحتفظ الحيوانات بخصائصها وإن كانت تعيش في عالم بشري. وليس الموطن وحده الذي يختلف هنا. فهو عالم تعيش فيه الفرائس والحيوانات المفترسة من جميع الأحجام جنبا إلى جنب. وعلى كل حال، فإن هناك مع هذا مستوى أساسيا من عدم الثقة ــ إذ يعطيها والداها رشاشا spray مضادا للثعالب حين تشرع في رحلتها إلى المدينة الكبيرة ــ وعدم الثقة هذا هو الذي يستغله كل من يحاول تدمير مجتمع زوتوبيا القائم على المساواة. مع هذا تجد بطلتنا الجريئة نفسها، في بعض الأحيان، في مواقف مروعة قاتمة وهي تواجه أشخاصا شبيهين بالعرابين، متوازنين بمخادعات مرحة. وإذا تركنا جانبا الشخصيات المحبوبة جدا والتمثيل الجيد، فإن ما هو ذكي للغاية في أمر»زوتوبيا» انه يتناول الرسائل الإيجابية المريحة العادية، وهي هذه المرة حول عدم الحكم على الناس من جنسهم أو عنصرهم، ومزج ذلك مع شيءٍ ما أكثر نضجا، كالجريمة. وأخيرا، فإن الفيلم، الذي يستغرق عرضه 108 دقائق، من إخراج بايرون هاوارد وريتش مور. وقام بالدورين الرئيسين فيه جينيفر غودوين وجيسون بيتمان. ويفيد قرار التصنيف المتعلق به بأنه فيلم يتسم بالذكاء والتسلية الهزلية بالنسبة لكل أفراد الأسرة، وإن كانت فيه مشاهد ربما تخيف الصغار من الأطفال.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *